تواصل "سبق" نشر سلسلة شخصيات ذكرت بالقرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والشخصية المذكورة في التقرير لا يعرف عنها الكثير إنها شخصية "كلثم" الشقيقة التي ذكرها الله عز وجل في كتابة العزيز إنها البنت التي تفانت في حب أمها وطاعتها فلم تترك تلك الابنة أمها التي بدا قلبها ينفطر على وليدها سيدنا موسى كليم الله.
جمهور المفسرين قالوا إن اسمها "كلثم" أو "كلثوم" وبعضهم قال إنها مريم إنها تلك الفتاة البارة بأمها المطيعة لأمرها الذكية التي لم تغفل عن أخيها لحظة واحدة حينما التقطه آل فرعون استطاعت أن تثبت أمام حاشية فرعون ولم تفضح أمرها وبذكائها استطاعت أن ترجع أخاها الوليد إلى أمه مرة أخرى بأن أخبرتهم بأنها على علم بمكان مرضعة جيدة للوليد الذي أصبح يرفض كل المرضعات أخبرت الأم ابنتها كلثم أن تتبع آثار الصندوق الخشبي في الماء ألا يغيب عن عينيها ولو لحظة.
ولم تكن المهمة سهلة فقد ظلت أخت موسى تتبع أثر أخيها الساعات الطوال وهو يسير مع التيار فترفعه موجة وتخفضه أخرى وانطلقت تتبع أثر أخيها الوليد لتعلم خبره وهي تراقبه وما لبث أن وجه ماء نهر النيل الصندوق إلى قصر الفرعون واتخذت كلثم لنفسها جانبًا من جوانب القصر وظلت تتبع أخاها وبعد أن التفت حوله حاشية القصر غير أنه لحسن الحظ كانت حاشية امرأة فرعون هي التي سبقت لالتقاط الوليد وأعطته لسيدة القصر السيدة آسيا التي فرحت به أيما فرح واستبشرت به خيرًا وعرفت أن امرأة فرعون جاءت لأخيها بمرضعات كثيرات إلا أنه كان يأبى كل المرضعات.
وفي اللحظة المناسبة تدخلت تنصح لهم فقالت هل أدلكم على أهل بيت يرضعونه ويحسنون كفالته فقبلوا منها هذا النصح بعد أن استوثقوا من صدقها وأيقنوا أنها لا تعرف الوليد وليس لها به صلة فدلتهم على أمه ودلتهم على بيتها فأرسلوا في طلبها وهم لا يشعرون بأنها أمه وقدموا لها الوليد لترضعه ورضع موسى من أمه ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا وقالت امرأة فرعون لها أسكني معنا في القصر لترضعي هذا الوليد فاعتذرت بأنها لا تستطيع أن تعيش معهم في هذا القصر لأن لها زوجًا وأبناءً وطلبت الأم أن تستبقي الوليد في بيتها لترضعه فأبقوه معها وأغدقوا عليها العطاء ولم يذكر في القرآن مواقف أخرى لأخت النبي موسى عليه السلام.
كما جاء في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :"وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰٓ أَهْلِ بَيْتٍۢ يَكْفُلُونَهُۥ لَكُمْ وَهُمْ لَهُۥ نَٰصِحُونَ" صدق الله العظيم