818 كلمة لولي العهد رسمت مستقبل المملكة في 60 دقيقة.. هنا تفاصيلها

استعان فيها بالشفافية وتناولت الشأن العام والحياة الشخصية وتاريخ الألف عام
818 كلمة لولي العهد رسمت مستقبل المملكة في 60 دقيقة.. هنا تفاصيلها

رسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في 818 كلمة، وعلى مدى 60 دقيقة، مشهدا عاما لمستقبل المملكة العربية السعودية سياسيا واجتماعيا، وما ستشهده من خطط وبرامج تطوير وتحديث، تعزز من مكانتها بين الأمم، وتعلي من شأنها كدولة محورية في الشرق الأوسط.

كلمات سمو العهد الـ818 لم تتركز جميعها على الشأن العام للمملكة، وإنما ذهب جزء منها لتلخيص حقبة تاريخ البلاد على مدى عقود مضت، وأهمية استحضار هذه الحقبة لاستعادة صورة المملكة القديمة، والقضاء على الأفكار الرجعية والتشدد، وتعزيز الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة، وذهب جزء آخر من كلمات ولي العهد لجوانب من حياته الشخصية، وتأثره بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أوصاه وأفراد الأسرة بقراءة التاريخ جيداً، قائلا لهم: "إذا قرأتم تاريخ ألف عام سيكون لديكم خبرة ألف عام".

واحتلت الموضوعات السياسية نصيب الأسد من حوار ولي العهد، الذي أدارته المذيعة نورا أودونيل، لصالح قناة "CBS" ضمن برنامج "60 دقيقة"، فجر اليوم الاثنين، إذ كشف سموه عن أبرز سياسات المملكة، وموقفها من أهم الأحداث والقضايا في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقات السعودية مع الولايات المتحدة، كما تناول بشفافية كبيرة مرحلة الإصلاحات.

وكشف ولي العهد، الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، عن مخطط أسامة بن لادن قبل أكثر من 17 عاما، للإيقاع بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، عندما جند بن لادن 15 سعودياً في هجمات 11 سبتمبر؛ بهدف خلق انشقاق بين الشرق الأوسط والغرب، بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت إيران حاضرة في حوار ولي العهد، مؤكداً خطورة تدخل إيراني في أجزاء من اليمن، لدعم مليشيات الحوثيين هناك، والقيام بمناورات عسكرية بالقرب من حدود المملكة، ونشر صواريخ على حدود المملكة، مؤكداً أن المملكة لن تقبل بهذا الأمر مطلقا، موضحا في إجابته على سؤال آحر بأن المملكة لا تسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل، ولكن إذا قامت إيران بامتلاك هذه الأسلحة، ستعمل المملكة على تطويرها وامتلاكها في أسرع وقت.

ونال الشأن الاجتماعي حظه الوافر من الحوار، إذ أكد سموه أن الوجه الحقيقي للمملكة قبل العام 1979 كان مغايراً لما هو عليه اليوم، وقال "بالتأكيد، هذه ليست المملكة العربية السعودية الحقيقية، أطلب من المشاهدين استخدام هواتفهم الذكية لمعرفة ذلك. ويمكنهم البحث في جوجل، السعودية في السبعينيات والثمانينيات، وسوف يرون السعودية الحقيقية بسهولة في الصور".

وعن المرأة والإصلاحات، أكد سموه أن المملكة كانت تعيش حياة طبيعية للغاية كما هو الحال في بقية دول الخليج، والنساء كنّ يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسينما، والنساء يعملن في كل مكان.. كنا أناساً طبيعيين نتطور كأي بلد آخر في العالم، حتى أحداث عام 1979. بعده كنا ضحايا، ولا سيما جيلي الذي عانى من هذا الأمر بشكل كبير".. (في إشارة إلى الإسلام المتشدد أو غير المتسامح).

واستعان ولي العهد بالشفافية المطلقة، في تعليقه على حياته الشخصية، مؤكداً أن حياته الشخصية شيء يود أن يحتفظ بها لنفسه، ولا يحاول أن يلفت الانتباه لها، مبينا أنه في حال أرادت بعض الصحف أن تشرح شيئاً عن ذلك، فالأمر متروك لها.

وأضاف ولي العهد بنفس الشفافية، "أنا شخص غني ولست فقيراً، أنا لست غاندي أو مانديلا، وعضو من الأسرة الحاكمة التي كانت موجودة منذ مئات السنين قبل تأسيس المملكة العربية السعودية. وحياتي الشخصية هي نفسها كما كانت قبل 10 أو 20 سنة، لكن ما أفعله كشخص أنني أنفقت جزءاً من مدخولي الشخصي على الأعمال الخيرية، أنفقت ما لا يقل عن 51% على الناس و49% على نفسي، أنا شخص أعمل من بعد الظهر حتى آخر الليل مع زملائي الوزراء في مكتبي".

وحول سؤال للمذيعة نورا أودونيل: "عمرك 32 سنة، يمكنك حكم هذا البلد للسنوات الخمسين القادمة؟" أجاب الأمير محمد بن سلمان: "الله وحده يعلم كم من الوقت سيعيش المرء، إذا سيعيش المرء 50 سنة أو لا، لكن إذا سارت الأمور على طبيعتها، فهذا أمر متوقع". سألت المذيعة: "هل يمكن لأي شيء أن يمنعك؟" أجاب الأمير: "الموت فقط".

ورداً على سؤال: "ماذا تعلمت من والدك؟" أجاب الأمير: الكثير والكثير من الأشياء؛ إنه يحب التاريخ كثيراً وهو قارئ نهم للتاريخ. وفي كل أسبوع كان يعطي لكل واحد منا كتاباً، وفي نهاية الأسبوع يسألنا عن محتوى الكتاب. والملك دائماً يقول: "إذا قرأتم تاريخ ألف عام سيكون لديكم خبرة ألف عام".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org