استسلام أو فناء.. كيف أوصل "التحالف" الحوثيين إلى المشهد الأخير "تكتيك الحرب"

خسائر بشرية وعسكرية مهولة للمليشيا وطرد من مساحات واسعة وحفاظ على البنية
استسلام أو فناء.. كيف أوصل "التحالف" الحوثيين إلى المشهد الأخير "تكتيك الحرب"

أنهكت تكتيكات التحالف العربي العسكرية مليشيا الحوثي الإيرانية، عبر تحريك جبهات القتال وفقاً لمقتضيات الخطط العسكرية الحديثة والاحترافية، وبناءً على معلومات استخباراتية ذات مصداقية عالية.

وتميز أداء التحالف العربي في عملياته العسكرية في اليمن باعتماد تكتيكات عسكرية تتسق وطبيعة مسرح العمليات في كل منطقة، والتعاطي مع العوامل المحيطة بالجبهات وجغرافيتها باحترافية عالية وناجحة تجاوز فيها التحالف مخاطر تدمير البنية المحلية الخدمية والخاصة بالسكان.

وتعمل قوات التحالف العربي بدعم الجيش الوطني والشرعية من خلال استراتيجية عسكرية أكثر فعالية ونجاعة، تقوم على إنهاك القوة البشرية للمليشيا من خلال تكثيف العمليات المتزامنة في أكثر من جبهة ومحور، ورفع وتيرة الإسناد الجوي لاستهداف التعزيزات وقطع خطوط الإمداد؛ لتقطيع أوصال وحدات المليشيا وعزلها عن بعضها، والتمهيد للقوات البرية للجيش اليمني لاجتياح مناطق المليشيا وتحريرها.

وأثمر هذا التكتيك العسكري تكبيد المليشيا الحوثية الإيرانية خسائر بشرية مهولة، واغتنام أسلحة وذخائر بكميات كبيرة، وطرد المليشيا من مساحات جغرافية واسعة، وارتفاع فاعلية الأداء القتالي للجيش الوطني، رغم حداثة تكوينه وتسليحه.

وقاد النشاط الاستخباراتي الفعال طيران التحالف العربي إلى تصيّد مواقع وأهداف استراتيجية للمليشيا في جغرافيا متفرقة كان أهمها ما أعلن عنه مؤخراً متحدث التحالف العربي من تدمير مراكز قيادة وسيطرة وغرف عمليات ومنظومات اتصالات عسكرية متطورة أنشأتها وتديرها خبرات إيرانية ولبنانية في مناطق بصعدة.

نجاح استخباراتي في الوصول إلى معلومات دقيقة عن مراكز المليشيا العسكرية وفعالية كبيرة في تصيّد الأهداف المهمة من قبل الطيران وتحقيق القوات الميدانية للجيش الوطني والتحالف تقدماً كبيراً على الأرض أنهك مليشيا الانقلاب الحوثية، ودفعها إلى محاولة تسويق تنازلات مع المبعوث الأممي مقابل سحب قوات الجيش والتحالف من معقلها في صعدة، حيث تنفَّذ عملية سحق رأس الأفعى بزخم كبير.

قوات الجيش الوطني بدعم من التحالف تدخل مديدية التحيتا غرباً، وتطهرها من المليشيا وتقترب من زبيد أهم حواضر اليمن ومدنها التاريخية والعلمية، وفي المساء يهاجم الجيش الوطني في تعز شرقاً أهم خطوط دفاع المليشيا في الصلو وخدير، وتسجل اختراقاً كبيراً في الميدان؛ للوصول إلى أهم مناطق تعز الباقية تحت سيطرة المليشيا شرقاً.

فيما زحف الجيش الوطني من مناطق لحج الحدودية مع تعز؛ للوصول إلى الخط الرئيسي الرابط بين تعز وعدن، وطهر مناطق كثيرة في طريق تحركه بهجوم كبير، وسط إسناد من طيران التحالف العربي الذي تواجد على مختلف مناطق المواجهات في جنوب وشرق تعز وشمال وغرب قبيطة لحج.

التحالف أدخل المليشيا بدايةً في حرب استنزاف، وسمح لها بالتواجد في مناطق واسعة، ليس عجزاً عن تحريرها، ولكن لتحويل الجبهات إلى استنزاف قدرات المليشيا، وسحق مخزونها من السلاح والذخيرة؛ لأن اتساع مناطق تواجد المليشيا يجعل خطوط تعزيزاتها مكشوفة أمام طيران التحالف لاصطيادها.

تحرك الجيش الوطني والتحالف في مناطق واسعة وتوفر قوات بشرية كبيرة يقابله عجز من قبل المليشيا في توفير واستقطاب مقاتلين جدد، وهو ما دفعها إلى توزيع كل عناصرها العسكرية والأمنية على الجبهات لتغطية العجز في المقاتلين.

وبناءً على المؤشرات والمعطيات الميدانية، فإن المليشيا تدخل الفصل الأخير من مغامرتها المجنونة، وتدفع ثمناً باهظاً لانقيادها وراء مشروع وأجندة ملالي طهران، ولم تعد الخيارات أمام المليشيا عديدة؛ بل محصورة إما الاستسلام وإما الفناء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org