وزارة التعليم وتخبُّط جديد!

وزارة التعليم وتخبُّط جديد!

لأول مرة تتملكني الحيرة في اختيار عنوان لموضوع أكتبه؛ ليس عجزًا، ولكن لكثرة العناوين التي تتقافز في ذهني، وتتسابق في مخيلتي؛ لتكون لهذه المأساة عنوانًا. نعم، إنها مأساة، وطامة من طوام وزارة التعليم، وكارثة من كوارثها التي يبدو أنها أصبحت تنافس المسلسلات المكسيكية طولاً، والهندية فبركة؛ فكلما قُلنا إن الأمور ستستقر في هذه الوزارة تأتينا بما لم يكن في الحسبان..!! ولا يمكن أن يخطر على بال عاقل..!!

وكلما قُلنا إننا لن نكتب عن التعليم ومآسيه؛ لأن "الضرب في الميت حرام"، يجبروننا على الكتابة؛ لأنهم يأتون بطامة لا يمكن السكوت عنها، أو التغافل عنها..!!

وما قرارهم الذي صدر قبل قليل إلا خير دليل على التخبُّط الذي ترفل به الوزارة، والارتجالية التي تصدر بها قراراتها..!! وإلا ماذا نسمي قرارها بوجوب عودة قيادات المدارس في (١٤٣٩/ ١١/ ١٦ ه‍)؟!! غير أنه تخبُّط..!! وقرار أقل ما يقال عنه إنه غير مدروس، أو بالأحرى كارثة من كوارثهم التي يتحفوننا بها بين فينة وأخرى..!!

وكما تسابقت العناوين لتفوز بوصف الكارثة الكبرى تتسابق الآن الأسئلة لتصور مدى الاستغراب والحيرة العظمى التي أثارتها هذه الطوام عند المجتمع عامة، وأرباب التعليم خاصة، وقادة المدارس بشكل أكثر خصوصية..!!

فمن هذه الأسئلة:

– ما الهدف من عودة القيادات في مثل هذا التوقيت؟!!

– ما الهدف من حرمانهم من التمتع بإجازتهم مثل زملائهم؟!!!

– هل من المنطق أن يجهِّزوا المدارس قبل أكثر من شهر على انطلاق الدراسة؟!!

– هل الوزارة فكَّرت في تبعات هذا القرار..؟!!

– ألا تدرك الوزارة الموقرة أن قرارًا مثل هذا قد يكلفها الكثير..؟!!

– ألا تعلم أنها سوف تتسبب باعتذار الكثير من قادة المدارس عن القيادة؟!!!

– ماذا تفعل لو اعتذر نصف القيادات عن الإدارة..؟!!

– ألا يكفي النقص الموجود حاليًا في الكوادر الإدارية؟!!

– ألم تفكر لحظة واحدة وتسأل نفسها: أنا ماذا قدمت لهذه القيادات مقابل تكليفهم..؟!! فضلاً عن مطالبتهم بالمزيد من التضحيات..!!!

– ألا تدرك أن قائد المدرسة هو الإداري الوحيد الذي ليس له كادر؟!!

– ألا تدرك أنهم لا يتقاضون ريالاً واحدًا مقابل الإدارة؟!!

– ألا تدرك أنهم يعملون في الإدارة تطوعًا، واحتسابًا للأجر والثواب من الله عز وجل؟!!

– ألا تخجل من مطالبتها لهم بقطع إجازتهم والعودة في عز الصيف بسبب غير منطقي ولا عقلاني؟!!

– أليست الأيام الثلاثة التي كانت تجهَّز المدارس فيها في السابق كفيلة بتجهيزها الآن؟!!

والسؤال الأهم: ماذا قدمت الوزارة لهذه القيادات كي تقطع عليهم إجازتهم، وتطالبهم بالعودة في مثل هذا التوقيت..؟!!!

أما السؤال المحير جدًّا: مَنْ الذي يتخذ مثل هذه القرارات؟!! ألا تدرس الوزارة قراراتها قبل إعلانها؟!! إلى متى ونحن نعيش مثل هذه التخبطات..؟!! إلى متى ونحن نكتب: وزارة التعليم وتخبُّط جديد؟!! ونردد: التعليم وتنفير القيادات..؟!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org