لعبة الشيطان

لعبة الشيطان

لن نتحدث عن الرياضة اليوم؛ فلا صوت يعلو على صوت الوطن؛ إذ تعمل عصابة الكذب في إطلاق حملات التزوير والافتراء عبر الإعلام الذي روَّج لسنوات طويلة للكذب، وأسهم في صناعة الإرهاب، والثورات، والإطاحة بالدول، ونشر الفوضى والقتل والتفرقة.. فلا نستغرب اليوم أن تكون هي ذاتها، بأدواتها ذاتها، ودويلتها، وبنفس الكذب والتزوير عبر منصات تم كشفها وتعريتها طوال الفترة الماضية، وبالمزامير ذاتها.

ولعل التاريخ القريب والبعيد سجَّل الكثير من الحملات ضد هذا الوطن الشامخ بدينه وأخلاقه وقيادته وشعبه.. وفي كل مرة وفي كل أزمة وفي كل حملة نثبت أننا أهل حكمة، لا ننجرّ لسفاهة سفهاء، ولا ننظر لصغير يحاول العبث، ولكننا نتخذ القرار الحكيم والمناسب في الوقت المناسب، الذي يُظهر الحق من الباطل. ويعلمنا التاريخ أن القوة في الحكمة.. فلغتنا طوال تاريخنا ليست إلا لغة الكبار؛ لأننا نعرف قوتنا ومكانتنا، لن يهزنا كذب كاذب هنا أو هناك.

لا أعجب اليوم من وقفة هذا الشعب، ولا من حكمة القيادة؛ لأن التاريخ في كل أزماته شهد بتلاحم الشعب مع قيادته.. ولا أعجب من سفاهة السفهاء ومزامير الكذب؛ لأن ذلك منهجهم ودينهم.. ولكني أعجب من جهل الجهلاء بالتاريخ؛ فهم لم يتعلموا من دروس الماضي؛ وهذا دليل على أنهم لا يعرفون غير الحقد والكيد ولعبة الشيطان؛ فالشيطان لا يمل ولا يكل من حقده وكيده، ولكنها الأزمات دائمًا ما تفرز الخبيث من الطيب، وتكشف الوجوه، وترفع الأقنعة؛ ليظهر الوجه الشيطاني.

اليوم النظام الشيطاني في قطر وجماعة إخوان الشيطان في كل أرض ظهروا بأدوات الشيطان، وأصبحوا يخرجون من جحورهم، ويكشفون أدوات كذبهم، ويمارسون الشيطنة التي مارسوها طوال سنوات على الكثير من الدول.. ولكن سهام شيطنتهم تتكسر عندما تصل لقلب السعودية المؤمن الذي لا تؤثر فيه الوساوس، ولا تؤلمه نزغات الشياطين.. يكذبون، ويحذفون، ويستمرون في كذبهم.

بلاد الحرمين الشريفين وقِبلة المسلمين ومهد الرسالة المحمدية وعماد الأمة وحصنها ورأس حربتها ستبقى دائمًا مستهدفة من أعداء الدين، وهي في الوقت ذاته عصية عليهم، ولا يعلمون أننا في كل أزمة تزداد قوتنا، وتزيد لحمتنا شعبًا وقيادة.. وهو مؤلم لهم؛ فالشيطان لا يرضى حتى يفسد علينا ديننا ودنيانا. وهذا هو منهجهم، وهذا هو تاريخهم وصنائع أعمالهم.. فهم عنوان للفساد في الأرض، وخراب الديار، وإشاعة القتل والخوف.. مزامير شيطان في كل منصة، لا تسمعون منهم إلا السب والشتم والشماتة، ولا يبشرون إلا بالخراب والخوف.. لغة شيطانية خالصة، لا يجيدها إلا شياطين الأنس؛ فكبيرهم إبليس.

سعوديتنا أرضنا، وطننا عرضنا.. حاضرنا ومستقبلنا.. هي تاريخنا.. هي مقدساتنا.. هي قبلتنا.. هي أمة.. هي الإسلام والسلام في أرضها يرجم الشيطان، ويدحر بقوة إيمانها قيادة وشعبًا.. هذه هي السعودية، يا من تجهلون، وبغيِّكم تعبثون.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org