بعد 9 أشهر.. أمانة مواطن تعيد محفظة مفقودة لمعتمر باكستاني مقيم بدبي

"سبق" سلمتها لصاحبها اليوم في أبوظبي.. ورفض استلام أي مكافأة
بعد 9 أشهر.. أمانة مواطن تعيد محفظة مفقودة لمعتمر باكستاني مقيم بدبي

أعادت أمانة المواطن السعودي سلطان العتيبي ، محفظة مفقودة ، لمعتمر من الجنسية الباكستانية يدعى راشد إقبال ، يعمل ويعيش في دبي ، كان قد فقد محفظته بجامع الميقات بالسيل الكبير غرب السعودية إبان رحلته للعمرة في رمضان الماضي ، في قصةٍ انسانية حملت في طياتها رحلة بحث مليئة بالمواقف استمرت 9 أشهر حتى العثور على المعتمر وتسليمه مفقوداته في أبوظبي ، اليوم ، بواسطة محرر "سبق".

وفي التفاصيل ، التقت "سبق" المواطن سلطان العتيبي في محافظة الدوادمي والذي روى قصة عثوره على المحفظة وبحثه عن صاحبها وما واجه من مواقف حتى تواصله الهاتفي به يوم الاثنين الماضي .

يقول العتيبي : " وجدت المحفظة أمامي في أماكن الوضوء بجامع الميقات بالسيل الكبير خلال استعدادي للإحرام معتمراً في بداية شهر رمضان الماضي فبحثت عن صاحبها قرابة أربع ساعات ، إذ إني لم أجد داخلها أي أرقام اتصال، ولم أجد صاحبها فاحتفظت بها وأكملت طريقي للعمرة.

وأضاف : " بعد انتهائي من أداء العمرة وعودتي لمنزلي تواردت لي فكرة الاتصال بالبنك المصدر لبطاقة السحب الآلي لعلي أجد لديهم أي معلومات ، لكن البنك أبلغني أن الحساب راكد دون عمليات منذ أشهر ووعدوني بوضع رسالة عليه لعل عميلهم يعيد التعامل مع البنك ويجدها ويتواصل معي.

وتابع : "مرت أشهر دون أن يتواصل معي أحد وكان موضوع المحفظة يشغلني باستمرار ، وفي داخلي هاجس مستمر لإعادتها لصاحبها ، فقررت البحث من جديد بطريقه أخرى ، إذ تواصلت مع الشركة المصدرة لبطاقة التأمين الطبية الموجودة بالمحفظة وطلبت منهم إيصالي بالشركة المصدرة للبوليصة ، فوعدوني خيراً ، وانتظرت أياما حتى وصلني اتصال من الشركة ، فأبلغتهم بالقصة ، ووعدوني بتبليغ موظفهم للاتصال بي حينما يعود من إجازته".

وأردف : " مر شهران إضافيان دون اتصال ، فقررت قبل أسبوعين تقريباً أن أتبرع بالمبلغ الموجود لأحد الأوقاف الخيرية بنية صاحبه وأتلف المستندات الهامة ، بعد إيقاني بصعوبة العثور على صاحبها ، إلا أني تراجعت باللحظات الأخيرة ، مقرراً أن أترك له مهله لإكمال سنة إذ لم يتبق عليها إلا 3 أشهر لعلي أجد لنفسي عذراً في ذلك بمرور العام وأرتاح من ذلك الهاجس ".

وأضاف "وصلني يوم الاثنين الماضي اتصال من رقم إماراتي ، فلم يخطر في بالي أي شيء بخصوص المحفظة حتى قال لي المتحدث إنه راشد ، ولا أستطيع أن أصف مدى سعادتي وسعادته وأنا أحادثه ، فطلبت منه التواصل مجدداً عبر أحد التطبيقات المرئية للتأكد من صورته وأنه فعلاً هو ، وبعد مشاهدته والتأكد من بعض الأسئلة عن محتويات البطاقة طلبت منه عنوانه لإرسال المحفظة إليه".

وواصل : " كنت في طريقي لإرسال المحفظة عبر إحدى شركات الشحن الدولي قبل أن تتدخل " سبق " وتطلب مني المساعدة في إيصالها واللقاء مع المعتمر هناك، وتم تحديد اليوم الخميس موعداً للقاء في العاصمة الإماراتية أبوظبي إذ أن المحرر أبلغني أنه سيكون هناك في زيارة مرتبة مسبقاً فسررت بالصدفتين الجميلتين، الأولى أني وجدته والأخرى أني وجدت من أمينا على المحفظة حتى تسليمها لصاحبها .

إلى هذا التقت " سبق" المعتمر الباكستاني راشد إقبال اليوم في أبوظبي والذي سر كثيراً بعودة محفظته مؤكداً أن ما حدث له من قصة أشبه ما تكون بالخيال ومقدما شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على الخدمات التي وجدها إبان عمرته وللشعب السعودي ما وجده من تعاون وخدمة لم يجد لها مثيلا، وأوضح لـ "سبق" بعض التفاصيل المفقودة في القصة.

يقول المعتمر راشد لـ"سبق : " خرجت في إجازة سنوية في رمضان الماضي من عملي مقرراً زيارة المملكة العربية السعودية للعمرة قبل المغادرة إلى باكستان ، وعند وصولي للحرم المكي انتبهت لفقدي لمحفظتي وتذكرت أين فقدتها ولكن لم يعد باليد حيلة لأن أعود للبحث عنها وأنا أستعد للعمرة وبعدها للمغادرة لبلدي قسألت الله في الحرم المكي أن يعيدها لي وأنهيت عمرتي وغادرت لبلادي".

وأضاف : " بعد وصولي لباكستان أبلغني أصدقائي العائدون في نفس الطريق أنهم لم يجدوها في الجامع ، فسألت الله الخير لي في قادم الأيام ، وبعد انتهاء إجازتي وعودتي لدبي عانيت كثيراً من صعوبة الحصول على الوقت لإنهاء الإجراءات لاستخراج مستندات جديدة والتي تحتاج لوقت طويل ومراجعة جهات كثيرة ، وبالصدفة أبلغني أحد الزملاء أنه يتذكر أن أحداً اتصل للسؤال عنه قبل أشهر لشيء بهذا الخصوص".

وتابع راشد : " توصلت لرقم سلطان واتصلت عليه ولم أصدق ما حدث فقد كانت هذه الأحداث أشبه ما تكون بالخيال ، فشكراً لأمانته ولم أستغرب رفضه أي مكافأة ، فما فعله يدل على أنه يبتغي من ذلك وجه الله ولن أنساه من دعواتي ما حييت فجزاه الله خيراً، وشكراً لـ "سبق" وأدام الله الأمن والأمان على المملكة العربية السعودية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org