فضائح "المجلس".. كواليس قصة الأميرين والثوب الأزرق والجاسوس.. هكذا يفسدون الرياضة

قطر تعزف على وتر العنصرية وإضرام الفتنة وفق استراتيجية لـ"تنظيم الحمدين" تتجاهل قضاياها
فضائح "المجلس".. كواليس قصة الأميرين والثوب الأزرق والجاسوس.. هكذا يفسدون الرياضة

عبدالله الشهري:

يمثل برنامج "المجلس" الذي يبث عبر قناة "الكأس" القطرية ذراعاً للنظام القطري في المجال الرياضي لبث أجندته ونفث سمومه بين أبناء الخليج العربي، وتحويل الرياضة عن المسار الذي عُرفت به عالمياً على أنها أداة لتقريب الشعوب وإذابة الخلافات السياسية بين الأمم ومحو التمايز العرقي والطائفي بين الشعوب، إلا أن هذا البرنامج أبى إلا أن يكون جزءاً لا يتجزأ من سياسة قطر الإعلامية الهادفة لتشتيت الشعوب وزرع الضغينة بين أبناء المنطقة، وتمرير إساءات مبرمجة لكل الدول وإشعال فتيل الفتنة بين الأشقاء، وذلك بافتعال الإثارة عبر الأمور التاريخية على كل الصعد سياسياً واجتماعياً ورياضياً تحت غطاء الرياضة.

"سبق" رصدت أشهر المواقف التي سقط فيها البرنامج مهنياً تجاه قضايا قطر الأساسية، في حين يتبنى قضايا دول المنطقة، كما تم رصد بعض المواقف المسيئة للمملكة ورموزها وشعبها، وآراء بعض النقاد السعوديين تجاه البرنامج من خلال مشاهداتهم لكيفية إدارة البرنامج خلف الكواليس.

سؤال مواطن غيور

ففي حلقة نُشرت بتاريخ 12/ 1/ 2018م على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، قدّم مواطن قطري غيور في اتصال هاتفي على قناة "الكأس" وبالتحديد برنامج "المجلس" نقده اللاذع لحال منتخب بلاده، بعد الإخفاق في دورة كأس الخليج التي أقيمت مؤخراً في الكويت، وأرجع المتصل "علي-الدوحة" المعضلة كاملة لداء الكرة القطرية الأول، وهو فتح باب التجنيس على مصراعيه لأشباه لاعبين لم يقدموا للكرة القطرية ما يشفع لهم لارتداء قميص المنتخب الوطني، في حين هناك نجوم من أبناء البلد ومواليدها يملكون الكفاءة والغيرة على سمعة بلدهم يقاتلون لنيل هذه الفرصة، ولم يتمكنوا من الحصول عليها.

البرنامج يتجاهل

واستغرب المواطن في اتصاله تعدد الجنسيات واللغات في منتخب بلاده متسائلاً: "ماذا ننتظر من لاعبين لا يتحدثون العربية ليقاتلوا من أجل بلدنا؟، الغريب أن البرنامج تلقى اتصالاً بعد هذا الاتصال مباشرة، وقدّم المتصل الثاني من خلاله خمسة أسئلة، وبعد إنهاء اتصاله تجاهل مقدم البرنامج خالد جاسم الحديث عن تساؤلات المتصل الأول، والنقاش حول تلك القضية الشائكة في قطر "التجنيس"، وتم الانتقال مباشرة للإجابة عن استفسارات المتصل الثاني.

عزف على وتر العنصرية

من المتعارف عليه في السلم والأعراف الإعلامية عدم تكرار استضافة الضيف عندما يخرج عن سياق الحوار المعد سلفاً ويتجه للانتقاص من الشعوب والسخرية من أعراقهم وألوانهم تحت أي شعار يمكن أن يزيفه ذلك الضيف لزخرفة قوله، وقد تكررت إسقاطات من داخل برنامج المجلس موجهة للمملكة وشعبها، ولعلنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر أحد الضيوف عندما نعت شعب المملكة بـ"بقايا الحجاج" في سقوط إعلامي سافر هدفه إضرام نار الفتنة بين الشعوب، وزيادة شعبية البرنامج على حساب كرامة الشعوب ومشاعرهم.

ماذا لو كان التجنيس؟!

وما كان مستغرباً في هذا الموقف المستفز هو ضعف دور المقدم والاكتفاء بالتهدئة ومحاولة تمييع الخلاف وتصويره على أن خلاف طبيعي ولم يرتقِ إلى الإسقاط على شعب بأكمله، كما أن هذا الموقف لو تم في قناة تحترم مهنيتها ورسالتها الإعلامية لتم استبعاد هذا الضيف الذي يتعمد شق الصف واستخدام العنصرية للضرب في لحمة أبناء الخليج، غير أنه ظل مستمراً في البرنامج وجرت استضافته في مناسبات وبطولات أخرى، والسؤال هنا: "ماذا لو فتح ذلك الضيف قضية التجنيس في قطر؟ هل سيلقى نفس هذه المعاملة أم سيُستغنى عنه بعد الحلقة مباشرة؟

تجاوز على أمراء السعودية

وفي سياسة البرامج الرياضية يتم إعطاء القامات الرياضية من الأمراء والشيوخ في دول الخليج المكانة التي تليق بهم، ولا يتم السماح لأحد المساس بها أو الانتقاص منها، ومن يحاول ذلك يتم استبعاده مباشرة وفق الأعراف والتقاليد الخليجية، وعند استضافة المملكة العربية السعودية دورة كأس الخليج في مدينة الرياض تم على هامش البطولة استضافة الأمير فيصل بن تركي بن ناصر بن عبدالعزيز في "ذلك الوقت"، والأمير محمد بن فيصل بن سعود رئيس نادي الهلال سابقاً، ويعتبر الضيوف في مثل هذه الحلقات الاستثنائية لهم الحق في جل وقت البرنامج للحديث حول القضايا المهمة، ويبقى لكل ضيف من النقاد الحصريين حق المداخلة بأسئلة قليلة تكون موجهة للضيف الرئيس، إلا أن الحدث العجيب الذي يحدث لأول مرة هو عدم احترام وجود مثل هذه القامات الرياضية في البرنامج، وذلك من أحد النقاد والغضب على مقدم البرنامج بحجة تحجيم دوره وعدم منحه فرصة الحديث ورفع الصوت على غير العادة ليغادر بعد ذلك البرنامج ويعتذر عن المواصلة، ليكرر البرنامج سقطاته المهنية ويتم إعادة الضيف في الحلقات المتعاقبة دون تقديم اعتذار لهذه القامات.

إعلاميو المملكة والنكرات

وأكد الإعلامي الرياضي السعودي علي الزهراني أن السبب الأول في ما وصل له الإعلام الرياضي القطري وبالتحديد قناة "الكأس" من مكانة وشهرة إقليمية يعود فضله لنجوم كرة القدم السعودية والإعلاميين السعوديين وحجم المتابعة الجماهيرية من داخل السعودية؛ حيث ساهمت تلك العوامل في رفع حجم المشاهدة للبرامج التي كانت تبث عبر القناة، وتحديداً برنامج "المجلس"، ولولا المتابعة الجماهيرية التي كانوا يحظون بها من المملكة لأصبحوا نكرات في فضاء الإعلام الخليجي والعربي.

وقال "الزهراني" لـ"سبق": "عندما كنت موجوداً في البرنامج أيقنت أن العملية منظمة بخبث من قبل القطريين، بينما نتعامل معهم كإعلام سعودي من منطلق حسن النية وحسن الجوار، واعتمدنا مبادئ المحبة وكنا نعدهم كأشقاء، وكنا نشعر بأن الجسد الخليجي جسد واحد نحزن لحزن بَعضنا ونفرح لفرح بَعضنا، إلا أن السياسة القطرية أبت إلا أن تفسد هذه الأجواء الأخوية في الرياضة، وتوغلت داخل البرنامج، وأصبحوا يوجهون البرنامج لأهداف غير سامية تخدم أجندتهم السياسية التي كشفت مؤخراً.

وأضاف: "الهدف من جلب الإعلاميين السعوديين ليس نحن كإعلاميين وإنما جلب المشاهدات من الشباب السعودي؛ لمحاولتهم من خلال البرنامج إرسال رسائل عن اختلافات الرياضة ومشاكل الرياضة وأخطاء الرياضة واستخدام كل تلك الأساليب كوسيلة للوصول إلى الغاية وهي تسميم أفكار الشباب بتسييس الرياضة، وهذا الأمر اتضح بشكل جلي في الفترة الأخيرة قبيل المقاطعة".

استغلال لإضرام فتنة قبلية

وواصل حديثه قائلاً: "شخصياً لاحظت خبث هذا الإعلام في موقفي مع محمد فودة عندما تجاوز على شخصي وترك النقد الموضوعي وكان ردي عليه أني أحترم كبر سنه وتجربته وبالتالي حكمت عقلي في ذلك الموقف، ولَم أنجرف مع ما يريدون الوصول إليه وتحملت غضب "فودة" في اتصاله؛ وذلك لعدة اعتبارات أهمها تمثيلي للإعلام السعودي في قناة ليست سعودية، وأي تجاوز يسجل علينا جميعاً كسعوديين، لاسيما وأن النقاش الحاد مع شخص سعودي واستحضرت في ذلك الموقف المثل الشهير "خشمك منك ولو كان أجدب".

وتابع: "لكن العجيب في الأمر أن بعد هذا الاتصال انتقل المخرج إلى فاصل مطول وتلقى المذيع خالد جاسم اتصالاً من داخل قطر ظل يتمتم فيه طويلاً، وبعد ظهورنا على الهواء مرة أخرى تفاجأت أنه يقدم اعتذاره لقبائل زهران على ما بدر من محمد فودة في اتصاله دون أن يأخذ استشارتي في هذا الموضوع إطلاقاً، وبعد انتهاء البرنامج سألته: ما الذي دعاك لهذا الاعتذار؟ ولماذا تعزف على وتر القبلية في مثل هذه النقاشات التي يمثل فيها كل طرف نفسه بعيداً عن الأمور الحساسة التي مجرد طرحها والترويج لها يهدم ويزرع الضغائن دون أن نجني من طرحها فائدة محسوسة تقدم للمشاهد؟ فكان رده أنه تلقى رسائل كثيرة أجبرته على الاعتذار لقبائل زهران، ولذلك اضطر لذلك".

بث سموم وضرب اللحمة

وشخص المشهد قائلاً: "بعد هذا الموقف تأكدت أن هذه القناة وهذا البرنامج وجد مما حدث بيني وبين محمد فودة ثغرة لبث السموم في مجال الرياضة واستغلال الموقف وتضخيمه لإثارة الفتن وتحريك الزوابع وضرب اللحمة الوطنية السعودية التي ولله الحمد تعتبر مفخرة لنا كسعوديين في كل دولة خارجية، كما أنه من المتعارف عليه بيننا كشعوب خليجية وعربية وربما حتى على مستوى العالم أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة باستثناء الثقافة القطرية التي تعمق ما تفسده سياستهم، ويسير إعلامهم في خدمة هذا التوجه غير السويّ بكل منابره ومحطاته.

عن فساد ورشاوى قطر

واختتم: "باستطاعتنا عمل مشروع بحث كامل عن فساد الرياضة القطرية ورشاويها على مستوى الرياضة والأساليب السياسية الخبيثة التي يتعامل بها تنظيم الحمدين والتي يمثل الإعلام القطري حجر الزاوية في كل تلك الأنشطة المشبوهة للترويج لها وإظهارها بمظهر عكس ما بنيت عليه من مؤامرات ودناءات؛ بينما الواقع كشف المستور والحمد لله".

استراتيجية "تنظيم الحمدين"

واستحضر الإعلامي السعودي جمال عارف عدداً من المواقف التي حاول فيها بعض ضيوف برنامج "المجلس" من مواطنين قطريين وضيوف خليجيين اختلاق الفتن بين أبناء دول الخليج العربي، وكانوا بذلك أداة من أدوات الإعلام القطري الذي يسير وفق استراتيجية "تنظيم الحمدين" الهادفة إلى بث سمومها على كل الصعد السياسية والاجتماعية والرياضية.

"الثوب" والإساءة للمملكة

وقال "عارف" في هذا الصدد: "في دورة الخليج التي أقيمت في البحرين وبعد خسارة منتخبنا الوطني من المنتخب الكويتي الشقيق، استطاع المنتخب الكويتي الصعود لدور نصف النهائي بينما غادر منتخبنا من دور المجموعات، وكالعادة كنّا نحضر أنفسنا لحلقة برنامج "المجلس" بعد المباراة، لكن شد انتباهي في بهو الفندق حديث مريب بين القطري مبارك مصطفى والإماراتي عبدالرحمن محمد، وحينها كان قد ارتدى الأخير الثوب الأزرق ابتهاجاً بفوز الكويت، وعندما بدأت الحلقة وأسهب المحللون في تحليل المواجهات بدأ الهمز واللمز بكلمات أكبر من مما يتصوره العقل، ولَم أكن أتوقع يوما أن يَصل إلى هذا المستوى من الانحطاط، وذلك برعاية قطرية من اللاعب السابق مبارك مصطفى ليكمل الإماراتي عبدالرحمن محمد ما تبقى من تمثيلية محبوكة سلفاً".

وتابع: "قال مصطفى متهكماً: اليوم نراك مرتدياً الأزرق يا عبدالرحمن بمناسبة الفوز الكويتي، فرد عبدالرحمن محمد: صحيح وقد واجهت الشيخ فهد الأحمد قبل الحلقة وشكرني، فسأله مصطفى مرة أخرى: لو كان الفوز من نصيب السعودية كنت سترتدي الأخضر؟ فما كان من الإماراتي عبدالرحمن محمد إلا أن ردّ بردّ لا يتناسب مع حجم المحفل والموقف الذي نتحدث فيه باسم دول وشعوب وذلك عندما قال: "أفكر!".

ردّ الكرامة الموثق

وأردف "عارف" قائلاً: "عندها لم أتمالك نفسي، واضطررت للرد عليهما بنفس الأسلوب المستفز، بحديث ما زال موثقاً في موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" قلت فيه: السعودية ليست بحاجة أن يلبس لها أحد من غير أبنائها اللون الأخضر أو الأزرق أو الأحمر احتفالاً بمنجزاتها وفرحاً لأفراحها، بل نحن كشعب سعودي من يلبس الثوب السعودي، ونضع علمنا الأخضر فوق رؤوسنا مع كل مجد تحققه المملكة في أي مجال وأي محفل، نحن ولله الحمد والمنة لا نبحث عن العطايا والهدايا مثلك، وارتداء ثياب غيرنا على حساب كرامتنا، فنحن أبناء المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وخير هذه البلاد يكفينا وزيادة ولله الحمد".

رفض العرض والتوجهات

وختم حديثه بقوله: "بعد هذا الموقف بالتحديد أدركت أن البرنامج يستخدم أدوات مثل القطري مبارك مصطفى وعبدالرحمن محمد وغيرهما الكثير للإساءة لبلدنا، كما يستخدم آخرين للضرب في دول أخرى، وهنا أيقنت تماماً أن هذا البرنامج وتوجهاته جزء لا يتجزأ من منظومة الإعلام القطري المعروفة توجهاته للجميع، والذي همه الأول شق الصف وافتعال الفتن بين أبناء الدول العربية، وبالتالي قررت عدم قبول عرضهم الذي قدِّم لي في تلك الفترة؛ لأن المملكة العربية السعودية تبقى فوق كل اعتبار، ولا أقبل المساس بها من تلك الأدوات الرخيصة.

الجاسوس والإفلاس الأخلاقي

وأبدى الإعلامي الرياضي عدنان جستنية عدم استغرابه مما آلت إليه الأمور في برنامج "المجلس" في الفترة الأخيرة؛ وذلك من الإفلاس الأخلاقي والمهني اللذين باتا العنوان العريض لذراع "تنظيم الحمدين" في المجال الرياضي، وقال "جستنية" في تصريح خص به "سبق": "برنامج المجلس تعاملنا معه كسعوديين وخليجيين من منظور"خليجنا واحد" على الرغم من أنني في بداية ظهوره كنت أشك كثيراً في نوايا القائمين عليه من قطريين، واستعجبت من ظهور هذه المحبة الغربية للرياضة السعودية والمنتمين إليها من إعلاميين على مختلف تخصصاتهم، وكان حديث النفس أن في الأمر "كان وإن وأخواتهما"، ولكن كنت أعتبرها هواجس وسوء ظن في غير محله، لتأتي الأيام وتكشف صحة شكوكي وإنني لم أسئ الظن بهذا البرنامج ومقدمه "الجاسوس" خالد جاسم، فلقد كان هدف هذه القناة وبرنامجها له أبعاد سياسية بحتة تم التخطيط لها بعناية فائقة جداً من نظام "الحمدين".

فضيحة على الملأ

وأضاف: "على الرغم من أن حكومتنا الرشيدة كانت تعلم علم اليقين بنواياهم الخبيثة؛ إلا أنها لم تمنع أي إعلامي بعدم التعاون والمشاركة في قنواتهم وبرامجهم، وذلك من مبدأ لعل وعسى يعودون لرشدهم ويقدرون حلم وصبر قيادتنا وحكمة النفس الطويل، وفرص عديدة أعطيت للأب والابن للرجوع إلى الحق وإلى جادة الصواب وإلى خليج واحد إلا أن ناوي الشر وغطرسة الظالم لا بد أن له في يوم مِن الأيام نهاية تفضحه أمام الملأ، وهذا ما حدث لينكشف خالد جاسم وجماعته الإرهابية على حقيقتهم من خلال نظام كان موجهاً لهم وأجندة إعلامية كان الإعلام السعودي الرياضي على قدر المسؤولية الوطنية ليوجه لهم بعد قرار المقاطعة ضربات موجعة قاتلة جعلتهم يدركون حجمهم الطبيعي كدويلة "صغيرها" انتهت بكل مكونات فكر إرهابي تنتمي إليه".

إقصاء مريب لقضاياهم

وأكد الإعلامي الرياضي عادل عصام الدين على ضرورة التفريق بين الشعب القطري وسياسة الحكومة القطرية التي تتبناها في المنطقة، وقال "عصام الدين" في تصريحه لـ"سبق": "في الواقع إنني لم أَجِد طيلة تعاوني مع قناة الكأس "برنامج المجلس الخليجي" وعلى مدار موسمين إلا كل تعامل حسن ولطف وأدب واحترام من قبل القطريين، وهي نفس المعاملة غير المستغربة التي يجدها الخليجي في كل دول الخليج، لكن الواقع في الإعلام يختلف كلية، والسؤال الذي كان يحيرني ولم أَجِد له إجابة يتمثل في إقصاء المحور القطري في هذا البرنامج".

السياسة الغامضة

وأضاف: "كنّا بحسن نية ومحبة وإخلاص وبرغبة جادة في دراسة وتقويم الرياضة في دول الخليج نناقش الإيجابيات والسلبيات في كل دولة، لم يكن هناك فرق بين محور بحريني أو كويتي، بين محور سعودي أو عماني، سعادتي مع زملائي لا حدود لها ونحن نتشارك كلّ برأيه في المحور الكويتي مثلاً، وقد ناقشنا أسباب وسلبيات وتداعيات تجميد الرياضة الكويتية في عدة حلقات، نتفق ونختلف بحب علماً بأن المشاركين كانوا من كل دول الخليج، في حين ظل المحور القطري بمنأى وخارج محاور ومضمون النقاش في كل الحلقات، كانت تلك هي السياسة الغامضة التي فرضها البرنامج بخبث لما كان له من تركيز على سلبيات الرياضة في دول الخليج، ولذلك كنت أسأل باستمرار: أين المحور القطري؟! لماذا لا يكون موضع نقاش مثله مثل الدول الأخرى؟! وحتى عندما تلقيت الإجابة لم تكن مقنعة على الإطلاق".

بغضاء وتكريس خلاف

وختم "عصام الدين" حديثه بالتأكيد على أن ذلك ما كان إلا جزءاً من السياسة القطرية العدائية التي تتدخل في شؤون الغير؛ لخلق البغضاء والعداوات وتكريس الخلافات وزرع الشقاق؛ لأنه يبقى الإعلام القطري حتى وإن كنّا نتحدث حول الرياضة.

توهج بكفاءات سعودية

وأكد الإعلامي الرياضي فهد الروقي أحد ضيوف البرنامج سابقاً، أن برنامج المجلس له سياسة تضم عدة محاور تعنى بدول الخليج، وتعتمد في نجاحها على المحور السعودي فقط الذي يطرح كآخر المحاور لجلب المشاهد السعودي؛ حيث يمثل المكسب الحقيقي لهذه القناة، وقال "الروقي" لـ"سبق": "السبب الرئيسي لنجاح برنامج "المجلس" في أوج فتراته الذهبية أنه كان تحت إعداد كفاءات إعلامية سعودية وهما محمد محسن العتيبي وناصر العصيمي اللذان يملكان تجارب كبيرة عبر محطات متنوعة قبل استقرارهما في قناة "الكأس" القطرية، وتضم تركيبة المجلس عدة برامج في برنامج واحد، ولكل برنامج ضيوفه، حيث يبث المجلس الذي يهتم بالشأن القطري ثلاثة أيام في الأسبوع، وهناك آخر يعنى بالشأن الخليجي، ويبث مرة أسبوعيا، فيما يبث (مجلس الأحداث) مواكباً الأحداث الآسيوية والأقليمية".

تفريغ ينتهي بضربة

وأضاف "الروقي": "برنامج المجلس الخليجي يتم تفريغه من القضايا القطرية في الوقت الذي يتم فيه مناقشة جميع قضايا الدول الخليجية بإسهاب وتخصص نصف مقاعد الضيوف للإعلاميين والنقاد السعوديين كدلالة على أن الجماهير السعودية ثروتهم علاوة على تأخير المحور السعودي إلى آخر الوقت لتكون ضربة البرنامج في نقاش الكرة السعودية وقضاياها المتنوعة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org