الاتفاق النووي الفاشل.. زاد مدخولات إيران فنشرت الفوضى في كل مكان

خلال 3 سنوات فقط شاهَدَ العالم نتائجه المروعة واكتوت بنيرانه الشعوب
الاتفاق النووي الفاشل.. زاد مدخولات إيران فنشرت الفوضى في كل مكان

أدى إبرام الدول "الخمسة زائد واحد" للاتفاق النووي الإيراني في أكتوبر 2015م، إلى تضاعف النشاط الإجرامي الإيراني في دول الشرق الأوسط بعد أن ساعد هذا الاتفاق في زيادة مدخولاتها الاقتصادية؛ الأمر الذي انعكس سلباً على أمن المنطقة، وفتح الباب على مصراعيه لزيادة قدرة النظام الفاشي على دعم الأنشطة الإرهابية في مختلف الدول؛ تحقيقاً لمشروعه التوسعي المتمثل في تصدير الثورة.

الميلشيات الحوثية في اليمن

انطلقت شعلة الأحداث اليمنية مع بدء المفاوضات النهائية لتوقيع الاتفاق النووي، وقبل التوقيع بقرابة 3 أشهر؛ بدأت تزداد أنشطة الميليشات الحوثية تدريجياً خلال ثلاث سنوات؛ في ظل تزايد الدعم الإيراني لها بعد الاتفاق؛ مما خلّف آثاراً إنسانية مروعة بحسب ما جاءت به آخر الإحصائيات، من حاجة أكثر من 22 مليون شخص يمني للمساعدات؛ 19 مليون شخص منهم يفتقرون للمياه النظيفة والصرف الصحي، و16 مليوناً يعانون الجوع والفقر، و14.4 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3 ملايين نازح، ومليونا طفل محرومون من التعليم.

دعم المتطرفة بالعراق

ساهمت إيران خلال الثلاث سنوات الأخيرة في دعم أكثر من 70 ميليشيا متطرفة في الداخل العراقي، حملت سجلاً حافلاً بالانتهاكات القائمة على الأساس الطائفي والمذهبي، وبحسب منظمات محلية ودولية فقد سجلت المليشيات أبشع جرائم التطهير العرقي ما بين العامين 2015 و2017؛ إذ كان أكثرها بشاعة ما فعلته بالفلوجة في العام 2016، والكرمة بمحافظة الأنبار 2016، والموصل مطلع 2017.

تجنيد المرتزقة في سوريا

ساهم تحسن الوضع المالي الإيراني بعد الاتفاق، في زيادة الإنفاق على تجنيد المرتزقة للانضمام إلى المليشيات التابعة لها في سوريا؛ إذ وصل عددهم في أكتوبر 2017 بحسب بيان من أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقره باريس، إلى 100 ألف مجند من جنسيات عدة؛ أفغانية، باكستانية، لبنانية، عراقية، وسورية، صُرِف على تدريبها في معسكرات متخصصة في الداخل الإيراني، وتحملت الدولة المارقة تكاليف معيشتهم ورواتبهم داخل سوريا؛ بل وصرف تعويضات لأسرهم في حال هلاكهم هناك.

"حزب الله" في لبنان

لا يختلف اثنان على أن "حزب الشيطان" في إيران يُعَد الذراع الأقوى لإيران في المنطقة، منذ سنوات عدة؛ إلا أن تضاعف التمويل الإيراني للجماعة المتطرفة المدججة بالسلاح خلال الثلاث سنوات الأخيرة؛ ساهم في زيادة أنشطة الحزب الإجرامية وزيادة نفوذه في الداخل بالسيطرة على أكثر من نصف مقاعد البرلمان اللبناني في الانتخابات الأخيرة قبل يومين، من الحزب وحلفائه، وفي الخارج من خلال مضاعفة نشاطات الحزب في سوريا واليمن، ودعم وتجنيد الحلفاء في دول القرن الإفريقي.

جبهة البوليساريو

جاء قرار مملكة المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران قبل أيام، بعد اكتشافها أدلة دامغة على دعم الأخيرة -عبر ذراعها حزب الشيطان اللبناني- لجبهة البوليساريو الراغبة في الاستقلال بالصحراء الكبرى والمهددة لأمن المملكة المغربية؛ ليعطي دلالة واضحة على تأثير الاتفاق النووي في حجم التوسع الإيراني وتنوع الجبهات العاملة لتحقيق مشروعهم الفاشي.

أنشطة مشبوهة في الجزائر

يقول الدكتور قاسمي سعيد الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر في دراسة نشرتها مجلة الدراسات الإسلامية: "كثيرون يعتقدون أن الجزائر مرشحة لأن تكون العاصمة الخامسـة ضمن عواصم النفـوذ الإيراني"؛ وفي ذلك إشارة إلى حجم النفوذ والتغلغل الإيراني في الجزائر، والذي يقوده الملحق الثقافي هناك أمير موسوي.. ويرى مراقبون أن اختيار إيران لـ"موسوي" وهو الرجل ذو تاريخ استخباراتي معروف في إيران؛ يضع أكثر من علامة استفهام؛ خصوصاً مع تنامي ظاهرة التشيع داخل الأحياء الشعبية وبين طلبة المدارس الثانوية، وانحياز الجزائر لجبهة البوليساريو المتطرفة في خلافها مع المغرب؛ وإن كانت تبررها بمنضور إنساني.

دول القارة الإفريقي

تَحَمّلت المملكة العربية السعودية على عاتقها خلال العامين الماضيين، تكاليف كبيرة لحفظ أمن إفريقيا وتقويض المشروع التوسعي الإيراني فيها، ووفق ما ذكره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ فإن المملكة نجحت في إخراج النفوذ الإيراني من إفريقيا بنسبة 95٪؛ بل وتقويض نفوذها كذلك في دول شرق أوروبا وآسيا.

ولو لم تقف المملكة هذه الوقفة الجادة في الحد من الخطر الإيراني؛ لكانت إفريقيا تشهد اليوم أشنع الحروب الأهلية إبادةً؛ نظراً لأوضاع المنطقة المتوترة بعد التغلل الإيراني داخلها في دول جنوب إفريقيا (أوغندا، بوركينا فاسو، بنين، تنزانيا، توغو، السنغال، سيراليون، غانا، الكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجزر القمر، وغامبيا، غينيا، مدغشقر، مالي، النيجر، نيجيريا، وموريتانيا، وغيرها).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org