معهد أكسفورد: "طهران" تُحوّل العالم الرقمي إلى ساحة لمعاركها الناعمة

النظام الإيراني أطلق "البيض" ونشر الأكاذيب من أجل ضرب الرياض
معهد أكسفورد: "طهران" تُحوّل العالم الرقمي إلى ساحة لمعاركها الناعمة
تم النشر في

تواصل إيران نقل معاركها العسكرية من ساحات القتال إلى توظيف القوة الناعمة المتمثلة في "تويتر" ليصبح ساحةً لحروبها الرقمية في هذا الفضاء الإلكتروني الذي يرتاده السعوديون بجميع شرائحهم بكثرة لتسهل عمليات التعبئة وشحن العواطف.

ولم تكتفِ طهران بإدارة الحروب بالوكالة في اليمن وسوريا لبسط نفوذها في المنطقة حتى لجأت أخيراً لإطلاق مئات الحسابات الإلكترونية لضرب الاستقرار بالمملكة وترويج الشائعات وتأجيج الداخل السعودي بالتشكيك في الإصلاحات التي بدأتها القيادة الجديدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وكشف معهد أكسفورد البريطاني لأبحاث الإنترنت عن وجود روبوتات إلكترونية و"بيض" ينشط للترويج للدعايات الإيرانية محاولاً ضرب "الرياض" بإيجاد الأكاذيب ونشر الأراجيف وبث الرعب في نفوس السعوديين.

وأثبت ذلك أن الحروب اليوم باتت إلكترونية حيث إن هذه الحسابات "التويترية" تستخدم شعارات دينية وقومية لاستمالة عاطفة السعوديين وخطب ودهم كالعزف على القضية الفلسطينية التي أكّدت السعودية غير مرة أن فلسطين هي قضيتها الأولى التي لا تقبل المساومة والتكسب، وكان آخرها تأكيدات السعودية في القمة الأخيرة في تونس.

ويتخطى النظام الإيراني وأذرعه المساندة بالمنطقة الإعلام التقليدي كـ "قناة العالم والحرة والجزيرة" وكذلك المنصّات المعروفة بولائها المطلق للسياسة الإيرانية التي تتبنى السلوك العدواني القائم على الهيمنة والسيطرة واستباحة حمامات الدم، من خلال التوجه أخيراً للشبكات الاجتماعية لسرعة الوصول ولعدم وضوح المخططات.

يأتي ذلك في ظل إدراك أن الدعايات غير المباشرة هي الوسيلة الآمنة لتمرير الأجندة الإيرانية، خاصة أن هذه الحسابات تتحدث اللغة العربية وتدعي أنها تُدار من السعودية مما يصبغ عليها نوعاً من القبول والمصداقية؛ الأمر الذي يُسهل عليها اختراق الشارع السعودي بالضرب على قضاياه وقضايا الأمة الإسلامية.

ويثبت هذا الاكتشاف الذي أوضحه معهد أكسفورد ووصف سلوك الحسابات بالمضلل والمنسق، ما أكّدته السعودية مراراً من أن المعارك اليوم ناعمة، وحروب إيران لم تعد عسكرية فيها طرفان خاسر وناجح؛ بل طوّرت خططها وحملت عتادها للعالم الرقمي.

وكان عدد من المدوّنين السعوديين قد تنبّهوا لذلك قبل أعوام وحذّروا من حسابات تنتحل أسماء وعائلات سعودية وتغرّد عن الشؤون السعودية وتُهيّج وتُحرّك الشارع السعودي بتغذيته بالعبارات والشعارات.. وتتمثل الأهداف في إثارة القلاقل والاضطرابات في السعودية.

وصدرت تحذيرات كذلك من حسابات تُدار من تركيا وقطر وهما النظامان الداعمان لإيران.

ولم ينسَ العالم جريمة نيوزيلندا وبطلها الشاب اليميني المتطرف الذي استقى أفكاره من "عالم الإنترنت" حتى إنه كان يكتب منشورات عنصرية مقيتة في صفحته بالفيسبوك، فلم تتنبّه الشركة إلا بعد وقوع العمل الإرهابي الذي أودى بحياة العشرات.

وكان القاسم المشترك بين هذا الإرهابي الأسترالي وبين إيران أنه تشرّب الفكر اليميني من "الإنترنت" حتى نفّذ جريمته، وكذلك فإن النظام الإيراني سيواصل محاولة نشر أيديولوجيا العنف وتكثيف خطاب الكراهية لتدمير بقية العواصم العربية إذا لم تسع شركتا "تويتر وفيسبوك" إلى إحباط أيّ عمليات مشبوهة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org