كشف أقدم عامل شبكات مياه في الأفلاج أسرار 41 عامًا عمل خلالها 27 عامًا في البلدية و14 عامًا في مكتب خدمات المياه، متحدثاً عن مواقف لا تزال في ذاكرته وتعامل إنساني جميل من أهالي المحافظة تسببت في تساقط دموعه قبل عبارات الوداع في حفل تكريمه مساء أمس .
وقال المقيم الباكستاني محمد حفيظ 65 سنة لـ"سبق": عملت في الأفلاج على مدار 41 عامًا قضيت منها 27 عامًا في بلدية الأفلاج و14 عامًا في فرع خدمات المياه بالمحافظة، مررت خلالها بالعديد من المواقف التي لا تزال عالقة بذهني وما تميز به أهالي الأفلاج في حسن التعامل والأخوة، ولكن ظروفي وتقدم عمري أجبرتني على مغادرة هذه البلاد الغالية عندي .
وأضاف: من تلك المواقف الإنسانية التي لا تزال في ذاكرتي، عند قدومي الأول للمملكة والعمل 16 يومًا ببلدية الأفلاج وصلني خبر أن والدي في العناية بالمستشفى وهو يتمنى رؤيتي قبل وفاته وعلى الفور قمت بتبليغ رئيس بلدية الأفلاج آنذاك عبدالله يحيى فكان رده عليّ بقوله: "رح غير ملابسك وتعال"، وبعد رجوعي له وإذا بجوازي وأوراقي على الطاولة، بعدها ذهبت لمديرنا بالخرج وعلى الفور تم منحي التأشيرة والإقامة في خمس دقائق وغادرت المملكة وقضيت بجانب والدي 6 أيام، بعدها توفي والدي غفر الله له ورجعت للمملكة .
وتابع: من الأخبار الصادمة لي أثناء تواجدي بالمملكة وفاة والدتي وشقيقي الذي تأثرت به، لأن الأخ له مكانته، ومن الأخبار المحزنة التي صدمتني كثيراً نبأ وفاة زوجتي قبل ست سنوات .
وأردف: بداية عملي في المملكة وكان هناك معي عمال سعوديون يعملون بتفانٍ وإخلاص في حفر تمديد الشبكات، وكان في ذلك الحين لا يوجد آلات حفر حديثة بل كانت أدوات الحفر "كريك وهيب ومسحاة"، وأثناء حفر تمديد الشبكات شرق ليلى عثر أحد الزملاء العمال السعوديين على قطعة قد تكون كنزًا أو قطعة ذهب، أبلغنا في وقت لاحق أنه باعها بمبلغ مالي.
وعن بكائه ليلة البارحة في حفل توديعه قال: بكيت لأني استرجعت ذكريات أكثر من 40 سنة مع إخواني السعوديين وتأملت مغادرة البلاد بعد هذا العمر وفراق أصدقائي هنا بالأفلاج وكيف ستكون حياتي في باكستان، باختصار سيبقى قلبي في الأفلاج وسأذهب لباكستان بجسدي فقط .
وكان فرع مكتب خدمات المياه في الأفلاج قد نظم مساء أمس الاثنين حفل وداع للمقيم قدم له زملاؤه الهدايا التذكارية، وأظهر مقطع فيديو تم توثيقه للمقيم محمد حفيظ خلال كلمته في الحفل تسابق دموعه قبل عبارات وداعه.