صحفي أحوازي يجيب عن السؤال الأهم لـ"سبق".. ماذا يحدث في إيران؟

بعد اشتعال الأوضاع وتزايد المظاهرات والاحتجاجات وسقوط قتلى وجرحى
صحفي أحوازي يجيب عن السؤال الأهم لـ"سبق".. ماذا يحدث في إيران؟

عشرات المدنيين الإيرانيين الأبرياء يتساقطون قتلى وجرحى.. اعتقالات بالآلاف بين صفوف أبناء الشعب.. مظاهرات عارمة وشعارات وهتافات تطالب بإسقاط النظام.. محتجون يضرمون النيران في صور المرشد.. قطع شبكة الإنترنت عن أغلب مناطق البلاد.. ويبقى السؤال: ماذا يحدث في إيران؟ وبماذا يختلف الحراك الحالي هذه المرة عما سبقه من مرات؟

الأوضاع المشتعلة في إيران قابلة للتطور، والانتقال من مظاهرات إلى ثورة عارمة تطال الرؤوس الكبيرة والنظام بأكمله، بعد أن اشتعلت الأمور وخرجت عن السيطرة في كثير من مناطق البلاد، واشتراك العديد من الأعراق والإثنيات في المظاهرات التي تشهدها البلاد؛ بحسب ما أكده الصحفي الأحوازي محمد مجيد الأحوازي.

المشهد في إيران

ويصف "الأحوازي" لـ"سبق" المشهدَ في إيران ومنطقة الأحواز؛ فيقول: "تشهد الأحواز منذ عدة أيام احتجاجات شعبية واسعة على إثر اغتيال الشاعر الأحوازي حسن الحيدري.. وفي هذه الأثناء أعلنت الحكومة الإيرانية رفع تسعيرة البنزين إلى ثلاثة أضعاف، وتقنين بيع المحروقات، وكان هذا الإعلان بمثابة الشرارة التي فجّرت كل الشارع الإيراني الغاضب على تردّي الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصحي والتعليمي".

ويضيف كاشفًا دور الأحواز في الحراك بعد اشتعال "انتفاضة البنزين": "انخرطت الأحواز مجددًا في هذا الحراك الإيراني العام والشامل، وسقط العديد من الشهداء والجرحى أغلبهم من مدينة المحمرة، ومنطقة الزرقان، ومنطقة الأحواز العاصمة، وشاركت مدينة الأحواز العاصمة، والفلاحية، ومعشور، وباب هاني (بهبهان)، وعسلوية، وأبو شهر، وعبادان في المظاهرات.. وتدخّلت الأجهزة الأمنية الإيرانية المتمثلة في الشرطة، والقوات الخاصة، وجهاز الاستخبارات، وقوات التعبئة، أو ما يُعرف بقوات الباسيج، والحرس الثوري الإيراني لقمع الحراك الثوري الشعبي في الأحواز؛ ولكن حتى الآن لا يزال الحراك مستمرًا في الأحواز، وقد تُشارك مدن ومناطق عربية أخرى في الأيام المقبلة برغم الانتشار العسكري والأمني الواسع الذي تشهده الأحواز الآن".

الحراك الأكثر خطرًا على النظام الإيراني

ويبيّن الصحفي المهتم بالشؤون الإيرانية، ما يميز الحراك الحالي عما سَبَقه من حراكات ومظاهرات في الأعوام الأخيرة؛ إذ يقول: "يُعتبر هذا الحراك هو الأكثر خطرًا على النظام الإيراني؛ بسبب مشاركة جميع المناطق والأقاليم والمحافظات في هذه الانتفاضة، أو الاحتجاجات الشعبية، وشهدت اليوم مدن محافظات أذربايجان الجنوبية، وكردستان، وبلوشستان، وطهران، وأصفهان، وشيراز، ومشهد، احتجاجات سلمية واسعة".

ويتابع: "النقطة الملفتة في هذه الحراك؛ أنه لأول مرة يشارك العرب، مع الأتراك والآذريين والأكراد والفرس والبلوش، في حراك شعبي موحد ضد النظام في إيران؛ وهو ما وضع الدوائر الأمنية الإيرانية في مأزق صعب وحقيقي؛ حيث إن استخدام القوة المفرطة قد تشكّل وقودًا لانطلاقة ثورة عارمة في كل المدن الإيرانية، إضافة إلى أن حجم المشاركة الشعبية أربَكَ حسابات الدوائر الأمنية الإيرانية؛ فاضطرت إلى حجب شبكة الإنترنت في عموم إيران؛ وهو ما يؤكد أن رأس النظام في إيران بات منزعجًا من حجم المظاهرات، وعناوين الشعارات التي رُفعت من قِبَل المتظاهرين".

ويردف: "سابقًا كانت الاحتجاجات والثورات التي خرجت، كثورة الطلاب الإيرانيين عام 1999، وثورة العرب في الأحواز عام 2005، والثورة الخضراء عام 2009؛ كانت تقتصر على مناطق وأقاليم محددة، ولم تتوسع إلى المناطق الأخرى في إيران.. اليوم اختلفت هذه المعادلة تمامًا، وتشهد إيران حراكًا شعبيًّا واسعًا يمتد من مشهد إلى الأحواز، ومن كردستان في الغرب إلى بلوشستان في الشرق، ومن طهران إلى أصفهان وشيراز وتبريز".

تنديد بالسياسات الخارجية

ويضيف: "ندد المتظاهرون بسياسات إيران الخارجية، واستنزاف ثرواتهم على مشاريع النظام الإيراني والحرس الثوري التوسعية بالمنطقة العربية، وأنه لا علاقة لهذه المشاريع وهذه السياسات الخارجية التخريبية بمعاناة وأولويات الشعب الإيراني، كدعم مليشيات الحوثيين في اليمن، وحزب الله الإرهابي في لبنان، والأسد في سوريا، والمليشيات المسلحة في العراق.. وأيضًا تم إحراق صور خامنئي والخميني في الميادين والساحات في عموم إيران، وأصبح المواطن الإيراني يدرك تمامًا أن جزءًا كبيرًا من المعاناة التي يعاني منها، تتعلق بسياسات إيران الخارجية وتدخّلها في شؤون الدول العربية الداخلية".

ويلفت "الأحوازي" إلى أنه لا يمكن التكهن بنتائج الاحتجاجات، وما يمكن أن تفضي إليه؛ فالشعب الإيراني يعاني من الوضع الاقتصادي المزري، وأيضًا من ارتفاع نسبة التضخم، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانهيار قيمة العملة الإيرانية، كما يعاني من الوضع الصحي والتعليمي، وانتشار البطالة، وفي المقابل ينتشر الفساد داخل مؤسسات ودوائر النظام الإيراني، وهو ما كشفه الصراع الدائر بين الإصلاحيين والمحافظين، وأدى لفتح ملفات الفساد العملاقة داخل المؤسسات الإيرانية؛ بحسب تعبيره.

وصفة الخلاص

وعن الوصفة التي يمكن بها التخلص من النظام الجاثم على صدور الإيرانيين منذ أكثر من 40 عامًا، قال "الأحوازي": "يجب أن يكون التركيز على العمل الجماعي في الداخل والخارج من أجل بناء قوة سياسية، بإمكانها تقديم بديل واقعي يستطيع أن يقنع الشارع الإيراني بأنه البديل عن نظام رجال الدين، وجنرالات الحرس الثوري، ويكون جاهزًا لإدارة زمام أمور البلاد، وتحسين الأوضاع المعيشية، والاقتصادية، والسياسية في إيران الغد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org