بزيارة ولي العهد اليوم.. قفزة منتظرة لتعزيز الشراكة السعودية الباكستانية

"سبق" ترصد محطات التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي
بزيارة ولي العهد اليوم.. قفزة منتظرة لتعزيز الشراكة السعودية الباكستانية

تجاوزت العلاقات السعودية الباكستانية مرحلة التعايش إلى مرحلة العمق والوقوف معاً في السراء والضراء، زيارات متبادلة بين البلدين تُعَد بمثابة تعبير رمزي عن عمق الصلات ومتانتها بين البلدين، وعن الروابط الدينية، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والثقافي والعسكري.

باكستان تحتفي بضيفها الكبير ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في احتفال رسمي وشعبي، باكستان التي جعلها ولي العهد المحطة الأولى لجولته في بداية عام 2019، والتي تحمل آفاقاً جديدة لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين

ويُنتظر أن تشهد الفترة المقبلة تفاعلاً اقتصادياً مشتركاً بين البلدين، يتمخض عنه مشاريع وفرص تجارية يمهدها اندماج قطاعي الأعمال عبر مجلس أعمال مشترك يقوم على تنمية الحركة التجارية والاستثمارية، وإبراز الفرص المتاحة، وسط تطلعات أبداها دبلوماسيون ورجال أعمال بقيام مشاريع استثمارية محتملة في مجالات الزراعة والصناعة والتقنية والتبادل المعرفي والطاقة التعاون الاقتصادي.

في يونيو 2000، وقّعت المملكة وباكستان بروتوكول إنشاء مجلس أعمال مشترك بينهما، لتنمية المبادلات التجارية وزيادة استثماراتهما المشتركة والارتقاء بها.

وفي أبريل 2014، أكد رئيس مجلس الغرف السعودية آنذاك، أن المجلس شرع مؤخراً في إعادة تشكيل مجلس الأعمال السعودي الباكستاني، وعدّه أداةً فاعلة في تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، وفي التعريف بالفرص الاستثمارية في كلا البلدين؛ معرباً عن استعداد المجلس لتقديم كل أشكال الدعم والمؤازرة لجهود تطوير العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.

في مارس 2018، تمت إعادة تشكيل الجانب السعودي لمجلس الأعمال السعودي الباكستاني، وفي أبريل 2018 أقيم ملتقى الاستثمار الباكستاني الذي استضافته غرفة تجارة وصناعة الرياض، بحضور وزير الدولة، رئيس مجلس الاستثمار الباكستاني نعيم زامندار، ومشاركة نحو 300 مستثمر باكستاني في المملكة.

على صعيد الأرقام، تُقَدّر الاستثمارات الباكستانية في المملكة بنحو مليار ريال، ويبلغ حجم التعاون التجاري بنحو 11.99 مليار ريال؛ وذلك حسب آخر الإحصاءات عام 2017، كما تم توقيع اتفاق حماية الاستثمارات بين البلدين.

التعاون العسكري

وقّع البلدان في ديسمبر 1982، بروتوكولاً للتعاون العسكري بين البلدين، وفي عام 1991، وتحديداً خلال حرب الخليج الثانية، وبعد اجتياح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت، وتهديده للسعودية، أرسلت باكستان 13 ألف جندي إلى المملكة، إضافة إلى 6 آلاف مستشار عسكري، والتزام البلدين بالدفاع المشترك ضد الأعداء. ويشترك البلدان في مناورات عسكرية تنظم بشكل مستمر منذ أعوام، أبرزها مناورات "الصمصام"، التي تهدف إلى رفع مستوى التنسيق بين القوات في أرض المعركة، وزيادة الكفاءة القتالية للقوات المشتركة بين البلدين عند مواجهة تهديدات عدة في الوقت نفسه.

عام 2008، شاركت 7 سفن تابعة للبحرية السعودية في مناورات مع البحرية الباكستانية، أطلق عليها "نسيم البحر"، وكانت تدريبات ذلك العام هي النسخة التاسعة من تلك المناورات، التي تركز على رفع مستوى التنسيق بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية بشتى أشكالها.

وفي ديسمبر 2010، شارك القائد السابق للقوات الجوية الباكستانية، الفريق راو قمر سليمان، في مناورات الصقور 3.

في يناير 2014، جرى اتفاق شراكة سعودي باكستاني بشأن برنامج لمقاتلات JF"- 17"، وفي أكتوبر عام 2017، أقيم تمرين عسكري مشترك سعودي- باكستاني "الصمصام 6" في باكستان، بمشاركة وحدات من القوات البرية الملكية السعودية؛ بهدف رفع مستوى الجاهزية القتالية لضباط وأفراد القوات البرية.

وكذلك انطلق تمرين مشترك بين البلدين، يحمل اسم "شهاب 2"؛ وذلك في نوفمبر 2017، وفي فبراير من 2018، أعلنت البحرية الباكستانية بدْء مناورات عسكرية مشتركة مع السعودية؛ بهدف "مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات والقدرات العسكرية".

يُذكر أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سيزور اليوم باكستان في أولى محطات جولة آسيوية تشمل الهند والصين.

هذا فيما نقلت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية عن مستشار رئيس الوزراء لشؤون التجارة والاستثمار رزاق داوود، قوله إن البلدين "سيوقّعان 3 مذكرات تفاهم للاستثمار في قطاعات النفط والطاقة المتجددة والمعادن".

من جهتها أعلنت الخارجية الباكستانية أن ولي العهد السعودي سيلتقي رئيس الوزراء عمران خان، وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، إضافة إلى عدد من المسؤولين، وسيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ذات الصلة بالقطاعات المختلفة؛ بما في ذلك الاستثمار والتمويل والطاقة والطاقة المتجددة والأمن الداخلي والإعلام والثقافة والرياضة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org