"شقراء".. نصف مليون لم تشفع لإقامة مهرجانات

المواطنون يناشدون أمير الرياض ورجال الأعمال بالتدخل
"شقراء".. نصف مليون لم تشفع لإقامة مهرجانات

ظلت محافظة شقراء للعام الثاني على التوالي دون تنفيذ أي فعاليات سياحية أو مهرجانات، رغم تبرع أهالي شقراء ورجال الأعمال للجنة التنمية السياحية بـ 415 ألف ريال منذ العام الماضي، لأجل إقامة الفعاليات السياحية، إلا أن المبالغ ظلت حبيسة لدى اللجنة دون تنفيذ أي فعالية، وسط استياء وتذمر المواطنين والمواطنات والمجتمع بشتى فئاته .

أهالي شقراء .. والدعم السخي للفعاليات السياحية

منذ سنوات والفعاليات السياحية تقام كل عام، بفضل الله، ثم بفضل الدعم السخي واللا محدود من أهالي محافظة شقراء ورجال الأعمال فيها.

وكانت شقراء من المحافظات السباقة لتنفيذ المناشط الترفيهية والفعاليات المتنوعة، إذ تنفذ تلك الفعاليات كل عام بتنظيم من البلدية وبمشاركة من عدد من الدوائر الحكومية مما جعلها محل إشادة من الجميع .

التنظيم .. ينتقل "للجنة التنمية السياحة " بالمحافظة

بعد إقرار "لجنة التنمية السياحية" في المحافظة، انتقل تنظيم الفعاليات السياحية لها، وفي العام الماضي، تم تشكيل أعضائها لتضم 20 عضوًا، من بينهم مدير التعليم، ورئيس البلدية، ومدير الزراعة، ومدير فرع المالية، ورئيس لجنة التنمية الاجتماعية، ومدير فرع الغرفة التجارية، ورئيس نادي الوشم، ومندوب للجامعة، وعدد من المواطنين .

تبرع الأهالي يستمر.. واللجنة تطرح الفعاليات للمنافسة

استمر أهالي المحافظة ورجالاتها في الدعم السخي للمهرجانات السياحية، إذ بعد تشكيل لجنة التنمية السياحية بأربعة أشهر تقريبًا تبرع أهالي المحافظة ورجال الأعمال بمبلغ 415 ألف ريال، لتنفيذ المهرجان السياحي في إجازة الصيف كالماضي، وبعد ذلك طرحت اللجنة منافسة تنفيذ المهرجان السياحي على المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، وفعلاً تمت ترسية تنفيذه على مؤسسة (ع . ت) على أن يتم التنفيذ خلال إجازة الصيف الماضي.

اللجنة تعلن عن موعد التنفيذ.. دون تنفيذ

بعد تحديد موعد تنفيذ فعاليات السياحي من قبل لجنة التنمية السياحية، تم الإعلان للجميع بأن سياحي شقراء 1438 سينفذ طيلة عشرة أيام خلال الفترة من 25 ذي القعدة وحتى 4 ذي الحجة 1438، ولكن صدم الجميع بعدم تنفيذ المهرجان حتى الآن، بل استمر الوضع على حالة دون إقامة أي فعالية للعام الثاني على التوالي وظل المبلغ الذي تبرع به الأهالي حبيسًا لدى لجنة التنمية السياحية حتى هذه اللحظة .

استمرار الوضع.. يجبر الأهالي للذهاب للمحافظات والمراكز المجاورة

تمنى المواطنون أن يحل الإشكال وتنفذ الفعاليات هذا العام لاسيما في إجازة الربيع أسوة بالآخرين، إلا أن الوضع استمر على حاله دون حراك رغم وجود الدعم السخي في حساب اللجنة، مما اضطر المواطنين للذهاب لمهرجانات المحافظات المجاورة كمهرجان محافظة مرات، ومهرجان أشيقر، ومهرجان القصب رغم مشقة الذهاب والإياب، لاسيما على الأطفال والنساء وذوي الظروف الخاصة.

المواطنون في استياء.. والجدل يشعل مواقع التواصل

هذا الوضع ساء الأهالي والمجتمع بشتى شرائحة، وسبب جدلاً حوله في المجالس والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال إمام مسجد حي الشرقية عبدالرحمن البليهد في تغريدة له: "نأمل أن ننسى السنوات العجاف التي مضت، فآخر مهرجان شاهدناه ١٤٣٥في سوق حليوة، أين مهرجان الفلفل والأسر المنتجة ونصب السيارات؟ وأين تفعيل سوق حليوة والسوق الداخلي وقصر السبيعي وفتح المدرسة السعودية الأولى" .

وقال مغرد آخر: هل هرمت شقراء؟ وهل أصبحت من القواعد عندما عجزت عن مجاراة بعض المراكز التابعة لها في إقامته مهرجانات وفعاليات لأبنائها؟! إلى متى ونحن ننتظر في كل إجازة إقامة فعاليات أو مهرجانات أسوة بغيرنا؟".

فرد عليه مدير مكتب الجزيرة في شقراء سابقًا، الإعلامي أحمد البواردي، قائلاً: "لم ولن تهرم، لكن عندما يتكاسل المسؤول، وكل جهة تتكل على الأخرى، مع فقدان الموجه المؤثر، فلن نحظى بأي نشاط، ولي أن أتساءل من المسؤول عن البرامج والأنشطة السياحية؟! هل هي لجنة التنمية السياحية المرتبطة بالمحافظ؟ أم لجنة التنمية الاجتماعية بشقراء؟ أم جهة أخرى؟! "

أما المواطن عبدالعزيز المهنا، فكتب مقالاً في أحد منتديات المحافظة تحت عنوان "عندما تفقد شقراء سياحتها فمن المسؤول".

وأشار في مقاله إلى حرمان المحافظة من المهرجانات العام الماضي وهذا العام قائلاً: لم يجر في مخيلة أحد أن تصل الأمور في شقراء إلى هذا الحد، فلا مهرجان سياحي ولا مهرجان ربيع، مع أن المحافظة كانت سباقة وبنجاحات شهدها الجميع" . وأضاف: "بنيت القرية التراثية وتفاءل الجميع بتنظيم فعاليات شتوية بعد أن انتهى السياحي ونسي من قاموس شقراء دون معرفة السبب!!؟".

وتابع: "هنا يطرح السؤال، جميع من حولنا يقيمون الفعاليات الربيعية "الشتوية" خلال إجازة منتصف الفصل، لأنها فرصة مميزة لتنفيذ المهرجانات بسبب توافر الأجواء الجميلة والمواقع التراثية، ولكن لماذا لا يوجد مهرجان "ربيع شقراء"؟ ولماذا لا تقام الفعاليات في سوق حليوة التراثي وسوق المجلس، أو تقام في النفود وغيرها من المواقع؟! "

فيما قال عبدالله الغيهب، معقباً على كلام المواطن المهنا: إن السياحة لا تعني الترفيه وحده، بل هناك أمور اقتصادية توجب الاهتمام بهذا الأمر، وهذا المطلب يكفي وحده لانطلاق مهرجانات تشد السياح إلى أماكن تستحق المشاهدة برية وتراثية وأدبية وأسر منتجة، وأنا أضم صوتي مع المواطن عبدالعزيز المهنا وأدعو الجهات المعنية في مدينة شقراء لوضع برامج مثل إقامة سوق الخيمة العائلية وتحفيز هواة التراث لاستقبال السياح وترتيب زيارات للمواقع والإدارات ذات الصلة لإنعاش الحركة السياحية ووضع خطط تعنى بهذا الجانب، خاصة خلال الإجازات المدرسية والتي تصادف أجواء مشجعة على تنشيط الحركة السياحية "

مناشدات.. لأمير الرياض وأهالي شقراء الداعمين

حرمان المحافظة من المهرجانات والفعاليات للعام الثاني على التوالي، جعل المواطنين يناشدون بعلاج الوضع والنظر في وضع لجنة التنمية السياحية، إذ قال المواطن عبدالعزيز بن محمد: "أمير الرياض وأهالي شقراء ورجال الأعمال لم يألوا جهدًا في دعم فعاليات المحافظة في جميع المجالات هذا العام وطيلة الأعوام السابقة، وكانت الفعاليات في المحافظة في أعوام سابقة مميزة يقصدها المواطنون من كل المناطق ونالت إشادة الجميع".

وأضاف: "العام الماضي وهذا العام حرمنا من الفعاليات السياحية والمهرجانات الصيفية والشتوية رغم تبرع أهالي شقراء ورجال الأعمال بما يقارب نصف مليون 415 ألف ريال".

وتابع: "نناشد أميرنا الحازم أمير الرياض وأهالي المحافظة الداعمين بأن ينظروا في وضع "لجنة التنمية السياحية" في المحافظة، فمع أن المبالغ المرصودة لتنفيذ المهرجانات مجزية وكبيرة، ظلت تلك المبالغ حبيسة لدى اللجنة منذ العام الماضي ولم نر للجنة أي منشط منذ تشكيل أعضائها في العام الماضي".

"اللجنة" لم تتجاوب .. و"البلدية": ليس من اختصاصنا.. و"المتعهد": لست مخولاً

"سبق" طرقت أبواب جميع الأطراف ذات العلاقة للاستفسار عن سبب عدم تنفيذ المهرجان السياحي رغم رصد الدعم السخي منذ عام فلم تحصل على إجابة، فقد طرح تساؤلات المواطنين على "أمين اللجنة السياحية" بالمحافظة نايف المطيري قبل ثلاثة أسابيع فوعد بالرد قائلاً: "سوف يتم تزويدكم برأي اللجنة قريبًا إن شاء الله"، وبعد أسبوع من عدم الرد كررت "سبق" عليه الاستفسار مرة أخرى فوعد بالرد حالاً قائلاً: "بعطيك خبر الْيَوْمَ إن شاء الله"، إلا أنه لم يرد حتى الآن رغم مضي 15 يومًا .

بعد ذلك توجهت "سبق" للجهة المنفذة (الشركة التي تم ترسية تنفيذ السياحي عليها) لطرح الاستفسار عليها، فرد المسؤول قائلاً: كل الأمور عند أمين اللجنة فقد بلغناه بذلك وهو الذي يفيدكم، وأضاف: "هذه المعلومات تأخذها من اللجنة فلست مخولاً بالرد".

كما طرحت "سبق" الاستفسار على رئيس بلدية شقراء، المهندس عبدالله الحربي، لدور البلدية في تنفيذ المهرجانات السابقة فقال: "هذا من اختصاص اللجنة".

وأكد أن البلدية على أتم الاستعداد لتنفيذ أي فعالية تنظمها أي جهة في المحافظة، مشيرًا أن البلدية ومعداتها وطواقمها البشرية في خدمة المحافظة وفعالياتها المختلفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org