"تراحم مكة "وقصة أربعة سجناء.. من محكومية الـ 15 عاماً إلى مناصب إدارية

"الكناني" لـ"سبق": يحملون مؤهلات وقادرون على التأثير في المجتمع من حولهم
"تراحم مكة "وقصة أربعة سجناء.. من محكومية الـ 15 عاماً إلى مناصب إدارية

"السجن ليس النهاية"، بهذه العبارة بدأ 4 سجناء بمكة المكرمة، سرد قصتهم وتحول حياتهم؛من خلف القضبان لسنوات طويلة، مستفيدين مما تقدمه لهم اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم"، ليصبحوا أعضاء وركائز المجتمع المؤثرين.
محكومون بالسجن
وتعود تفاصيل القصة كاملةً، كما حصلت عليها "سبق" خلال جولتها الميدانية لـ"تراحم مكة": استطاع أربعة أشخاص ممن يشغلون مناصب إدارية في ذات اللجنة في فرعها بمكة المكرمة -فضلوا عدم ذكر أسمائهم- وكانوا محكومين بالسجن من خمس إلى عشر سنوات إلى الاستفادة من الخدمات والدعم سواء المادي أو المعنوي الذي تقدمه اللجنة في إطار رسالتها السامية نحو السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في تغيير واقع حياتهم للأفضل.

وظائف حساسة
وقالوا: إن السجن ليس النهاية، وليس نهاية المطاف كما يظن البعض، بل قد يكون تصحيحاً للطريق نحو مستقبل مشرق، يملؤه التفاءل بعيداً عن نظرة المجتمع السلبية تجاه السجين، والتي لا تزال موجودة، على الرغم من أن النماذج كثيرة في تحول الكثير من السجناء إلى الأفضل.
وأضافوا أن اللجنة لم تتوقف عن دعم أسرهم في ظل غيابهم، بل امتد لأبعد من ذلك، حينما أتاحت لهم الفرصة لشغل وظائف حساسة في اللجنة، ليكونوا أكثر فعالية، لا سيما وأنهم يحملون شهادات تؤهلهم لتولي مثل هذه المهام، وتعينهم على تلمس احتياجات السجناء وأسرهم من واقع خبرة عايشوها واكتسبوها طيلة فترة وجودهم خلف القضبان.
737 أسرة مستفيدة
من جانبه، كشف رئيس مجلس إدارة اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" بمكة المكرمة، يحيى بن عطية الكناني لـ"سبق" عن أعداد الأسر المستفيدة من اللجنة في فرعها بمكة، وعما تقدمه من رعاية بمفهومها الشامل نحو السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، حيث قال: "يبلغ عدد الأسر المستفيدة من اللجنة حتى الآن 737 أسرة في العاصمة المقدسة، يُقدم لها كامل الرعاية سواء كانت اجتماعية أو مادية أو صحية، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لانتشالهم والتخفيف عنهم من أثر سجن عائلهم وما قد يترتب عليه من آثار سلبية وسلوكية لا سمح الله".
دوارات تدريبية
وأضاف: هناك دورات تدريبية تخضع لها الأسر من أبناء وبنات ممن يهتمون بالحاسب الآلي أو الخياطة وغيرها من الدورات التدريبية المتاحة بشكل دوري، حيث استفاد منها أعداد كبيرة، وتم دعمهم بعد اجتياز الدورات، بشكل استطاعوا فيه الحصول على فرص للتسويق والاستفادة مما تلقوه من تدريب وتأهيل من اللجنة في سوق العمل، وهو ما ساهم في اكتفائهم ذاتياً بعيداً عما يُقدم لهم.
مسؤولية اجتماعية
وتابع "الكناني": بخصوص الموظفين الأربعة في اللجنة، تعود قصتهم حينما كانوا من ضمن السجناء، قبل سنوات، إذ حرصت اللجنة من خلال رسالتها السامية على تقديم كامل الدعم بشتى أنواعه لهم ولأسرهم، وعند انتهاء محكوميتهم تم استقطابهم وفق اختبارات أعدت لذلك لكونهم يحملون مؤهلات، وقادرين على التأثير في المجتمع من حولهم.
وأردف: تأتي تلك البادرة في إطار مسؤولية اللجنة نحو الوطن وأبنائه، وفق ما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- في الاهتمام والعناية والرعاية بكل السجناء، من خلال الدورات التثقيفية والحملات التوعوية والدعم اللامحدود بشتى أنواعه، في سبيل توجيههم إلى الطريق الصحيح.
مشيراً إلى أن اللجنة تعقد اجتماعات دورية مع ممثلي الجهات ذات العلاقة؛ لبحث ما يمكن تقديمه لهذه الفئة وهي تزيد على 20 جهة حكومية وأهلية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org