يزدحم بيت الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" في أوقات الصلوات الأربع، "الظهر والعصر والمغرب والعشاء"، في مسجد جواثا التاريخي الذي صُمِّم وجُهِز كما كان عليه جواثا الحقيقي، ومقره في مدينة الأحساء - شرقي المملكة.
وبُني هذا المسجد في عهد الحبيب المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا تزال قواعد هذا المسجد قائمة إلى وقتنا الحالي، وقد أخذ منها الزمن ما أخذ.
يعود اسم "جواثا" إلى جأث الرجل إذا فزع، فكأنهم لما كانوا يرجعون إليها عند الفزع سموها بذلك، وهذا يؤيده وجود حصن بالموقع.
ويعتبر موقع جواثا الآن موقع كثبان رملية، وبه منخفضات تظهر دلائل استيطان قديم ومبانٍ مندثرة، ونظراً لأن المسجد تمّ تصميمه محاكيا الواقع، فإن مَن يعرف المسجد يكاد لا يفرّق بين جواثا التاريخي في الأحساء، وجواثا الموجود بالجنادرية.
ويحرص جميع زوّار الجنادرية، حينما يتجولون في المهرجان، على أن يعودوا للصلاة في المسجد، وذلك بسبب التجهيز الكبير من قِبل المسؤولين في بيت الشرقية، وعلى رأسهم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز.
وحرص المسؤولون على نظافة المكان وتهيئة دورات المياه، وتوفير أماكن مخصّصة لشرب المياه وأكل التمر الحساوي، وتقديم بعض الهدايا التي تجسّد عمق التاريخ الشرقاوي الزاخر بعديد من المقتنيات التي جذبت الكثير من الزوّار.
وقال الزائر ماجد الخالدي؛ إنه يزور بيت الشرقية لأول مرة، وإن مسجد جواثا يعد من أميز المواقع التاريخية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32"؛ لأن تصميمه دقيق جداً، ومقارب لواقع المسجد الحقيقي.
وأضاف: بيت الشرقية، بصفة عامة، يحتوي على عديد من المرافق والحرف المميزة التي تحتاج إلى أيام عدة للنظر في كل حرفة والتمعن في دقة صناعتها؛ لأن هناك حرفاً خاصة في المنطقة الشرقية لا توجد في أيِّ موقعٍ آخر.
