كشف أحد الفنانين عن مشوار هواية النحت قبل 40 عامًا وصعوبة البدايات وعدم تقبل المجتمع لتلك الحرفة والخلط في المفاهيم حول ذلك؛ موضحًا كواليس تلك الرحلة التي بدأت بسرقة خليط "جبس" المقاول، ومزجه في إناء والدته المعدني الخاص بعجن الدقيق لتحضير الغذاء بالمنزل.
وعلى هامش الدورة التدريبية التي تنظمها لجنة تنمية الأفلاج، التقت "سبق" بالفنان سعود بن عبدالله الدريبي، الذي كشف عن بداياته قبل ٤٠ عامًا بقوله: في البدايات كان المجتمع محاربًا لكلمة نحت؛ كونهم يقارنون بين كلمة نحت والأصنام، وكانوا يتوقعون أنّا نصنع أصنامًا، والآن -ولله الحمد- المجتمع تنوّر.
وأضاف الدريبي: رؤية الوطن 2030 فتحت المجال للانفتاح على الجمهور، ويقاس نهضة المجتمع بنهضة فنونه، وفن النحت من أرقى الفنون.
وتابع: من أعمالي ما اقتنته وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، ومن الشخصيات المهمة الأمير خالد الفيصل، وأكبر عمل لي كان ارتفاعه ١٧ مترًا، وهو موجود بطريق مكة قبل محافظة القويعية.
وأردف الدريبي: بداياتي كان فيها صراع ومعاناة، فكنت أرسم بالفحم على الجدان براقع و"شخاميط"؛ فكانت الوالدة -رحمها الله- تعاتبني، ولكن الوالد كان متفتحًا ويشجعني.
واسترسل: كان أول عمل لي منحوتة من الجبس اختلسته من مقاول بناء يماني لأن البيوت في الماضي يتم تلييسها من الداخل بجبس، فسرقت منه، وكان لا يوجد بمنزلنا إلا إناء "معدن" للوالدة تعجن فيه لإعداد وجبة الغذاء، وقمت بخلط الجبس فيه، وعلى ذلك العمل عاقبتني الوالدة باستخدام طاسة العجين وسرقة الجبس؛ أي تلقيت عقوبتين على عملي ذلك.
واختتم الدريبي بالقول: إنه بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقائد نهضتنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- عرف المجتمع ثقافات العالم، والفن بذاته هو مقياس ورقي الشعب، ونحن وصلنا إلى القمة في النحت، ولديّ مجموعة من الشباب النحاتين مستعد لأن أقارع بهم الإيطاليين في عقر ديارهم وأشتغل أفضل منهم.
وكانت لجنة التنمية الأفلاج، قد نظمت مساء أمس الأحد، دورة في فن النحت تستمر عدة أيام لعدد من شباب وفتيات المحافظة، تم خلالها التعرف على فن النحت اليدوي على السبركس والرخام وكيفية تنفيذها، قدّمها الفنان سعود الدريبي من أجل اكتشاف المواهب الكامنة لدى الشباب والفتيات بالمحافظة وتنمية مهاراتهم، والارتقاء بإمكانياتهم للأفضل.
