انطلقت من العاصمة السعودية الرياض مبادرة سلامتك، وهو مشروع مجتمعي تفاعلي يعنى بالسلامة المرورية والتوعية بالقاتل الأول في المملكة العربية السعودية، الحوادث المرورية.
وتضمن الإطلاق عرضاً للفيلم الوثائقي "القاتل الأول" الذي تناول قصصاً حقيقية لطرق الموت إحداها عن أب فقد ٨ من أسرته في حادث واحد، وأخرى لشاب جلس على كرسي متحرّك ولم يقم منذ ٢٣ سنة بسبب تحدٍّ مع أصحابه، كما يستعرض الفيلم الوثائقي أرقاماً صادمة وحقائق اقتصادية تكشف حجم الكارثة الناتج من تزايد أرقام الحوادث وارتفاع معدلاتها السنوية والآثار الناجمة عنها.
الفيلم الوثائقي "القاتل الأول"، يبحث عن تصدُّر المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في ضحايا الحوادث والإصابات بين الدول ذات الدخل المرتفع خلال نصف ساعة تلفزيونية، ويتساءل: لماذا لا تزال طرق المملكة تنزف بالقتلى والجرحى وبشكل متصاعد عاماً بعد عام؟
وقدّمت عدسة الفيلم القضية من خلال أعين المكلومين والمصابين من جرّاء الحوادث المرورية، واستندت في العملية الاستقصائية إلى دراسات رسمية وموثّقة تبحث الآثار الاقتصادية والاجتماعية لمعضلة حوادث المرور في المملكة.. كما يستعرض معلومات وتحليلات حصرية للقضية ويقدمها بشكل تكاملي مع شخصيات الفيلم.
الفيلم من إنتاج مجموعة محتوى الإعلامية، وقام بكتابته وإخراجه الصحفي السعودي محمد الحسن العماري؛ الذي اعتمد على معايير عالمية في سرد القصص وتقديم القضية من خلال قالب social impact documentaryأيّ الأفلام الوثائقية ذات التأثير الاجتماعي.
وبقدر قوة الأرقام والتحليلات المقدمة في الفيلم إلا أن شخصيات الفيلم المؤثرة كان لها حضور أقوى، فهذا حسن الطالعي؛ الذي فقد ٨ من أسرته في حادث واحد كان أول شخصيات الفيلم، وحسن العمري؛ الذي أمضى ٢٣ سنة على كرسي الإعاقة بسبب حادث.
استغرق إنتاج الفيلم قرابة عام ونصف العام، وتمّ قطع قرابة ٩ آلاف كيلو؛ لبحث القصة وتوثيقها وإعادة حكايتها للجمهور؛ حيث شارك في إنتاج ومونتاج الفيلم صبا اللقماني؛ وهي متخصّصة في الأفلام الوثائقية وحاصلة على درجة الماجستير في الأفلام والسينما.
يُذكر أن الفيلم يعد باكورة أعمال مبادرة #سلامتك، وهي حملة وطنية تفاعلية للحد من حوادث السيارات، مهمتها خفض عدد الوفيات والجرحى، والحفاظ على الاقتصاد الوطني من خلال توعية مؤثرة، ورسالة مستدامة، وشراكات إستراتيجية.