"قطيش" متهكمًا على خطاب "نصر الله" السنوي عن حرب تموز: فلننظر للمذعور

"قطيش" متهكمًا على خطاب "نصر الله" السنوي عن حرب تموز: فلننظر للمذعور

حلل "حرب 2006" ونتائجها الكارثية على حال مواطني بلاده مقارنة بـ"إسرائيل"

دعا الإعلامي اللبناني نديم قطيش، اللبنانيين، إلى وضع حد لما وصفه بـ"الاستثمار المرضي"، الذي يفعله حزب الله وحسن نصر الله لحرب تموز2006، وقال متهكمًا ومتسائلًا: "هل مطلوب أن يجلس اللبنانيون كل عام أمام شاشات التلفزة يستمعون إلى حسن نصر الله يهذي عن النصر والمعادلات التاريخية، وإسرائيل الأوهى من بيت العنكبوت، من دون أن ننظر حولنا لنرى أين أصبحنا وأصبح "الكيان المأزوم والمرتبك والمذعور والمردوع"؟!

وفي مقاله، اليوم، بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية "أي انتصار هذا يا سادة؟"، دعا "فطيش" إلى عدم ترك حزب الله يكتب تاريخ تجربة حرب 2006 وحسم نتائجها من وجهة نظره؛ بحجة الخوف على "السمعة الوطنية"، قائلًا: "ثمة مسؤولية كبيرة على كل من كان شاهدًا على فصول هذه الحرب المدمرة للبنان واقتصاده وتماسك سلامته المجتمعية، أن يُدلي بدلوه؛ ليس المطلوب ضرب سردية «حزب الله» الانتصارية الغيبية وحسب؛ بل وضع حد لهذا الاستثمار المرضي فيها، من قِبَل عقلية لا تريد أن تتعامل مع هذا التاريخ المؤلم إلا من موقع من وحده يمسك ناصية الوطنية ويوزع أسهمها على اللبنانيين ويحرم من يريد أن يحرم منها".

وتابع: "هذا ملح قبل أن ندخل في النقاش الذي بات أكثر من ضروري لحقيقة نتائج حرب الشؤم التي قاد «حزب الله» اللبنانيين إليها بلا رأي لهم فيها وبلا قدرة عندهم على المحاسبة على نتائجها، وقبل أن ندخل في تعريف الانتصار في بلد يتنقل منذ تلك الحرب من انهيار إلى آخر ومن تهديدات تلوح في آفاقه الاقتصادية والاجتماعية والمالية إلى تهديد أكثر رعبًا".

وقال "فطيش": "وكي نصدق النصر المؤزر، علينا أن نتغاضى عن أن لبنان المنتصر على إسرائيل، والمهزوم أمام غطرسة النفايات والكهرباء وباقي الخدمات البسيطة في القرن الحادي والعشرين؛ لا ينبغي أن يعنيه تفوق إسرائيل التكنولوجي، الذي وصل إلى حد بات يحكي عن المثلث الصيني الأمريكي الإسرائيلي؛ أي أن إسرائيل باتت الوسيط التقني بين الجبارين المتصارعين؛ كونها تحظى بعلاقات تجارية مهمة معهما وبعلاقة خاصة مع واشنطن، تطمئنها إلى عدم تسرب التكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج إلى الصين، هل من يلخص لنصر الله الدور الذي تلعبه إسرائيل وسط أزمة شركة «هواوي» بين بكين وواشنطن؟!

وأضاف: "دعك من كل هذا! دأب نصر الله على القول إن المقاومات التي انتصرت حكمت إلا «حزب الله»، وهو خطأ تاريخي مزدوج.. أولًا لأنه حاكم فعلي في لبنان، وثانيًا لأن تاريخ المقاومات ليس بهذه البساطة. الأمثلة كثيرة لكنني سأكتفي بالنموذج الأكثر إشراقًا، هل بين المتفرنسين من محازبيه وبينهم نائب أحيل قصرًا إلى التقاعد النيابي، من يلخص للقائد المظفر تجربة شارل ديغول في قيادة المقاومة والتواضع أمام الحكم؟".

واختتم مقاله بقوله: "هكذا تكون الانتصارات وهكذا تستمر.. أين هذا الانتصار من انتصارنا، الذي إذا ما حالفنا مثله بعد نكون قد انتهينا إلى الأبد؟".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org