العالم الأول.. (تعليم)

العالم الأول.. (تعليم)

** الثـروة الحقيقية للـوطن هـي ثروتـه البشرية. وبناء الإنسان ضمان حقيقي للتنمية؛ فالإنسان هــو غاية التنمية، ووسيلتها، ولا يمكن أن تبنى التنمية وتدور عجلتها وتزدهر دون التعليم الذي هو ركن مهم في التقدم الحضاري، وحجر الزاوية لأي بناء اجتماعي، واقتصادي، وثقافي.

** بالتعليم يُقاس نمو المجتمعات، ودرجة تقدُّمها، ومستواها الحضاري والإنساني.. وبه تُبنى نهضتها وسبقها الثقافي، الذي يكوِّن شخصيات أبنائها وبناتها بما يجعلهم لَبِنات إيجابية في بناء مجتمعهم وتماسكه، وتجاوُز مشكلاته.

** نمو أي مجتمع مرهونٌ بالتحديث المستمر لمنظومة التعليم، الذي يمثل أحد أركان مثلث التنمية إلى جانب الصحة والاقتصاد. وعلى هذا الأساس تجعل الدول المتقدمة التعليم على رأس اهتماماتها لبناء مجتمعاتها، وتنمية وعيها، وترسيخ مبادئ المواطنة فيها.. وبذلك ترمي إلى تحقيق تنمية شاملة بأبعادها المختلفة، وطرح نظريات عملية، تسهم في إنعاش الاقتصاد؛ فالتنمية لم تعد مقصورة على النمو الاقتصادي وما يتفرع عنه، بل تتجاوز ذلك لتشمل المعطيات الاجتماعية والثقافية والحضارية للمجتمع، ممثلة بالمستوى التعليمي والوضع الصحي.

** إيمانًا من قيادتنا الرشيدة بأهمية التعليم، واهتمامًا ببناء الإنسان، فقد اعتمدت الميزانيات الفلكية للتعليم، ولم تألُ جهدًا في سبيل تطوير منظومته مواكبة للنهضة الحضارية التي تشهدها السعودية على المستويات كافة؛ فجعلت الاستثمار في الإنسان السعودي هو الركيزة التي تقوم عليها التنمية. وتسعى وزارة التعليم إلى تحقيق مبادراتها في برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية السعودية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للانتقال إلى العالم الأول؛ لتخطو السعودية هذه الخطوة على سواعد أبنائها، الذين يجب أن يكونوا مع دولتهم على الموعد.

** ومع بداية العام الدراسي الجديد 1440-1441هـ تستشرف وزارة التعليم المستقبل، وتحث الخطى الواثقة لمواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها الواقع؛ فأنظمة التعليم تواجه تحدي إعداد الشباب لعالم لا يعرف السكون في سباق مع الزمن لإثبات حضارته، وشيوع ثقافته التي هيأت لها التقنية الحديثة الانتشار وتخطي الجغرافيا في كل اتجاه.

** لذا بات تطوير التعليم طموحًا وطنيًّا، ورؤية عليا، تشمل مكونات العملية التعليمية الخمسة كافة، بدءًا بالطالب والهيئة التعليمية والإدارية، والمبنى والمقرر الدراسي، إضافة إلى البرامج والمشروعات المصاحبة التي لها تأثير بشكل أو بآخر في تلك المكونات، وتلعب دورها في تشكيل وتوجيه سلوكيات الطلاب، وتؤثر في تحصيلهم الدراسي.

** ويبقى تحقق الأهداف مرهونًا بتفاعل الميدان التعليمي، واستشعار المجتمع بمؤسساته كافة أهمية تفاعله مع الخطط المرسومة، وقيام الأسرة بدورها المطلوب؛ لتكتمل بذلك حلقة البناء التي هي أساس لما يُبنى في غيرها من المجالات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org