في اليوم العالمي للمرأة (2019).. السعوديات يؤكدن ريادتهن

حظيت بدعم القيادة ورأست وفود بلدها وعُينت أول سفيرة سعودية
في اليوم العالمي للمرأة (2019).. السعوديات يؤكدن ريادتهن

يحل اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس كل عام. وهاهو يطل في (2019م) والمرأة السعودية تمر بمرحلة ذهبية تردُّ فيها الأرقام والإحصائيات وواقع الحال، على كل المشككين في نيلها حقوقها بغضّ النظر عن تباين أهداف وغايات تلك الجهات.

لقد استطاعت المرأة السعودية وتحديداً في العامين الأخيرين، أن تنتظم في كل المسارات الوطنية، وأن تزيد من حضورها محلياً وإقليمياً وعالمياً؛ فكانت مثار الإعجاب، وفي صدارة الحدث، فشاركت سياسياً وفي مناصب رفيعة، ورأست وفد بلادها في كثير من المحافل وصولاً لتعيين أول سفيرة سعودية، وتعيين أول نائب وزير. فيما تعزز حضورها بخلاف ذلك في كثير من مفاصل الدولة، مُجسدة رؤية القيادة السعودية الحكيمة، وتحقيقاً لرؤية الحلم السعودي 2030م في ظل الكثير من الطموحات المنتظرة في القادم من الأيام.

*اهتمام متجذر:

اهتمام المملكة العربية السعودية بالمرأة منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- ومرت بمراحل متدرجة وصولاً للعهد الحالي؛ حيث تؤكد رؤية السعودية 2030م على تمكين حقيقي للمرأة السعودية في سوق العمل وتواجد فاعل في كافة مفاصل خدمة الوطن وتعزيز دورها الأسري والمجتمعي؛ ليتزامن ذلك مع تنامي المنجزات العلمية الكبيرة والحضور العالمي للمرأة السعودية خارجياً، كعالمة وباحثة ودبلوماسية وغيرها في كافة المحافل.

إن استعراض الأسماء في هذا المنجز سيتطلب قوائم طويلة، غير أنه يمكن الإشارة لمحطات وأسماء لامعة أثبتت فيه المرأة السعودية كفاءتها وقدراتها إلى جانب شقيقها الرجل في خدمة الوطن العظيم.

وغني عن القول أن اهتمام القيادة الرشيدة المستمر بتعزيز حقوق المرأة، انعكس من خلال وتعكس توجيهات وأوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده التي، تنطلق من مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية التي أوجبت حفظ حقوقها واحترام كرامتها.

أبرز مفاصل التمكين:

خلال فترات متلاحقة صدرت قرارات ملكية لتمكين المرأة السعودية وتعزيز حقوقها، لتحقيق رؤية السعودية 2030 التي يقف خلفها مهندسها وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان لمتابعة تمكين تلك القرارات، وهنا يمكن الإشارة إلى التالي:

-المشاركة السياسية في مجلس الشورى:

حيث كانت الانطلاقة بصدور أمر ملكي في عام 1434هـ، يقضي بتعيين 30 سيدة أعضاءَ في مجلس الشورى، وتضمن القرار ألا يقل نسبة تمثيل المرأة عن 20% من أعضاء المجلس. واتصل بذلك مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية.

-تسهيل تمكين المرأة من الخدمات:

حيث صدر أمر ملكي ينص على عدم مطالبة المرأة السعودية بالحصول على موافقة ولي أمرها في حال تقديم الخدمات لها، ما لم يكن هناك سند نظامي لهذا الطلب وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.

-السماح بقيادة السيارة:

وهو واحد من أهم القرارات؛ حيث يسمح للمرأة بقيادة السيارة بعد حصولها على رخصة القيادة واستكمال كافة المتطلبات.

-المرأة السعودية تمثل بلدها في كافة المحافل:

لقد منحت القرارات الملكية والأنظمة المحدثة في العامين الأخيرين المرأة السعودية فرصة تمثيلها على المستوى الإقليمي والدولي؛ من خلال عملها في سفارات وقنصليات وبعثات السعودية، ومشاركتها ضمن الوفود في المؤتمرات والمحافل والآليات الإقليمية والدولية، وعلى سبيل المثل لا الحصر: ترأست نائبة وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح الوفد السعودي في أعمال الدورة الثانية والستين للجنة وضع المرأة في مقر الأمم المتحدة، التي أقيمت في 14 مارس 2018، بمدينة نيويورك . ومن ذلك ترؤس الدكتورة هدى العميل مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وفدَ المملكة العربية السعودية المشارك في منتدى 2018 للتمكين الاقتصادي للمرأة، والذي انطلق في العاصمة التونسية.

- قوانين الحماية:

في جانب سن القوانين قامت وزارة العدل والجهات القضائية بالعديد من القرارات المهمة؛ تنفيذًا لتوجيهات القيادة، فصدر (نظام صندوق النفقة) لتنظيم عملية حصول المرأة السعودية المطلقة على كافة حقوق النفقة، و(ضبط زواج القاصرات)، والذي نص على «قصر الإذن بتزويج من هي في سن 17 فما دون على المحكمة المختصة، وأن يكون طلب التزويج مقدمًا من الفتاة أو وليها الشرعي في النكاح، أو والدتها" ونظام (مكافحة التحرش).

-تمكين المرأة من دخول الملاعب الرياضية لحضور النشاطات الرياضية المختلفة، وإدخال برنامج التربية البدنية في المناهج التعليمية لمدارس البنات.

-دعم المرأة السعودية في القطاع الخاص:

مستثمرة وموظفة، وكذلك حمايتها من الاستغلال، وعلى سبيل المثال إقرار دبلوم المحاماة الذي يستمر 3 سنوات وينتهي بمنح المتدربة رخصة مزاولة المحاماة لمتع استغلالهن أثناء فترة التدريب.

*-أسماء لامعة:

كثيرة هي الأسماء التي يمكن الإشارة لها؛ ومن ذلك:

- أول سفيرة سعودية:

تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في منصب سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة، لتكون بذلك أول سفيرة في تاريخ البلاد، والتي سبق وشغلت منصب وكيل للهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير، ورئيسًا للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.

-أول نائب وزير:

تعيين الدكتورة تماضر الرماح، أول امرأة يتم تعيينها بأمر ملكي، في منصب نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية، لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ السعودية.

- أول امرأة ترأس سوق المال:

تعيين سارة السحيمي كأول امرأة ترأس مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية "تداول" كأكبر بورصة في الشرق الأوسط، وهي أول امرأة سعودية تشغل منصباً مالياً رفيعاً.

- أول مهندسة سعودية في ناسا:

تعيين المهندسة مشاعل بنت ناصر الشميمري كأول مهندسة سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ بوكالة "ناسا" الأمريكية لدراسات الفضاء.

- أول متحدثة باسم سفارة سعودية:

فاطمة باعشن أول متحدثة باسم سفارة السعودية بواشنطن؛ إذ أصدر الأمير خالد بن سلمان السفير السعودي في واشنطن قرارًا يقضي بتعيينها متحدثة رسمية باسم السفارة، لتكون أول سعودية تتحدث باسم مؤسسة حكومية.

-المرأة تقود البلديات:

منذ 2017م تم تعيين أول امرأة سعودية في منصب مساعد لرئيس بلدية الخبر؛ وهي إيمان الغامدي التي تعمل في القسم النسائي في أمانة الشرقية. وفي 2018م كلفت نهلة صالح مظهر أول رئيسة للبلدية النسائية. وتبع ذلك تعيين دليل الشمري رئيسة للبلدية النسائية الجديدة بمدينة عرعر.

*أعلام علمية:

- وعلى صعيد المنجز العلمي تحتفظ ذاكرة التاريخ بأسماء مثل: الكيميائية البروفيسورة غادة بنت مطلق المطيري التي تمكنت من تطوير جهاز جديد يستطيع حمل الدواء إلى النقطة المصابة بالالتهاب في داخل جسم الإنسان، ويعمل على اختراق الجسم لعلاج الالتهابات دون الحاجة لجراحة، وقد حصلت على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية "H.I.N."؛ كونها صاحبة أفضل مشروع بحثي يعتمد على النانو تكنولوجي من بين عشرة آلاف بحث.

-وكذلك العالمة السعودية العالمية الدكتورة حياة بنت سليمان سندي، التي عملت على اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية، يمكن من خلاله تحديد الدواء المطلوب لجسم الإنسان، كما يساعد رواد الفضاء على مراقبة معدلات السكر ومستوى ضغط الدم في أجسامهم.

- الدكتورة ثريا عبيد: شغلت منصب المدير التنفيذي لـ"صندوق الأمم المتحدة للسكان" بين 2001 و2010، وتعتبر أول سعودية وأول عربية ترأس وكالة تابعة لـ"الأمم المتحدة"، والأمين العام المساعد لـ"الأمم المتحدة".

-الدكتورة خولة بنت سامي الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وعضو مجلس الشورى الحائزة على وسام الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى في 26 محرم 1431هـ.

-*"أخو نورة":

إن هذا الاهتمام ليس بغريب، وهذا التحول الكبير هو سياسة تنتهجها المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس، الذي عرف بمقولته: "أنا أخو نورة" ليكون باسمها أكبر جامعة للنساء في العالم.

إنها سياسة تؤكد عليها المملكة في كل محافل حقوق الإنسان؛ ومن ذلك ما ذكره الدكتور بندر العبيان رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية في ندوة حول تمكين المرأة، نظّمتها هيئة حقوق الإنسان ومكتب هيئة الأمم المتحدة بالرياض: "السعودية ماضية في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية. وهي مستمرة في اتخاذ التدابير لحماية حقوقها وتمكينها، والتي من أبرزها مدونة الأحكام القضائية... بالإضافة إلى تمكينها من الوصول إلى مراكز صنع القرار في القطاعين العام والخاص".

*-تثمين الدور السعودي:

من جهتها وفي نفس الحدث أكدت نتالي فوستيه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السعودية، أن منظومة الأمم المتحدة تثمّن ما قامت به السعودية في مجال تمكين المرأة، كما تقدر تعاونها مع الآليات الدولية في مجال حقوق الإنسان بصفة عامة وفي مجال حقوق المرأة بصفة خاصة. المنظمة تقدر الإصلاحات التشريعيَة التي اتخذتها السعودية في مَجالِ تَعزيز حقوق المرأة في السنوات الأخيرة، خصوصاً في السماح بإصدار رخص قيادة النساء للسيارات، والامتناع عن اشتراط حصول المرأة على إذن ولي الأمر الذكَر للاستفادة من الخدمات والإجراءات، إلا في الحالات التي يشترطها القانون، بالإضافة إلى قانون الحماية من الإيذاء الذي يُجرم العنف، وتعديل قانون الأحوال المدنية الذي أعطى للمرأة الحق في الحصول على بطاقة الهوية الوطنية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org