"أُسر مُنتجة" تحقّق الاستقرار العائلي والكسب الحلال عبر بوابة المقاصف المدرسية

إحداهن انطلقت عبر "الإنستجرام" وأخرى تركت وظيفتها .. و"الشهري" تُحضر للماجستير
"أُسر مُنتجة" تحقّق الاستقرار العائلي والكسب الحلال عبر بوابة المقاصف المدرسية

انخرط كثيرٌ من الأسر السعودية المُنتجة في العمل بالمقاصف المدرسية التي تؤمّن لهم تسويق منتجاتهم، وعرض أفكارهم، وتنمية مشاريعهم الصغيرة، بما يحقق الاستقرار العائلي والكسب الحلال.

ويقوم نظام "أُسر"، الذي تتبناه وزارة التعليم، على توفير فرص عمل للأسر بتمكينهم من سوق العمل بالاستثمار والتسويق الناجح، من خلال إسناد تشغيل المقاصف إلى الأسر المنتجة وفق لائحة الاشتراطات الصحية بنسبة لا تتجاوز 10 % من إجمالي عدد المقاصف المدرسية، بهدف دعم الأسر وتحويل مشاريعهم من نواة المشروع التجاري إلى مستوى المشاريع الناشئة ثم الصغيرة ثم المتوسطة, لتنطلق إلى ميادين أرحب وفرص أوسع تسهم في تنمية المجتمع.

ويقتصر عمل الأسر في المرحلة الحالية "التجربة"، على الإنتاج داخل المقصف والتشغيل معاً في مقصف مدرسة واحدة, أو توزيع منتجاتها على مقاصف مدرسية أخرى, إضافةً إلى تجهيز الجهات الراعية للأسر مقصفاً مدرسياً أو مركز إنتاج تتوافر به جميع متطلبات السلامة الغذائية, وتعقد اتفاقات مع مدارس تشغل مقاصفها ذاتياً أو مع متعهدي المقاصف, لتسويق منتجاتهم في المقاصف المدرسية بدعم إدارات التعليم.

ويتم توقيع العقد بين الأسر المنتجة وإدارة المدرسة بعد إجراءات تنفيذية معتمدة من إدارة خدمات الطلاب, كما تُجرى زيارات ميدانية منتظمة من قبل مشرفي ومشرفات خدمات الطلاب "بنين / بنات", تتولى بعدها إدارة المدرسة تقويم عمل الأسرة في المقصف المدرسي وقياس رضا المستفيد لخدماتهم المقدمة, في حين تزوّد إدارة خدمات الطلاب وكيل الوزارة للشؤون المدرسية بتقرير مختصر يتضمن نتائج تقويم جميع المدارس للتجربة.

وفي نهاية العام الدراسي تكرّم إدارة التعليم ممثلةً في إدارة خدمات الطلاب، الأسر المنتجة المتميزة في إدارة مشروعها, كما تكرّم الجمعيات والمؤسسات الحاضنة للأعمال والشريكة في المشروع, وإدارات المدارس الداعمة والمتفاعلة مع تنفيذ التجربة.

وعن تجارب عديد من الأسر المنتجة مع المقاصف المدرسية، تحدثت في البداية "نورة الحصيني"؛ وقالت : لقد عملت منذ أكثر من أربع سنوات في هذا المجال تحت مسمّى مشرفة لعددٍ من الشركات, ثم انطلقت العام الحالي بعمل مستقل شخصي, كسبت خلاله ثقة من حولي وحققت مكاسب كبيرة وإقبالاً واسعاً, كما أصبحت أوفر طلبات خارجية لعملاء من داخل المدرسة وخارجها.

وأضافت : كانت تجربتي ناجحة, وهي فرصة لمن ترغب في زيادة دخلها وتحقيق أحلامها وتطلعاتها.

فيما قالت "نوير الحارثي": بدأت رحلتي في هذا المجال بأفكار وأطباق بسيطة, تنقلت بعدها للعمل بين عددٍ من المدارس؛ حيث قمت خلال هذه الفترة بتنويع الأطباق وتلبية الطلبات, كما أضفت نكهات وأطباقاً جديدة تناسب جميع مرتادي المقصف من منسوبات المدرسة, وطوّرت بعدها عملي وتوسع مشروعي لأقدم خدماتي في ثلاث مدارس, حيث حققت خلال هذه الفترة عائداً مالياً جيداً وتعاملاً واسعاً داخل المدرسة وخارجها, مضيفةً أن من ترغب الانضمام إلى العمل في المقصف المدرسي عليها مراعاة تحقيق اشتراطات الصحة, ومتابعة نظافة المقر والوجبات المقدمة وتوفير الغذاء الصحي المناسب, كذلك التحلي بالصبر والأمانة للوصول إلى الغاية المنشودة.

وذكرت "أمينة الزهراني"؛ أن انطلاقة مشروعها بدأت عن طريق التسويق الإلكتروني, وقالت: انطلقت قبل سنتين بمشروع صغير عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "الإنستجرام", وفّرت خلاله أطباقاً محدّدة للبيع, ثم انطلقت للعمل في المقصف المدرسي؛ حيث وفرت أطباقاً منوّعة ووجبات صحية متكاملة بقيمة مناسبة, كما سعيت إلى تحديد ما تحتاج إليه منسوبات المدرسة من أطباق غذائية ووجبات صحية سعياً لتلبية جميع الطلبات وكسب ثقة الجميع.

وتحدثت "نجود القرشي"؛ عن تجربتها بالعمل في المقصف المدرسي، وقالت: رُشحت للعمل في مجال المقاصف المدرسية بعد مشاركتي في الغرفة التجارية, حيث انطلقت بتوفير قائمة أطباق ومشروبات متنوعة تناسب رغبات الجميع, ولمست إقبالاً كبيراً من منسوبات المدرسة وحققت عائداً مالياً جيداً, في حين واجهتني بعض التحديات، ولكن - بفضل الله - ثم بالإصرار والرغبة في الاستمرار، إضافةً إلى العمل الدؤوب والطموح والصبر ومتابعة الجديد والصحي في عالم الطهي تجاوزت الصعوبات والعقبات ونجحت في تحقيق أحلامي وبلوغ أهدافي المرسومة.

وعرضت "جميلة الثبيتي"؛ تجربتها كموظفة مع عددٍ من الشركات لتنطلق بعد ذلك في التشغيل الذاتي للمقاصف, وقالت: عملت في تشغيل المقصف منذ العام الماضي, وفرت خلال هذه الفترة عدداً من الأطباق, وحققت خلال تجربتي مستوى دخل متوسط, فيما أسعى - بعون الله - لتطوير نفسي والأطباق المقدمة للوصول إلى غايتي بمشيئة الله.

واستعرضت "أسماء الشهري"؛ خريجة اقتصاد مالي من جامعة الإمام محمد بن سعود، وتستعد لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال، ومدربة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، برنامجها الثامنة صباحاً، وهو برنامج غذائي توعوي بالدرجة الأولى نعمل على توعية الطالبات في المدارس حالياً لتغيير علاقتهن بالغذاء الصحي وذلك مواكبة لرؤية ٢٠٣٠ الهادفة لإطالة متوسط عمر الإنسان بحفاظه على صحته وعدم التعرض للإصابة بالأمراض المزمنة وأهمية الرياضة لحياته.

وقالت: عملت على فكرة برنامجي ما يقارب السنتين وتمّ تفعيله في الميدان لمدة شهر ونصف فقط على شريحة من طالبات الثانوي في مدرسة، وأظهر نتائج مبهرة.

وأضافت: نعمل حالياً على تجهيز معمل مختص للاشتراكات الخارجية لجميع الفئات العمرية، مضيفة واجهت صعوبات في أثناء تطبيق البرنامج وأهمها أن البرنامج نُظِرَ إليه بمنظور مادي دون النظر إلى فائدته الاجتماعية والجهد المبذول فيه من تجهيز وإعداد وتنسيق وعنصر التجديد الأساسي فيه، وتكاليفه المادية التشغيلية والإعدادية.

وتطمح "الشهري"؛ إلى أن يصل صوت البرنامج لمَن يهمه الأمر، وأن تفتح العقبات أمامها، وترى برنامجها مطبقاً في جميع مدارس المملكة؛ حيث يتغيّر نمط الجيل الصاعد، وبالتالي المجتمع ككل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org