قتل "ذهّاب" يقصم ظهر بعير "أردوغان" في بوركينا فاسو.. كانت ليلة حرق وتدمير!

مستثمرو السلطة الأتراك نسخة كلاسيكية قبيحة من رأسماليي روايات القرن الـ19
قتل "ذهّاب" يقصم ظهر بعير "أردوغان" في بوركينا فاسو.. كانت ليلة حرق وتدمير!

كشفت نتائج حادث إطلاق النار على عامل بوركيني في أحد مناجم الذهب في بوركينا فاسو، قبل أيام، عن وجود حنق شعبي كبير وغضب، ضد وجود الأتراك في ذلك البلد الإفريقي، واستغلالهم ثرواته.

وتُعد الشركات التركية العابرة للقارات، إحدى أذرع السياسة الخارجية التركية الجديدة، في عهد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في أنقرة؛ حيث يستخدمها رجب أردوغان، مثل "مسمار جحا" للتغلغل في بلدان العالم؛ لا سيما دول العالم الثالث، التي يستغل فقرها لاستغلالها واختراقها وفرض أجندته السياسية في النهاية.

روايات القرن الـ19

وبحسب موقع "عثمانلي"، يمثل رجال الأعمال الأتراك المقربين من دوائر السلطة في أنقرة، والذين يستفيدون من الدعم والرعاية التي تكفلها لهم حكومة العدالة والتنمية؛ يمثلون في إفريقيا اليوم النسخة الكلاسيكية القبيحة من الرأسماليين الذين تحدثت عنهم روايات القرن التاسع عشر؛ فهم هذا النوع من البشر المجرد من المشاعر، منعدم الرحمة، الذي لا يهمه سوى مصلحته الشخصية، وتكديس أكبر قدر من الربح ولو على حساب شقاء العمال.

وذكر موقع قناة "فرانس 24" الفرنسية، أنه في ليلة 7 إلى 8 أغسطس الجاري، تم إطلاق النار على أحد الذهّابة (المنقّبين العشوائيين عن الذهب) في منجم "يوجا" في شرق بوركينا فاسو، بعد أن رصَده أحد حراس الأمن العاملين في إحدى الشركات التركية التي تدير موقع المنجم.

حادث إطلاق النار الذي أسفر عن وفاة الذهّاب، كان القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فطالما عانى سكان هذه المنطقة من استغلال وتسلط الشركة التركية، التي جاءت من وراء المتوسط لتسلبهم ثروات بلادهم، وتستغلهم أبشع استغلال، دون أن تمنحهم حقوقهم العمالية بل والآدمية.. ولعدة أسابيع، انتاب الموظفون وأهالي المنطقة حالة من التذمر؛ بسبب عجرفة الإدارة التركية وعمليات التسريح التي تقوم بها، دون أي مسوغ.

غضب واقتحام

وفي أعقاب الحادث، اقتحم العشرات من سكان قرية "يوجا"، موقع منجم الذهب التابع للشركة التركية المعروفة باسم "بوركينا للتعدين"، في 8 أغسطس، وقاموا في ذروة شعورهم بالقهر والظلم، بإحراق وتدمير الموقع، الذي تديره شركة تركية.

السكان المحليون، أحرقوا ودمروا العديد من الآلات باستخدام المعاول والمجارف، ونهبوا مكاتب الإدارة، حسبما أشارت وزارة المناجم والمحاجر في بوركينا فاسو.

ظاهرة عداء الأتراك في بوركينا فاسو، ليست وليدة اليوم؛ بل يمكن اعتبارها ظاهرة مستمرة في البلاد منذ فترة، بعد سعي حزب "العدالة والتنمية" لاختراق البلد الأفريقي، عبر شركاته التي لا تستطيع الشركات المحلية منافستها، والتي تعمل على سلب خيرات البلاد بمقابل زهيد.

وكان من تداعيات السياسات التركية الاستغلالية في بوركينا فاسو، أن تعرّض اثنان من الجالية التركية لهجوم في أحد المطاعم بالعاصمة واجادوجو، أغسطس 2017، أسفر عن مقتل مواطن تركي وإصابة آخر بجروح خطيرة، وهو الهجوم الذي نددت به وزارة الخارجية التركية في حينه؛ بيد أنها دأبت على المضيّ في سياساتها ذاتها؛ وهو ما تكلل بالحادث الأخير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org