فضائح متتابعة..!!

فضائح متتابعة..!!

لا يكاد تظهر فضيحة إلا وتتبعها فضيحة أخرى، وفي كل مرة تتسع الدائرة، وتكبر كرة الفساد، ويزيد عدد المتورطين، وتُكشف أسماء، وتصدر قرارات ضد شخصيات رياضية هنا وهناك، وفي كل قارة من قارات العالم، وفي كل اتحاد، سواء شخصيات رياضية، أو كيانات تجارية، بل وصلت لقيادات سياسية ورياضية كبيرة جدًّا.. وفي كل أسبوع سنسمع بقضية جديدة، تؤكد فساد حكومة "جزيرة شرق سلوى" التي بدأت ملامحها تتضح وتكشف منذ عام 2010م.

قنوات "بي إن سبورت" حتى اللحظة لا تستطيع أن تتحدث عن تلك الفضائح، أو تناقشها، أو تذهب لرؤساء الاتحادات الدولية والقارية لتناقشهم في هذه القضايا، وتذيع بشكل مستمر بيان الفيفا، وتجعله شريطًا إخباريًّا ثابتًا على شاشتها؛ لأنها عندما تخوض في هذا الحديث فهي مضطرة للدفاع عن الفساد، ولكن – للأسف - رغم كل هذه الفضائح إلا أن إعلامنا لا يزال بعيدًا عن الغوص وفتح الملفات، ونقل كل تلك الأحداث، ومواجهة قيادات كرة القدم في العالم بتلك الملفات.. وما زلت أقول إن هناك الكثير لم يكشف، والملفات السرية للتحقيقات في الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي ما زالت مليئة بالكثير من الخبايا.. وقلت – وما زلت أقول - كرة الفساد ستكبر يومًا بعد يوم.

"كالوشا بواليا" هو آخر الفاسدين الذين أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رسميًّا تورطهم؛ وأصدر قرار الإيقاف. وأعتقد أن إعلان اسم محمد بن همام في القرار لم يكن إلا بداية لفتح ملفه وكل ما يتصل به، سواء على مستوى التصويت لتنظيم كأس العالم 2022م، أو ما كان يحدث في الاتحاد الآسيوي، وما حدث أثناء ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي انسحب منه لأسباب ذكرتُها في مقالات سابقة، ولا يتسع المكان لإعادة ذكرها.

وعلينا اليوم أن نعرف جيدًا أن انطلاقة شرارة الفساد في عالم كرة القدم كانت من يد محمد بن همام عندما أعلن ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، الذي كان بمنزلة انقلاب تاريخي على صديقه جوزيف بلاتر الذي لم يتحمل الصدمة؛ فهدد بكل أدواته بأن ينسف استضافة "جزيرة شرق سلوى" كأس العالم. وفي عالم الجريمة عندما يغرق أحد الشركاء فلا بد أن يسحب البقية للقاع، وهذا ما حدث؛ سقط محمد بن همام، وسقط من بعده "جوزيف بلاتر"، وسقط "بلاتيني"، وسقط "جيروم فالك" الأمين العام السابق للفيفا، وخرج أحمد الفهد مهرولاً من الباب الخلفي للاتحادَيْن الدولي والآسيوي قبل أن يغرق مع من غرق.

لن يتحمل الفيفا ومسؤولوه تهم الفساد التي تُعلَن كل يوم، وتكشف بكل الأدوات، ولن يقف متفرجًا ورئيس الفيفا يسعى لولاية جديدة بعد أقل من سنة، وتحديدا في يونيو 2019م. وسبق أن قلت هنا إن 2019م سيكون عامًا عاصفًا في تاريخ كرة القدم؛ لأن العالم لن يثق بمنظمة تصمت عن الفساد، ولا تحاربه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org