شكرًا وزارة العمل.. ما يصح إلا الصحيح

شكرًا وزارة العمل.. ما يصح إلا الصحيح

لا شك أن الغالبية من رجال الأعمال والمنتفعين الحقيقيين من بعض أنظمتنا السابقة، وإجراءات العمل ونظام العمل والعمال وإحلال الوافد الأجنبي بدلاً من تدريب وتوظيف أبناء الوطن، هم من أشد المعارضين لصدور "الفاتورة المجمعة"، وصدور أي قرارات من وزارة العمل تخص السعودة وقَصْر العمل في العديد من المهن على السعوديين، وتصحيح الأوضاع التي كانت فيها أموالنا مهدرة، والتحويلات المالية من العامل الأجنبي تفوق الثمانين مليارًا، والبطالة ترتفع في مجتمعنا عامًا بعد عام..!

ومن هنا جاءت هذه القرارات السليمة من منطلق التصحيح. وأنا أدرك كغيري من الغيورين على البلد وثرواته العقلية والبشرية والمالية أن أصحاب المصالح سينتقدون هذا القرار ووزارة العمل، ويهيبون بالوزير إلى أن يوقف تلك القرارات؛ كون أرباحهم نقصت، وما عاد زمان التستر يفيد، وأنهم انكشفوا على حقيقتهم، وأن وزارة العمل جاءت بهذه القرارات لتكون المسيرة التنموية تتماشى مع رؤية 2030، ومع أوضاع البلد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتغييرات الكبيرة في المسارات كافة، وأن زمن المجاملات، وزمن التستر والتضليل، وزمن إلغاء دور بنات الوطن وشبابه قد ولى إلى غير رجعة..!

نحن في زمن تصحيح المسار، وزمن الانقلاب على الفساد، وزمن سلمان الحزم والعزم، وزمن ذلك الشاب الواعي المدرك ما هي مصلحة الوطن أولاً وعاشرًا..

يقول الأمير محمد ــ حفظه الله ــ إن الوتيرة السريعة التي تتم فيها مؤخرًا الإصلاحات المتتالية في السعودية مردها إلى أنه حريص على رؤية نتائجها بأُمّ عينيه.

وفي حوار أجراه الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من الرياض مع ولي العهد، وسأله فيه لماذا يعمل دومًا كأن "الوقت يداهمه"؟ وجاء الرد من صاحب النظرة المستقبلية، وممن وضع صوب عينيه النجاح ولا غيره لوطنه وشباب الوطن: "لأنني أخشى أنه في يوم وفاتي سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جدًّا، وقد تحدث الكثير من الأمور. كما أنني حريص جدًّا على مشاهدته بأم عيني؛ ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري".

هكذا هي همم الرجال.. وقوة الرجال.. وصناعة الرجال.

حينما يتحدث الأمير محمد، وحينما نرى ونسمع القرارات التصحيحية الأخيرة، ندرك أن القطار يسير في عجلة التنمية والتصحيح.. ومن كان مخلصًا ومحبًّا لشموخ الوطن، ولديه الغيرة الكاملة على بنات وأبناء الوطن، وجادًّا في المشاركة الفاعلة والفعلية في البناء والتنمية، فليشارك بقلبه وعقله وماله وفكره وحواسه وما يملك.. وأن يتنازل عن قناعاته السابقة بأن الوافد الأجنبي أفضل من أبناء البلد، وأن يعطي الفرصة تلو الأخرى لأبناء وطنه؛ كي ينتجوا ويشاركوا، وأن يكون لهم الأولوية في التوظيف؛ فهم وقود عجلة التنمية.

أعلم أن وثيقة المقابل المالي في رخصة العمل قد ترهق البعض، ولكنها ضرورية لبناء اقتصاد قوي، وليس اقتصادًا هزيلاً وهشًّا وضعيفًا، وأنها ستوفر الفرص الحقيقية من الوظائف. أتمنى والله من كل قلبي أن تستمر الحملة والتطبيق والمراقبة والتفعيل العاجل غير الآجل لهذه القرارات. فشكرًا وزارة العمل، ونحن معكم قلبًا وقالبًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org