هذه هي تداعيات نقل السفارة الأمريكية للقدس.. كفاح مسلح وأبواب جهنم

خبير استراتيجي: السلطة الفلسطينية ستحلّ نفسها.. حل الدولتين سيصبح خيالاً
هذه هي تداعيات نقل السفارة الأمريكية للقدس.. كفاح مسلح وأبواب جهنم

يبدو أن عملية السلام في الشرق الأوسط وتحديداً بين فلسطين المحتلة والكيان الصهيوني مقبلة على مأزق كبير خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدداً من زعماء العالم والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، نيّته نقل السفارة الأمريكية بـ"إسرائيل"، من تل أبيب إلى القدس المحتلة العاصمة التاريخية لفلسطين، وهو بذلك يكون قد أقرّ قانوناً صاغه الكونجرس الأمريكي منذ نحو 22 عاماً، ودأب الرؤساء الأمريكيون على استخدام حقهم في تأجيله منذ العام 1995 حتى الآن.

وينتظر الكثيرون خطاب "ترامب"، الذي يأتي وسط قلق كبير بين العرب، حيث أفادت وكالة "وفا" الفلسطينية أن "ترامب" قد أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على نيّته القيام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي حذر منه "عباس"؛ لتشكيله خطورة على عملية الأمن، والاستقرار في الشرق الأوسط.

ووفقاً لرؤى عدد من المحللين حاورتهم صحيفة "المصري اليوم" القاهرية، من الممكن لنقل السفارة أن يعيد تشكيل المباحثات، والمفاوضات بشأن عملية السلام، هذا الذي لم يقم به أي من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، واهتم المحللون السياسيون والخبراء بالنتيجة المترتبة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مجريات الأمور في الشرق الأوسط من وجهة نظر الكثيرين.

نسف المواثيق

وقال رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، الدكتور جمال عبدالجواد: "لهذا القرار تأثير كبير في الشأن العالمي، حيث يُعتبر قرار نقل السفارة إلى القدس هو تقويض لعملية السلام، كما سيساهم في هدم أي تسوية سياسية بين الفلسطينيين، والإسرائيليين من الممكن أن تحدث".

وأضاف "عبدالجواد" أن "هناك قوانين دولية تحدد الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من القرارات الدولية التي صدرت على مدار أعوام عديدة بخصوص الوضع دخل القدس، فبصدور هذا القرار، يعني ذلك نسف كل المواثيق، والقرارات التي صدرت لتنظيم الأمور، بل وتقويض أي فرصة لوصول إلى اتفاق شامل، ونهائي".

إهانة كبيرة

أما رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية العميد سمير راغب، فقد رأى أن "قرار نقل السفارة يشكل تهديداً صارخاً على عربية القدس، ووصف ذلك القرار بالإهانة الكبيرة للمقدسات الإسلامية، والمسيحية، واليهودية داخل مدينة القدس".

وأشار "راغب" إلى أن "هذا القرار سوف ينهي كل الجهود المستمرة منذ أكثر من ربع قرن من أجل حل الدولتين"، مضيفاً: "إن المفاوضات في مسألة حل الدولتين كانت تأمل في العودة إلى حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967، وإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من القدس الشرقية، هذا الأمر الذي سيتوقف بالكامل، وسيصبح مجرد خيال عندما يعلن ترامب عن انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس".

السلطة والمقاومة

كما ذكر العميد حسين راغب أن "الأمور ستسير فقط بعد هذا القرار في المضي نحو حل الدولة الواحدة فقط، وليس حل الدولتين، الأمر الذي سوف يجعل الفلسطينيين يعيشون داخل وطنهم وهم مواطنون من الدرجة السابعة"، على حد تعبيره.

وأضاف "راغب": "بناءً على ذلك، سوف تحلّ السلطة الفلسطينية نفسها، وتعود المقاومة في شكلها المسلح، وظهور منظمة التحرير الفلسطينية من أجل مكافحة الاحتلال، وعودة الكفاح المسلح كما كان في الماضي".

وتوقع "راغب" أنه من الممكن أن يخفف "ترامب" من وطأة الخبر، من خلال إعلانه عن نقل السفارة خلال 6 أشهر.

أبواب جهنم

من جهته، عبّر المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، أن "ترامب" بهذا القرار "سيفتح أبواب جهنم في المنطقة، والعالم".

وأضاف "القواسمي" في بيان منه أن "القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وفقاً للشرعية الدولية، والقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، التي كان آخرها قرار 2334، وأن حركة فتح لن تسمح بالاعتداء على الموروثات الثقافية، والتاريخية، وأن الحركة سوف تبذل كل ما في وسعها لحماية القدس، وحماية المقدسات التي لها خصوصية واضحة في قلب كل عربي".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org