شاهد.. كيف استفاد صندوق الاستثمارات العامة من رحلة ولي العهد لأمريكا؟

شاهد.. كيف استفاد صندوق الاستثمارات العامة من رحلة ولي العهد لأمريكا؟

استثمارات سعودية ستدر مئات المليارات وآلاف الوظائف

قال الدكتور بندر الجـعـيد، أستاذ الإعلام الاقتصادي بجامعة الملك عبدالعزيز إن زيارة سمو ولي العهد الدولية والتي تضمنت أمريكا وفرنسا وإسبانيا، كانت العنوان الأبرز في وسائل الإعلام الإقليمية

والدولية خصوصاً الاقتصادية منها، والتي ركزت على ثقل وأثر هذه الزيارة في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وتلك البلدان.

وعن انعكاسات الزيارة على أعمال صندوق الاستثمارات العامة السعودي وخصوصا خلال الجولة الأمريكية أكد الجعيد أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية ومع انطلاق مشروع التحول الوطني وإطلاق رؤية المملكة، بدأت قيادة المملكة في اتخاذ العديد من الخطوات التنفيذية لتحقيق أهدافها التنموية والاجتماعية. وتم البدء في تطبيق هذه الخطوات على محورين.

وأوضح الدكتور بندر الجعيد أن المحور الأول ركز على تطوير الإجراءات الحكومية بطريقة ترفع كفاءة البرامج والخدمات الحكومية وتحسن إجراءات مكافحة الفساد. المحور الآخر هو استضافة المملكة لمناسبات اقتصادية عالمية داخل المملكة والتي مثلت محطات اقتصادية سبقت زيارة ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية.

واستطرد: المحطة الأولى كانت زيارة الرئيس الأمريكي التاريخية لقمة الرياض في مايو الماضي والتي تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية وأشهرها التعاون العسكري بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI ومجموعة من الشركات الامريكية بقيمة تجاوزت الـ280 مليار دولار والترخيص لـ23 شركة أمريكية بملكية اجنبية 100% وستخلق بحلول عام 2020 أكثر من 70 ألف فرصة عمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة. والشركة السعودية للصناعات العسكرية أحد مشاريع صندوق الاستثمارات الواعدة في توطين المعرفة، وزيادة المحتوى المحلي وتنويع مصادر الدخل.

وأضاف: المحطة التالية كانت قمة منتدى مستقبل الاستثمار في الرياض والتي وصفت بأنها أكبر تظاهرة استثمارية عُقدت في منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات وكان من نتائجها العديد من الصفقات بين صندوق الاستثمارات العامة والعديد من الصناديق والشركات الاستثمارية الأخرى.

وكشف الجعيد عن أن المحطة الاقتصادية الثالثة كانت زيارة ولي العهد للولايات المتحدة والتي تصفها كل الاستقراءات والتحليلات الاقتصادية بالزيارة التاريخية بناءً على المعطيات والمخرجات التي بدأت تخرج للعيان ومن أبرزها الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الطرفين.

وذكر الجعيد أن توقيع أكثر من 46 مذكرة بين الجانبين السعودي-الأمريكي بمبلغ تجاوز 400 مليار دولار موزعة على13 قطاع حيوي والتي تم اختيارها بناءَ على أولويات القطاع الخاص والعام وموائمتها لأهداف الرؤية. وأكثر ما يميز هذه الاتفاقيات هو التفاهم مع الجانب الأمريكي بشأن سرعة الإنجاز وتقديم التسهيلات والنتيجة وصول الإنجاز لنسبة 35% في الاتفاقيات. وتشير الأرقام الأولية إلى إضافة هذه الاتفاقيات ما يزيد على 120307 فرصة عمل بحلول عام 2020م. وتركزت الاتفاقيات في ثلاث محاور رئيسية الدفاع، النفط والاستثمار المالي الخارجي، والأخير استحوذ على مبلغ 160 مليار دولار ومعظم الصفقات بإدارة صندوق الاستثمارات العامة.

وقال: خلال زيارة سمو ولي العهد تم تأسيس صندوق رؤية بالتعاون مع سوفت بانك Softbank وشركة شارب ومبادلة الإماراتية ويبلغ حجم الصندوق 100 مليار دولار ويساهم صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ 45 مليار دولار.

ووصف الجعيد الصندوق الوليد بأنه أضخم وعاء استثماري في قطاع التقنية. وكانت الصفقة الأخرى لصندوق الاستثمارات العامة بالتعاون مع صناديق أخرى في تأسيس صندوق للاستثمار في البنية التحتية الامريكية بقيمة 60 مليار دولار. وتتميز المشاريع الجديدة بإعطاء عمق أكبر للاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة.

وتتميز استثمارات صندوق رؤية بالتركيز على شركات التقنية الواعدة مثل شركة Slack المتخصصة في توفير خدمات مساندة لفرق العمل، شركة OYO الهندية والتي تعتبر اكبر موقع حجز فندقي بالهند، شركة We work لتأجير المساحة العقارية للعمل، وموقع Fanatics المتخصص في التجارة الالكترونية، شركة الشرائح الدقيقة NVIDIA وشركة الذكاء الصناعي Brain Corp، وكذلك مؤخراً قامت شركة سوفت بانك بشراء شركة ARMS Holdings البريطانية والمتخصصة في صناعة الشرائح الرقمية.

وفي تعليقة على إنجازات صندوق الاستثمارات العامة أشار الجعيد بـأن الصندوق بدأ منذ عامين في تحديد مسار مختلف يتوافق مع هدف المملكة الاستراتيجي في ان تكون السعودية قوة استثمارية رائدة وهذا لن يتحقق بمعزل عن الوضع الاقتصادي الداخلي والدولي من خلال تحديد الفرص الاستثمارية الداخلية والخارجية.

ونوه الجعيد إلى أن جميع قرارات الصندوق وضعت بالاعتبار التحول في مراكز القوى الاقتصادية في العالم وذلك من خلال انشاء مشاريع بالمشاركة مع مستثمرين محليين وعالميين في سبيل تعزيز مركز المملكة كنقطة جذب أولى في الشرق الأوسط بحكم حجم السوق السعودي وأسس الاقتصاد السعودي القوية، وبدأ الصندوق في إعادة هيكلة المحفظة الاستثمارية من خلال الدخول في استثمارات ذات عائد على الناتج المحلي الاجمالي وسوق العمل السعودي وبمستوى مخاطرة متوسط في الاستثمارات الدولية.

وأكد الدكتور بندر الجعيد أن الصندوق نشط محلياً بإطلاق العديد من المشاريع النوعية وذات مستقبل واعد من خلال تأسيس عدد من شركات التطوير العقاري المحلية مثل شركات رؤى الحرم ورؤى المدينة وجدة داون تاون وشركة إعادة التمويل العقاري ومشاريع السياحة والترفيه مثل مشروع البحر الأحمر ومشروع القدية وتأسيس شركة الاستثمار في الترفيه وتأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية. الاستثمار والمشاركة بـ 50% في إنشاء Noon كأكبر منصة تجارة إلكترونية في المنطقة العربية.

وختم الجعيد حديثة بالإشارة إلى الاتجاه الحديث في إدارة الصناديق السيادية من خلال عدة خطوات الأولى في تقليل الاعتماد على الاستثمار في الأسواق المحلية والاتجاه نحو الاستثمار الدولي، التركيز على الاستثمار طويل الأجل وليس الاستثمار التكتيكي قصير لأجل، وكذلك استقراء الاقتصاديين ومدراء الصناديق في ضخ المزيد من السيولة المالية للصناديق الاستثمارية. وتتحكم الصناديق السيادية في العالم في 30 تريليون دولار و 80% إلى 70% من هذه الصناديق موجود في الشرق الأوسط وآسيا. ومتوقع أن يتضاعف حجم صندوق الاستثمارات العامة السعودي بعد طرح شركة أرامكو السعودية للاكتتاب.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org