"المشوح": إذا كان "العاصوف" لا يمثلهم لماذا جيّشوا ضدّه؟ .. انظروا إلى "باي باي لندن"!

إسقاط على الواقع عن توجس المجتمعات من نبش تاريخها وطرح لـ "درب الزلق والأقدار"
"المشوح": إذا كان "العاصوف" لا يمثلهم لماذا جيّشوا ضدّه؟ .. انظروا إلى "باي باي لندن"!

لا تزال أصداء المسلسل التاريخي "العاصوف"، الذي عُرض في رمضان تتصاعد ويسجل ردود فعل متباينة بين مَن يفسره بأنه تزويرٌ للتاريخ السعودي في حقبة السبعينات الميلادية قبل التحولات الاجتماعية، وفريق آخر يعتقد أنه لامس الواقع السعودي حينذاك، فيما ترى الكاتبة هيلة المشوح؛ أن أحداث المسلسل لامست شيئاً بدواخل مَن انتقدوه وجيّشوا ضدّه حتى فُوجئوا بأن المسلسل سيعرض جزءاً آخر، وتساءلت: "لماذا ثارت ثائرة البعض بسبب رواية في مسلسل تحكي أحداثاً دارت في حقبة ما عن أسرة ما لا تمت لهم بصلة كما يزعمون؟".

تفصيلاً؛ تساءلت "المشوح"؛ في مقالة نشرتها "عكاظ"، اليوم بعنوان: "لماذا لا نحب أن نرى أنفسنا؟": "لماذا نهاجم كل مَن حاول أن يضعنا أمامها بتجرد؟ يقولون إن هذه الأسرة ليست هم ولا تعنيهم ولا تشبههم، الأسرة التي تتكون من ابن (مطوع)، وآخر (زكرت) وصاحب علاقات، وثالث موسوس وأناني ويسخر من كل شيء إلا نفسه، إذن لنشاهد المسلسل كعمل ترفيهي ويا دار ما دخلك شر! أم لأن هذه الحكاية بشخوصها لامست شيئاً في دواخلهم، شيئاً يعتقدون أنه طُمر و«ذهب مع الريح».. أنا أسأل فقط!".

وأضافت: "طيب .. هل كل المجتمعات تتوجس من نبش تاريخها؟ أم أننا حالة نادرة لا تحب التنقيب بين طيات تاريخها كي لا تجد (نفسها)؟ أم أننا نكره حتى واقعنا وكل شيء حولنا؟".

وأكّدت: "العاصوف مسلسل محلي شكّل علامة فارقة ولبنة أولى في تأسيس الدراما المحلية زعم بعضهم أنه لا يمثلهم وجيّشوا المجتمع ومواقع التواصل في حملات ضدّه ومحاولات مستميتة ويائسة لإيقافه، لكنه استمر حتى فاجأهم في آخر حلقة بإعلان الجزء الثاني منه، فلملموا خيبتهم استعداداً وتسخيناً لحملات قادمة".

وأردفت: "ويا عالم هل سيعرض ذلك الجزء وهم على نفس هذه الحالة من التذمر و«التحلطم» ، وأظن ذلك وارداً إذا تفاءلنا بأن السينما ستصنع فارقاً ملموساً".

وأوضحت: "مسرحية (باي باي لندن) عمرها قرابة ثلاثين عاماً ومازالت تعرض على القنوات الخليجية وبنفس الزخم والإضحاك والإسقاطات على واقع كان وما زال موجوداً -مع اختلاف الزمن والأدوات - ولو لم تكن كذلك لتلاشى أثر المسرحية مع نهاية آخر مشهد في أول عرض".

وقالت: "فالطفرة النفطية واقع تأثرت به شعوب المنطقة انعكس على ممارسات سكانها مع العالم الخارجي وعلى كيفية الترفيه في السفر والسلوكيات المصاحبة لذلك، التي جسّدتها المسرحية بكل واقعية، فالعمل المستمد من الواقع لا يموت؛ بل يترك بصمة راسخة في مخيلة المتلقي، كذلك الحال بالنسبة لمسلسل درب الزلق والأقدار".

واختتمت: "سؤال.. ألم يهاجموا (طاش) في كل موسم أليس الكثير من حلقاته يجسّد شواهد وإسقاطات نستحضرها حتى اليوم؟! إذن لنجعل هذه الأعمال شاهداً على شغفنا بأعمال الواقع -كأي بشر - ولنترك النكد والحملات الخائبة ولنودع المثالية الزائفة والنكد تحت شعار (باي باي نكد)".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org