السناب والمحتوى الأجوف!

السناب والمحتوى الأجوف!

لعلنا هذه الأيام، وفي ظل الظروف الراهنة المتعلقة بأزمة كورونا والفراغ الذي اتسعت دائرته وتقلصت الفائدة المرجوة منه، أصبح كل من هب ودبّ يصنع من نفسه مستشارًا لحل مشكلات الآخرين دون علم أو تجربة جوهرية، أو إلقاء معلومات لا يعرف حتى مصدرها!

ليس من القبيح أن تشارك الآخرين بما لديك ويشاركونك الرأي والتعليقات في المقابل، ولكن عندما يكون مستوى ما تقدمه كالطبل الأجوف الذي لا يحمل بداخله سوى الهواء الذي تثيره طرقاتك عليه!

وعلى الرغم من إيجابيات السناب التي تتميز بسهولة استخدامه والقدرة على مشاركة اليوميات وإتاحة التواصل السهل مع الآخرين، إلا أن سلبياته قد تفوق مزاياه بمراحل وخصوصاً عندما يكون في محتواه قنوات ذات تصنيف عالٍ فيها من الشر والرذيلة ما الله به عليم! ويصعب التحكم فيه خصوصاً من مشاهديه الأطفال!

وقد حداني لكتابة هذا المقال بعض السنابات التي تعرض محتوى جيدًا ومفيدًا قد يختصر مسافات التعلم على الكثير إن قضى الوقت في مشاهدته، وأيما فائدة سيجدها في هذا من خلال عرض تجارب الآخرين والمعلومات القيمة.

في سنابي على سبيل المثال والذي أعرض فيه قصصًا وشخصيات ملهمة بأسلوب بسيط ودورات تحفيزية ومعلومات أفادتني أولاً وأحببت أن أنقلها من خلال منصتي في السناب، أستغرب جدًا أن المتفاعلين ومن يهتمون بتطوير أنفسهم في مراحل حياتهم قلة!

وأتساءل هل البيئة وخلفية الشخص هي التي كونت لديه معتقدًا ينص على أن متابعته ومشاهدته لكل ما هو مفيد ليس إلا مضيعة للوقت ومدعاة للملل؟! أم أن مشاهدة المحتويات الجوفاء هي ثقافة تميز بها الأغلبية من باب الفضول أو رغبه في امتهان حياة البحث والتقصي عن خصوصيات البشر التي أصبحت فاكهة جاهزة للعرض في كثير من محتويات السناب!

رسالتي لك عزيزي القارئ: قد تصنع ثروة فكرية تستطيع بها مناقشة أكبر المفكرين والمثقفين إن أحسنت اختيار من تتابع في السناب شات، القرار بيدك وأنت من يصنعه إن أردت فعلاً أن تجعل من الفراغ يوماً وسيلة ترتقي من خلالها في ركب الناجحين والمتميزين، وأن تجعل من هذه الوسيلة(السناب) جبلاً للصعود لا طبلة جوفاء تضرب عليها وتجيبك بالصدى!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org