وفي التفاصيل، أضاف "القثامي" أنه فيما يتعلق بإنتاج الأدوية في العديد من دول العالم اليوم، فإن عدد وتنوع الأدوية المتاحة المستخدمة لعلاج الالتهابات الفيروسية محدود مقارنة بالأدوية المضادة للبكتيريا ولكن في السنوات الأخيرة نشطت البحوث الجديدة عن الأدوية المضادة للفيروسات بسبب زيادة المقاومة للأدوية الحالية المضادة للفيروسات، وركزت كثير من أبحاث الأدوية المضادة للفيروسات على المنتجات الطبيعية، ومن المنتجات الطبيعية التي عنت بها مراكز البحث: (العكبر، البروبوليس، صمغ النحل)، مشيرًا إلى أن البروبوليس هو منتج نحل يستخدم على نطاق واسع في الطب الشعبي لسنوات عديدة.
ما البروبوليس؟
قال "القثامي" إن البروبوليس، هو عبارة عن مزيج من المركبات يسمى أيضًا غراء النحل، هو منتج راتنجي طبيعي يجمعه نحل العسل من عدة نباتات ويخلطه مع شمع العسل والإنزيمات اللعابية (β-غلوكوسيداز)، وتم استخدام البروبوليس من قِبل البشر لتلبية احتياجات الصحة والحفاظ على الغذاء، ولكن فقط في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بهذا المنتج الطبيعي بسبب طيفه الواسع من الخصائص البيولوجية والدوائية.
خصائص البروبوليس
بيّن "القثامي" أن البروبوليس مادة تكون صلبة وقابلة للكسر عندما تكون باردة ولكنها ناعمة ومرنة ولزجة للغاية عندما تكون دافئة؛ له رائحة عطرية ممتعة ولون مختلف، بما في ذلك البني والأخضر والأحمر، من حيث التركيب الكيميائي، يتكون بشكل عام من 50 ٪ راتينج ، 30 ٪ شمع ، 10 ٪ زيوت أساسية ، 5 ٪ حبوب اللقاح ، و 5 ٪ مواد أخرى تتضمن المعادن والمركبات العضوية مثل الأحماض الفينولية (حمض السيناميك وحمض الكافيين) أو استرات ، فلافونيدات (فلافون ، فلافانون ، فلافونول ، ودياليدروفلافونول شالكونز)، تربينات، ألدهيدات عطرية وكحول، أحماض دهنية، ستيلبينات، وستيرو بيتا.
وكشف تحليل العينات المختلفة أنه من الصعب توحيد التركيب الكيميائي للعكبر لأنه يعتمد على الخصائص الجغرافية النباتية المختلفة مثل الغطاء النباتي والموسم والظروف البيئية لموقع الجمع، حيث يختار النحل نباتات مختلفة لإنتاج البروبوليس، لكنها تجتمع في كثير من المركبات منها مركب ( الفينولات هي من أهم مركبات صمغ النحل معروفة بالعديد من الخصائص الدوائية، مثل التأثيرات المضادة للفيروسات، والجراثيم، والفطريات).
ويتكون البروبوليس من مركبات كيميائية، أهمها مكونات حمض الفينول، والتي تلعب دورًا في النشاط المضاد للفيروسات. وقد تم التعرف على مكونات مثل حمض الكافيين، وحمض الكوماريك، وحمض البنزويك، والجالانجين، وبينوكيمبرين، والكريسين قد تكون فعالة ضد فيروس الهربس البسيط، مستخرج الإيثانول من البروبوليس يتدخل في نمو الكائنات الحية الدقيقة عن طريق تثبيط تخليق البروتينات، بالإضافة إلى ذلك ، تثبيط النشاط الإنزيمي للكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
وتابع "القثامي": يعزى النشاط المضاد للميكروبات لصمغ النحل (بما في ذلك نشاطه المضاد للفيروسات) بشكل كبير إلى المركبات الفينولية مثل مركبات الفلافونويد، واستنادًا إلى دراسة Schnitzler ، فإن المواد المحددة التي تقدم مساهمة كبيرة في أنشطتها المضادة للفيروسات هي الجالانجين والكريسين، وكلاهما أشكال محددة من مركبات الفلافونويد. وتمتاز بإمكانات معقدة لتعطيل دورة حياة الفيروس والتلاعب بها.
وأوضح "القثامي" آلية عمل صمغ النحل المضادة للفيروسات، التي تم التحقق منها بالفعل وتحديدها من خلال دراسات مختلفة: (منع دخول الفيروس إلى الخلية المضيفة)، (الحد من أنشطة التكرار داخل الخلايا وتُسهم هذه العملية في قمع نمو الفيروس وتطوره)، ويمكن القيام بذلك عن طريق عملية تسمى النسخ العكسي. هذه العملية توقف بعض الإنزيمات المعينة التي تعطل قدرة الفيروس على توليف الحمض النووي الريبي.
وأضاف: تقوم على تحفيز نظام المناعة لدينا لمحاربة عدوى الفيروس، ويجب أن نتذكر أيضًا أن الفعالية تعتمد بشكل مباشر على مستوى تركيزها. بناءً على دراسة Gekker في المختبر، وجد أنه يمكن تحقيق مستوى فعالية 85 ٪ - 98 ٪ باستخدام تركيز 66.6 µ / ml من فعالية صمغ النحل.
وأشار إلى تأكيد نشاط مضاد للفيروسات للبروبوليس الذى تم جمعه بالقرب من رين (فرنسا) ضد مجموعة الفيروسات الممثلة لكليهما مجموعات فيروس الحمض النووي و RNA خصوصًا فيروسات الحمض النووي الريبي ، نوع فيروس شلل الأطفال 2 ، PV (غير مغلف) ، فيروس التهاب الفم الحويصلي ، VSV ، (مغلف) وفيروسات الحمض النووي، فيروسات غدية من النوع 2 ، Adeno-2 (غير مغلف) و 3 سلالات من فيروس الهربس البسيط البشري ، HSV-1 ، HSV1-R و HSV-2 (مغلف).
وأكمل: في دراسة لتقييم النشاط المضاد للفيروسات لمستخلص جيوبروبوليس المعدة تجريبيًا من S. postica ضد يصيب فيروس الحصبة الألمانية خلايا Statens Serum Institute أرنب القرنية (SIRC) الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية ، الفحص ، PCR في الوقت الحقيقي، والإرسال المجهري الإلكتروني، لوحظ أن تركيزات مختلفة من البروبوليس (17 و 34 و 68 ميكروغرام / مل) قادرة على تثبيط ارتباط الفيروسات بمستقبل الخلية وإنتاج جزيئات RV المعدية في خلايا SIRC المعالجة والمعالجة مسبقًا. النشاط المضاد للفيروسات يمكن أن يعزى إلى المحتويات العالية لمشتقات الأبيجينين ، فيكينين -2 وشافتوسيد.
واستطرد: أظهرت بعض المواد من مركبات "العكبر" مضادًا للفيروسات مثل الفلافونويد الرئيس لصمغ النحل، بشكل أكثر تحديدًا الفلافونول والفلافون، مفعول قاتل على الغلاف فيروسات HSV و VSV 0 في الآونة الأخيرة، تبين أن مستخلص هيدروبوليتانى للجيوبولوبوليس النحل يمنع تكاثر HSV وكذلك دخول الفيروس إلى الخلايا، وهو ما كان تنسب إلى فلافونات C-glycosyl ، كاتيكين 3-O-gallate
تأثيرات أخرى
كشف "القثامي" أن هناك استخدامات أخرى لصمغ النحل ومنها عند استخدامه لتقرحات القدم لدى مرضى السكري حيث تظهر الأبحاث المبكرة أن تطبيق مرهم دنج على القروح على أقدام مرضى السكري قد يساعد القروح على الشفاء بشكل أسرع، كما تظهر الأبحاث المبكرة أن تطبيق مرهم دنج 3 ٪ أربع مرات يوميًا لمدة 10 أيام قد يحسن شفاء الآفات لدى الأشخاص المصابين بالهربس التناسلي. وتشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يشفي الآفات بشكل أسرع وأكثر اكتمالاً من العلاج التقليدي 5 ٪ من مرهم الأسيكلوفير.
وأشارت الأبحاث المبكرة إلى أن استخدام البروبوليس في هلام أو شطف قد يساعد في منع أو تقليل علامات أمراض اللثة، وفي عدوى الجهاز الهضمي أظهرت الأبحاث المبكرة أن تناول 60 نقطة من المستحضر الذي يحتوي على دنج أخضر برازيلي يوميًا لمدة 7 أيام لا يقلل من الإصابة بالبكتيريا الحلزونية، كما يساعد تناول مستخلص البروبوليس 30 ٪ لمدة 5 أيام يمكن أن يعالج داء الجيارديات في عدد أكبر من الناس من عقار تينيدازول، ويساعد في منع أو تقليل مدة نزلات البرد الشائعة وغيرها من التهابات مجرى الهواء العلوي.
كما أن تطبيق محلول البروبوليس 5 ٪ عن طريق المهبل لمدة 7 أيام يمكن أن يقلل من الأعراض ويحسن نوعية الحياة لدى الأشخاص الذين يعانون التورم المهبلي، وأيضًا فتناول البروبوليس عن طريق الفم يوميًا لمدة تصل إلى 3 أشهر يعالج الثآليل لدى بعض الأشخاص المصابين بالثآليل الطائرة والشائعة ومع ذلك لا يبدو دنج لعلاج الثآليل الأخمصية.
وتابع "القثامي" أن استخدام غسول الفم مع إضافة كمية مناسبة من زيت البربليس أو بودرة البروبليس خمس مرات يوميًا لمدة أسبوع واحد قد يحسن الشفاء ويقلل الألم والتورم.
وأكد أنه يستخلص من كمية كبيرة من المعلومات والدراسات حيث إن البروبليس له فاعلية ملحوظة لا يمكن تجاهلها على عدة نواحٍ من صحة الإنسان من أهمها: تحسين الاستجابة المناعية، التخفيف من الالتهابات بشكل عام، ويسهم في القضاء على البكتيريا والفطريات، ويُسهم في الحد من نمو الفيروسات وتكرار دورة الحياة لها، ويحسن بشكل ملحوظ من صحة الجهاز التنفسي، كما يحد جدًا من المشاكل الهضمية التي تسببها الميكروبات والبكتيريا، ويستخدم في المساعدة في صحة الجلد والحد من الجروح والتقرحات.
