فتاة سعودية ضحية كورونا.. "المصطفى": لها الرحمة ولأسرتها الاحترام!

طالب بنشر قصص مواطنين مع الجائحة واستلهام التضحيات فيها
فتاة سعودية ضحية كورونا.. "المصطفى": لها الرحمة ولأسرتها الاحترام!

يروى الكاتب الصحفي حسن المصطفى قصة الفتاة السعودية معصومة حبيب، 13 عامًا، التي راحت ضحية الإصابة بفيروس كورونا، بعد إصابة العائلة، وشفاء معصومة من الفيروس، ثم إصابتها به من جديد، لافتًا إلى ما في هذه القصص البسيطة من معاني التضحية والألم والإيثار، ما يجعلنا أكثر إنسانية في تضامننا، واتحادنا في مواجهة المصاعب.

معصومة حبيب 13 عامًا

وفي مقاله "قصص النساء السعوديات المُلهمة" بصحيفة "الرياض"، يقول المصطفى: "معصومة حبيب، فتاة سعودية ذات ثلاثة عشر ربيعاً، تتُوقُ أن تكون مهندسة معمارية، في وطنٍ باتت أبوابه مشرعة أمام النساء لتحقيق طموحاتهن، وبناء المستقبل الذي يرون فيه ذواتهن .. والدتها، رضية المحمود، لها من اسمها نصيب، فهي بكلِ الرضا تعمل ممرضة في إحدى المؤسسات الصحية في محافظة الأحساء، وهي التي بذلت من وقتها وجهدها أثناء أزمة كوفيد-19، مؤثرة منح المرضى مزيداً من الابتسامة، وتخفيف معاناتهم، على راحتها الشخصية".

إصابة العائلة بالفيروس

ويمضي الكاتب قائلاً: "الابنة الطموحة، والأم المعطاءة، كتبت عنهما الزميلة نداء آل سيف، تقريراً خبرياً، تحدثت فيه الأم عن تجربة إصابة العائلة بفيروس كوفيد-19، وشفاء معصومة منه، وإعادة إصابتها به من جديد.. قصة بقدر ما فيها من فخرٍ بكفاح سيدة سعودية، تساهم في المجال العام، بكل شجاعة، بقدرِ ما فيها من شجنٍ ينساب إلى داخلك، ويجعلك تتوجع!".

الإصابة الثانية

ويروي "المصطفى" قائلاً:" (المهندسة المعمارية الصغيرة)، لم تستطع أن تقبض على حلمها، ركضت خلفه، رفعت يدها عالياً كي تقبض عليه، إلا أن روحها كانت أكثر خفة منها، وطارت هنالك بعيداً، نحو زرقة السماوات العالية .. في إصابتها الثانية، لم يمهلها المرض. ألقت تحيتها على أمها، أسرت إليها رضاها عنها، ليكون الصمت المهيب هو السيد الأبدي!.. الصورة التي نشرتها الزميلة آل سيف للصغيرة، ووالدتها، تجعلك تقف إجلالاً لهما. معصومة تبتسم في الأولى، وأمها ترتدي ملابس العمل في الثانية رافعة شارة الديمومة والحيوية".

قصص أوجاعنا وتضحياتنا

"هذه القصص البسيطة، المشحونة بالكثير من المعاني، التضحيات، الأوجاع، الإيثار، هي ما يجب أن يحفزنا، ويجعلنا أكثر إنسانية في تضامننا مع بعضنا البعض، واتحادنا في مواجهة المصاعب .. هي ليست أسطورة من الخيال، أو رواية من بطون الكتب، أضاف لها الرواة ما اشتهوا من نتفٍ متناثرة ومُحسنات. نحنُ أمام صورة جلية للمرأة السعودية، التي تخدم وطنها وشعبها، وتدفع ثمن عطائها، قطعة أثيرة من روحها وقلبها.. المشهد لا يدعو إلى البكاء، وإن كان للدمعِ ما يسوغهُ، بقدر ما هو تعبير عن الإنسانية في عنفوانها وشموخها في لحظة صدق عالية!".

أنشروا قصصهم

ويطالب الكاتب الإعلام بالبحث عن قصص ضحايا جائحة كورونا من الأحياء والأموات ونشرها، ويقول: "هذه الحكايات التي من "لحم ودم"، هي ما يؤسس لصورتنا المجتمعية في تعاضدها، دون الحاجة لأن نستعير من يرسمُ لنا وجوهاً لا تشبهنا، أو ينسج عنا حكايات لا تقنعنا نحن، فضلاً عن الآخرين.. السعودية مليئة بالتجارب التي يجترحها المواطنون بجهدهم، وكفاحهم اليومي، وعملهم الدؤوب من أجل البقاء وتجاوز الأزمات. وهذا يشير إلى أن "الخير" أصلٌ في الناس، وما يحتاجونه هو تعزيز هذه القيم، وخلق مبادرات عملية تساهم في تحويل الجهود المتناثرة، إلى سياقٍ متكامل لا يتوقف من المبادرات التي لا ترتبط بوضع مؤقت وحسب".


وينهي قائلاً: "بالتأكيد هنالك نماذج ملهمة أخرى، نتوق أن نستمع لها، متمنين أن يكون فيها القليل من الألم، والكثير من النهايات السعيدة .. لمعصومة الرحمة، ولعائلتها تنحني الأرواح احتراماً!".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org