من "الزريق" إلى البرقع والغنيمة الكبرى .. رحلة صقاري الساحل الغربي يرويها "ابن العود"

موسم ينتظر فيه الجميع "القرناس" .. انطلق منذ أسبوعين ويستمر شهرين "موعد وأماكن وأنواع"
من "الزريق" إلى البرقع والغنيمة الكبرى .. رحلة صقاري الساحل الغربي يرويها "ابن العود"

انطلق منذ ثلاثة أسابيع موسم صيد الصقور بالساحل الغربي الممتد من جنوب محافظة جدة إلى منطقة جازان على امتداد البحر الأحمر ويستمر لمدة شهرين، وبدأ الصقارون في نصب خيامهم وإعداد العدة تجهيزاً لموسم حافل بقنص أفضل الصقور الحرة؛ حيث يتهافت الصقارون من موقع إلى آخر لملاحقة الصقور الحرة رغبة منهم في اصطيادها للحصول على الغنيمة الأكبر وهي قيمتها التي تصل أحياناً إلى نصف مليون ريال.

"سبق"، التقت المواطن مسعد بن محمد الثعلبي؛ الملقب بين الصقارين بـ "ابن العود"، وهو المسؤول عن توثيق كل ما يتم طرحه من الطيور في أثناء موسم الصيد ومكان طرحه وقيمة البيع؛ حيث قال: "يبدأ الاستعداد لموسم المقناص بوضع المخيمات الخاصة بالصقارين حيث تجتمع في كل مخيم جماعة من الناس الذين يعدون عدتهم قبل الانطلاق للمقناص، بعد أن تتوافر لديهم ما يسمّى عدة الصقار والمكوّنة من الشبكة والطعم الذي يقدم للطير للإمساك به".

ويقول "الثعلبي": "يبدأ موعد المقناص من الفجر حتى المساء؛ حيث تتميّز منطقة الساحل الغربي بوجود عدد من الصقور مثل الحرار والشاهين والأحرار تنقسم إلى قسمين قرناس حر وفرخ حر منها التام ومنها المثلوث، وتختلف في السعر واللون والعمر، كما أن الشياهين أيضاً نوعان الفرخ والقرناسة، فالفرخ منه التام والمثلوث والقرناسة التام والمثلوث أما الشياهين فتختلف بحسب بيئتها التي تعيش فيها مثل الجبلية التي تعيش في الجبال والبحرية التي تعيش في البحار".

وتابع: "أما القرناس الحر وهو حسب اللون ودقة الريش والعمر وهذا النوع نادر وجوده في المملكة، وإن وُجد؛ فمن الصعب الإمساك به إلا بشق الأنفس؛ حيث تصل قيمته إلى أكثر من 400 ألف ريال".

وعن أماكن قنص الصقور، يقول: "لدينا في حدود محافظة الليث أماكن عدة، منها: صبخة الملك خالد -رحمه الله-، وصبخة بن شحاد، والشجعة، ومركز الشيخ مرخات، ومرخ، والرزان، وعبيدات، والمطالي، ودحلة كشران، والسويقية، والمجنونة، والدوج، وجذعانه، والسمير، والمملحة".

وأوضح "الثعلبي"؛ طريقة قنص الصقور؛ حيث يبدأ بمشاهدة أحد الصقارين أحد الطيور فيقوم بتشغيل إنارة سيارته دلالة على أنه هو أول مَن شاهده ويجب عليه عدم تسميته من أجل ألا يكون كما وصفه، لكنه يقوم برمي ما يسمّى "الزريق" وهو طير من أيّ نوع سواء كان حماماً أو سماناً أو قطواً ويكون ملبوساً بشبكة فإن وقع فيها الصقر تمّ الإمساك به، وإن لم يقع يقوم بطلب المساعدة من هواة الصيد الموجودون في حدود منطقة الصيد سواء كان يعرفهم أم لا عن طريق النداء من خلال استخدام جهاز لا سلكي "أي كوم"، فيتقدم لقنصه هو إن كان من القناصة المهرة وإلا يتركه لغيره ليقوم باصطياده نيابة عنه لكنه يبقى ملكه حيث يتسلمه بعد القبض إليه".

وأضاف: "بعض الصيادين يقوم عند محاولة قنصه بمتابعة الطير لمسافات طويلة تتجاوز عشرات الكيلو مترات، وإن صعب عليه ذلك ودخل وقت الظلام، فإنه يستخدم ما يُعرف بـ "التسمية"، وهو أن يتابع الطير حتى يقع ثم يقترب منه مستخدماً الكشاف ويسلط الضوء باتجاهه وفي الوقت نفسه يكون معه شخص أخر يمشي بجواره في الظلام ويحمل معه ما يسمّى "الخداجة" وهي أشبه بالشبكة حيث يقوم برميها عليه من مسافة بعيدة ويتم الإمساك به عندها يقوم الصياد بضف الطير أي ضمّه بجناحيه ثم تمهيده وتلبيسه المهادة ثم البرقع ثم التسبيف، وهو وضع القيد في قدميه ثم يقوم برشه بالماء حتى يهدأ الطير ثم يوضع على الوكر".

وواصل: "بعد ذلك ينقل الطير إلى المخيم الذي ينتمي إليه الصياد لتحديد موعد الحراج وموقعه لتبدأ مرحلة البيع حيث يُوجد بحراج بيع الصقور عدد من هواة الصقور من جميع مناطق المملكة وأحياناً يُوجد بعض الإخوة الخليجيين القادمين من الكويت والبحرين والإمارات يقومون بشراء الصقور التي يتم اصطيادها".

منطقة المرفقات

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org