"تذكرتك الآن هي تأشيرتك".. "فورميلا "E ينطلق من قلب الدرعية التاريخية إلى العالم

السعودية تفتح ذراعيها للسائحين عبر منصة "شارك"
"تذكرتك الآن هي تأشيرتك".. "فورميلا "E ينطلق من قلب الدرعية التاريخية إلى العالم

"تذكرتك الآن هي تأشيرتك".. بهذه الكلمات رحَّب الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، بالسائحين من كل دول العالم الراغبين بزيارة السعودية، والتمتع برحلة غير مسبوقة، ومشاهدة سباق فورميلا E بجوار أبرز المعالم التاريخية والتراثية، والمناظر الطبيعية الخلابة.

فمن جنوب هضبة نجد في قلب الدرعية عاصمة التاريخ السعودي، ومحتضنة الإرث والتراث الثقافي والحضاري للمملكة، ينطلق سباق فورميلا E لأول مرة في الشرق الأوسط يوم 15 ديسمبر.

يأتي ذلك بشراكة طويلة الأمد مع الخطوط الجوية العربية السعودية (السعودية)، بصفتها الطيران الرسمي لسلسلة السباقات الكهربائية، وشريكًا في اسم الجولة الافتتاحية من السباق؛ ليكون سباق السعودية، وذلك بالتزامن مع إصدار السعودية منصة جديدة لإصدار التأشيرات للسياح الأجانب.

عاصمة التاريخ السعودي

تمثل الدرعية رمزًا وطنيًّا بارزًا؛ لارتباطها الوثيق بالتاريخ السعودي؛ كونها أول عاصمة للدولة السعودية الأولى، كما تمثل واجهة سياحية بالغة الأهمية بعد تسجيل اليونسكو حي طريف موقع تراث عالمي في عام 2010م.

وتتمتع المدينة بتاريخ حافل، وتضم أهم المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية، كما تحتوي على معظم المباني الإدارية في عهد الدولة السعودية الأولى، كقصر سلوى الذي تم إنشاؤه أواخر القرن الثاني عشر الهجري، وكانت تدار منه شؤون الدولة السعودية الأولى، وكذلك جامع الإمام محمد بن سعود، وقصر سعد بن سعود، وقصر ناصر بن سعود، وقصر الضيافة التقليدي الذي يحتوي على حمام طريف. ويحيط بحي الطريف سور كبير وأبراج كانت تستخدم لأغراض المراقبة والدفاع عن المدينة.

وتتميز الدرعية بالمظاهر الطبيعية الجميلة، كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة، وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير. ويظهر المنجز الحضري من الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والأنفاق والقرى الزراعية بالدرعية ومحيطها الجغرافي.. وستكون الفرصة مواتية لعشاق هذه الرياضة من رياضيين ومشاهدين لمشاهدة المناظر والمعالم الجذابة التي تمتاز بها الدرعية.

ويأتي اختيار محافظة الدرعية لسباق الفورمولا E ليؤكد اهتمام السعودية بإظهار إرثها الثقافي والتاريخي الغني؛ فقد حظت تلك المنطقة عبر السنين بالتطوير واهتمام قادة البلاد.. ونظرًا لأهميتها فقد وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – (أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس السعودية آنذاك) بتشكيل لجنة لدراسة تطوير الدرعية بناء على مقترح قدمه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وهدفت تلك اللجنة وقتئذ إلى وضع برنامج تطوير حضاري تنموي شامل لإبراز الدور التاريخي للدرعية، وجعلها مركزًا ثقافيًّا سياحيًّا على المستوى الوطني.

ويهدف البرنامج إلى تطوير الدرعية التاريخية عبر إعمارها، وتحويلها إلى مركز ثقافي سياحي على المستوى الوطني والعالمي وفقًا لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية، وجعلها قادرة على التكيُّف مع متطلبات العصر.. وهو ما تجلت نتائجه بتسجيل حي طريف في عام 2010م الموقع السعودي الثاني في قائمة التراث العالمي تحت إشراف اليونسكو.

الجذب السياحي

تجلت رغبة الحكومة في تسجيل السعودية مقصدًا سياحيًّا تراثيًّا مهمًّا بعد أن تبوأت موقعًا مهمًّا على خريطة السياحة الدينية في البدء بمنح التأشيرة السياحية السعودية، وتنفيذها إلكترونيًّا. وبما أن كل عوامل وعناصر الجذب السياحي تتوافر في مدن السعودية من معالم تاريخية ومناظر طبيعية، إضافة إلى شبكة طرق ومواصلات وبنية تحتية شاملة، فقد كان ينقص ذلك بدء العمل على إصدار تأشيرات للسائحين.

وستفتح السعودية ذراعيها للعالم؛ إذ ستتمكن الجماهير من التقدم لطلب إصدار تأشيرة من خلال منصة "شارك" الجديدة بعد شرائهم تذاكر السباق.

وسيتم تطبيق هذا النظام للمرة الأولى في تاريخ السعودية، وهي تستعد لاستضافة "فورميلا إي" مسجلة نقطة البداية لهذا النظام لاستقبال السياح الأجانب.

ويعتبر الإنفاق السياحي من ضمن التوجهات التي توليها الدولة أهمية كبرى للخروج من "عباءة البترول الثقيلة"، وإيجاد مصادر دخل بديلة؛ إذ تهدف الرؤية الاقتصادية إلى زيادة إجمالي الإنفاق السياحي في البلاد من المواطنين والأجانب إلى 46.6 مليار دولار في 2020 مقارنة مع 27.9 مليار دولار في عام 2015. علمًا بأن إيرادات القطاع السياحي بلغت نحو 197 مليار ريال في نهاية 2017 بنسبة نمو 18 % عن العام الذي سبقه.

وسيكون سباق فورميلا E بمنزلة الترويج للتنوع الحضاري والثقافي للمملكة، وفرصة لإبراز قدرة المدن السعودية على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى والمناسبات الدولية، كما يعد فرصة للمشاهدين والسائحين لاستكشاف السعودية وتاريخها التليد كما لم يروها من قبل.

وقال الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة: "نأمل أن يشهد سباق الدرعية حضورًا للمشجعين من أنحاء العالم لمتابعة هذا الحدث الرياضي الكبير".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org