خطوة التصنيف تبدأ مفعولها.. انهيارات للحرس الثوري وخامنئي يوجه بالدمج

طلبات التقاعد في ازدياد.. والمرشد الأعلى المذعور يطالب قادته بعدم الخوف
خطوة التصنيف تبدأ مفعولها.. انهيارات للحرس الثوري وخامنئي يوجه بالدمج

في أعقاب الخطوة التي لم يسبق لها مثيل من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية أجنبية"، ذكرت مصادر من داخل النظام الإيراني، أن هناك تحركات عاجلة داخل الحلقة الضيقة المسؤولة عن الحرس الثوري الإيراني؛ للتعامل مع هذه القضية التي تمثل تهديدًا وجوديًّا للنظام.

اجتماعات متعددة

وعقد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مؤخرًا، عددًا من الاجتماعات مع كبار قادة الحرس الثوري الإيراني والجيش النظامي الإيراني، إلى جانب "علي أكبر ولايتي" كبير مستشاري خامنئي للشؤون الدولية؛ وذلك وفقًا لمواقع إيرانية معارضة.

وكشف كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني السابق، عن فحوى هذه الاجتماعات الخاصة، والتي جاءت عقب تسمية الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وأوضح قائلًا: "ليس موضوع التطورات الجديدة في الحرس الثوري الإيراني شيئًا جديدًا، وقد عقد خامنئي عددًا من الاجتماعات مع الحرس الثوري وسلاح الجيش النظامي.

دمج القوات

وأضاف: أصدر عددًا من الأوامر في هذا الشأن؛ أبرزها دمج قوات الحرس الثوري مع الجيش النظامي، وكلف خامنئي ضباطًا كبار في الحرس الثوري الإيراني وهم: (وحيد الهاغانيان، وحساني سعدي، والجنرال علي باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية) بتنفيذ هذه التعليمات، وتم الأمر بتسريع هذه العملية مع تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية في 8 أبريل.

عقوبات مرتقبة

ويلقي خرازي الضوء على تاريخ هذه القضية المهمة في إيران قائلًا: إن "مرحلة دمج أجزاء من الحرس الثوري الإيراني في الجيش النظامي تدريجيًّا، ليست مرحلة جديدة؛ لأن ترامب وضع استراتيجية أمريكية جديدة تجاه جمهورية، في خطابه في 13 أكتوبر 2017، ووضع الحرس الثوري الإيراني في قائمة العقوبات الأمريكية.. وهو الأمر الذي دفع خامنئي لعقد اجتماعات مع كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وقادة الجيش النظامي في 22 أكتوبر 2017؛ حيث تتنبأ بأن العقوبات الأمريكية ستطال الحرس الثوري الإيراني؛ لذلك فإنه في ذلك الاجتماع تم اتخاذ قرار بدمج الحرس الثوري تدريجيًّا في الجيش النظامي. وبالفعل تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لدمج جزء من كبار صفوف الحرس الثوري الإيراني -بما في ذلك العقداء والقادة ذوو الرتب العليا- في الجيش النظامي. وأوضح أن هذه المرحلة قد اكتملت إلى حد كبير.

انهيار سريع

وتابع خرازي: نقلًا عن مسؤول كبير في مقر قيادة القوات المسلحة بأن الأوضاع داخل الحرس الثوري تنهار سريعًا، وأن عدد طلبات التقاعد قد زاد بمعدل يُنذر بالخطر بين صفوف الحرس الثوري، كما أصبح انخفاض الروح المعنوية لدى أعضاء الباسيج مصدر قلق بالغ؛ حيث يتخلى عدد متزايد من هؤلاء الأفراد عن وحداتهم وقواعدهم.

وفي 5 أبريل 2018، كان 300 من قادة الحرس قد نشروا بيانًا تم إرساله بشكل سري إلى خامنئي.

وقال قادة الحرس في بيانهم: "في ظل الوضع الحالي؛ فإن الهيكل العام للنظام أصبح شبيهًا بجسم لا روح فيه، ومتصدع من الداخل، وأن الأعمال الخاطئة في الأساس جعلت من البسيج مجموعةً فاقدة النشاط قليلة العمق وضعيفة وبدون مبادرة وليست قادرة حتى على نقل أي حركة تصحيحية جادة ومستقلة إلى أجزائها الحية في جسمها".

تآكل النظام

من جهتها، تنبهت صحيفة "نيويورك تايمز" لهذه القضية، وفي مقال نُشر الاثنين في 8 أبريل، سلط برايان هوك، الضوءَ على حقيقة تآكل النظام وفقدان الاندفاع لدى عناصرالحرس الثوري قائلًا: "تعيش قوات الحرس الثوري في حالة سيئة؛ فعلى سبيل المثال، قلما يتطوع أشخاص ليصبحوا أعضاء في قوات الحرس، كما أن أولئك الذين يريدون أن يصبحوا رجال دين قليلون جدًّا!".

وبطبيعة الحال فإن خامنئي وقادة النظام يعلمون ذلك أفضل من أي شخص آخر، وليس من الصدفة أن خامنئي ألقى من 8 فبراير حتى 21 مارس، خمسَ خطابات في جميعها دون استثناء كان واضحًا بالقول لقوات النظام: "لا تخافوا، لا تقلقوا، لا تقلقوا من العدو، لا تفقدوا آمالكم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org