ابنة "سليماني" بخطاب عربي ركيك.. لمن كانت توجِّه رسالتها؟

ظهرت تحمل سلاحًا أمام جمع من المصلين الإيرانيين
ابنة "سليماني" بخطاب عربي ركيك.. لمن كانت توجِّه رسالتها؟

ظهرت ابنة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي قُتل بضربة جوية أمريكية، وهي تحمل سلاحًا، وتلقي خطابا أثناء صلاة الجمعة في مشهد غريب، لم يزده غرابة إلا إلقاؤها الخطاب باللغة العربية على جمع من المصلين الإيرانيين في مسقط رأس والدها في مدينة كرمان الإيرانية.

مشهد غريب

وبالرغم من غرابة المشهد، وربما طرافته، أن يلقي أحد الخطباء خطبة بلغة غير مفهومة لأغلب المستمعين، إلا أنه من الواضح أن لغة زينب قاسم العربية، التي اتسمت بالركاكة (مكسرة)، كانت موجَّهة أساسًا إلى مطايا إيران في العالم العربي؛ فهي تطالبهم بالأخذ بثأر والدها بعد أن فشلت طهران في القيام بذلك عقب إطلاق مجموعة صواريخ على قاعدتين أمريكيتين، لم تصب أحدًا بسوء، إلا طائرة مدنية أوكرانية، راح ركابها ضحايا تلك الصواريخ؛ فوجهت حديثها وهي تحمل سلاحًا إلى المليشيات الإيرانية في المنطقة العربية قائلة إن أباها ترك خلفه آلاف قاسم سليماني؛ لتحثهم وتحفزهم على توجيه ضربات للولايات المتحدة، وإشعال بلادهم بنيران الحروب والصدامات التي لا تنتهي، وفي المقابل تنعم بلادها بعيدًا عن تلك النزاعات؛ فهي لم توجِّه الضربات بشكل مباشر، بل عن طريق وكلاء عرب، ستتبرأ منهم عند الحساب؛ لتكتوي بلادهم بالنار.

وربما أرادت "زينب" أن تضطلع بدور أبيها بعد مقتله؛ فتسير على نهجه القذر في استخدام مطايا إيران العرب لتنفيذ أهدافه، ثم تقديم جثثهم قرابين من أجل المشروع الإيراني الصفوي التوسعي.

ويعلق الناشط والصحفي الأحوازي محمد مجيد الأحوازي على خطاب "زينب" قائلاً: "كلمة ابنة سليماني زينب سليماني باللغة العربية خلال خطبة الجمعة بمدينة كرمان موجهة إلى (المحور الإيراني) بالمنطقة العربية. أصبحتم جنودًا لزينب سليماني ضد شعوبكم وأوطانكم العربية.. يا للعار!".

مضيفًا: "تطالب ابنة سليماني المليشيات الإيرانية بالأخذ بثأر دم أبيها قاسم سليماني. يعني تريد العراقي واليمني واللبناني أن يقتلوا من أجل مجرم قذر، ارتكب أبشع المجازر المروعة بحق الشعبَيْن العراقي والسوري".

ما قصة "زينب"؟

ولم تكن "زينب" معروفة خارج إيران، وربما داخلها أيضًا، قبل أن يلقى والدها حتفه؛ إذ بدأت شهرتها عقب زيارة المرشد علي خامنئي منزل والدها لتقديم العزاء، كما ألقت خطابًا أمام جمع غفير من المشيعين لجنازة والدها، واكتفت حينها وكالة الجمهورية الإيرانية للأنباء (إرنا) بالقول إن ابنة سليماني "معروفة بنضالها ونشاطها الكبير بالرغم من صغر سنها"، دون توضيح مزيد من التفاصيل عن هذا الدور.

ويشير الصحفي في "بي بي سي" الفارسية، مهرداد فرهمند، في هذا الصدد إلى أمثلة من الموروث الشيعي قائلاً: "رأينا أثناء زيارة الرئيس روحاني لمنزل عائلة قاسم سليماني ثلاثة أبناء في عمر الشباب، هم شاب وصبيتان. لكن زينب وحدها هي من تحدثت علنًا. يبدو أن اختيارها متحدثة باسم العائلة لم يكن مصادفة، لكنه على الأرجح كان خيارًا مدروسًا؛ فمن الطبيعي أن كلمات ابنة فقدت والدها للتو تلامس القلوب، لكن الأهم هو أنها -ولو باسمها فقط- قد تذكِّر الناس بالسيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب؛ إذ يحتفي الشيعة بما ورد في أدبياتهم من خطاب جريء للسيدة زينب عندما أُخذت أسيرة إلى دمشق بعد كربلاء، ووقفت عندها بمواجهة الخليفة".

وتبقى ابنة "سليماني" أداة جديدة، سيستخدمها المشروع الإيراني في قادم الأيام للتوسل بالعواطف، واستجداء مشاعر المريدين، وتجنيد المزيد من الحمقى لخدمة أجندتهم في المنطقة العربية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org