الثالثة مدينة الجن.. "أبو الجدائل" يروي تاريخ جزيرتين للحجر الصحي جنوبي جدة

يقول: أخبرني أشهر فوّال أن أهاليَ كانوا يذهبون صباحًا لأخذ بيض نوع من الطيور
الثالثة مدينة الجن.. "أبو الجدائل" يروي تاريخ جزيرتين للحجر الصحي جنوبي جدة

روى الباحث والمهتم بتاريخ جدة، خالد صلاح أبو الجدائل، أن جزيرتين تقعان في الجزء الغربي الجنوبي من جدة، وهما جزيرتا أبي سعد والواسطة، كانتا مُعَدّتين للحجر الصحي؛ حيث يتم فيهما حجر القادمين إلى مدينة جدة؛ وخصوصًا الحجاج، لفترة زمنية خوفًا من انتشار الأوبئة والأمراض.

وأضاف: "في الوقت نفسه كانتا متنفسًا لأهالي مدينة جدة يقضون فيهما أوقاتًا للنزهة والاستجمام وخصوصًا في إجازة نهاية الأسبوع أو ما يُعرف بالشعبنة؛ بل كانت تقام فيهما بعض المناسبات الخاصة والعامة".

وقال "أبو الجدائل": "أخبرني العم عثمان أمير -رحمه الله- أشهر فوال في جدة، أن بعض الأهالي كان يذهبون في الصباح الباكر بواسطة السنابيك إلى هذه الجزر لأخذ بيض نوع من الطيور التي تعيش بكثرة فيها، ثم يعودون إلى جدة، ويتم إعداده على وجبة الإفطار؛ لما فيه من فائدة لجسم الإنسان".

وأشار إلى أن الجزيرتين أصبحتا اليوم ضمن حدود القاعدة البحرية بجدة؛ فيما توجد جزيرة ثالثة يقال لها جزيرة أبو علي؛ إلا أن أهالي جدة قليلًا ما يذهبون إليها؛ مشيرًا إلى أن الأديب الكبير أحمد قنديل وصفها في إحدى مقابلاته الصحفية، بأنها "جزيرة الجن"، كما كانت سكن إيواء لمن كان يلجأ للدولة.

وتابع: "أخبرني مَن عَمِل في هذه الجزيرة في شبابه، أن المملكة العربية السعودية في إحدى السنوات استخدمتها لإيواء الجنود الإيطاليين وقال نقلًا عمن كان يعمل بها إنه اتجه للعمل في مجال البناء كعامل، وشاءت الأقدار في عام ١٣٦٠ للهجرة الموافق ١٩٤١ للميلاد، أن ينتقل مع معلم البناء الذي عمل معه إلى جزيرتي أبي سعد والواسطة؛ لبناء وترميم وإصلاح بعض المباني الحكومية حيث يتوفر فيها مساكن ومرافق حكومية وتحلية مياه (كنداسة) وهاتف، كما كانت فيها مقبرة لدفن الموتى.

وأردف: "وكان سبب الانتقال للعمل في هذه الجزر حتى تستوعب إسكان بعض القوات الايطالية فيها مؤقتًا بعد خروجهم من أفريقيا الشرقية؛ بسبب استيلاء الإنجليز على تلك المنطقة وإجلائهم منها، والسبب في إسكانهم في تلك الجزر غرق أربع سفن إيطالية في البحر الأحمر قبالة السواحل السعودية؛ بسبب قصفها من القوات الإنجليزية، ويقدر عدد القوات الإيطالية التي سكنت تلك المباني الحكومية في تلك السنة بحوالى (٨٠٠) بحار وجندي إيطالي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org