مشروع إعادة تأهيل أطفال اليمن.. أهداف إنسانية ابتعدت عن التجاذبات العسكرية

يشرف عليه ويموّله مركز الملك سلمان على عدة مراحل ويشمل محافظات عدة
مشروع إعادة تأهيل أطفال اليمن.. أهداف إنسانية ابتعدت عن التجاذبات العسكرية

تجنّبت فكرة مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن -والذي يشرف عليه مركز الملك سلمان- التجاذبات السياسية والعسكرية لتحقيق الهدف الذي أطلق من أجله، وهو إعادة تأهيل هذه الفئة وحمايتهم بعيداً عن أي اعتبارات للجهة التي قامت بتجنيدهم أو اعتبارات أخرى، في مدة أربعة أشهر كمرحلة أولى.

أهداف المشروع

وبدأ تنفيذ المشروع بتمويل ورعاية وإشراف كامل من قِبَل مركز الملك سلمان، وعبر الشريك المحلي المنفذ مؤسسة "وثاق" للتوجه المدني.

ويهدف المشروع في مرحلته إلى إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين من الحرب في اليمن نفسياً وتربوياً وتعليمياً بصورة تدمجهم بالمجتمع، وتُلحقهم بالمدارس التي تركوها أثناء الزج بهم في الحرب أو النزوح منها.

كما يهدف إلى توعية المجتمع وأولياء أمور الأطفال بمخاطر تجنيد الأطفال والمسؤولية القانونية على من يُسهم في تجنيدهم والآثار المترتبة على الطفل والأسرة والمجتمع.

دورات تأهيلية

وتقوم فكرة المشروع على إعادة تأهيل عدد من الأطفال ممن تم تجنيدهم أو ممن تأثروا بالحرب، وإعادة دمجهم في المجتمع، واكتشاف مواهبهم، وتوعية أولياء أمور الأطفال بمخاطر تجنيد الأطفال عبر إقامة عدة فعاليات تتمثل في دورات تأهيلية للأطفال في كل محافظة لمدة "شهر"، يخضع فيها الطفل لتأهيل نفسي عبر مختصين اجتماعيين، إضافة إلى تدريبات توعوية لتنمية قدراتهم، واكتشاف مواهبهم وتنميتها، كما يتم تنظيم فعاليات رياضية للأطفال الخاضعين للتدريب ودمجهم بأطفال طبيعيين، وتنظيم رحلات ترفيهية مشتركة؛ بهدف دمجهم في المجتمع مع نظرائهم.

ويتم أثناء الدورة التأهيلية، تنظيمُ دورة توعوية لأولياء أمور الأطفال لنشر ثقافة حقوق الطفل وكيفية حمايتها، والتعريف بجريمة تجنيد الأطفال، والمخاطر التي قد يتعرض لها الطفل أثناء التجنيد أو النزوح، كما يتم إلحاق الأطفال المنقطعين عن الدراسة بمدارسهم وتوفير مستلزمات الدراسة لهم.

وسيخضع الأطفال لبرنامج متابعة يمتد أربعة أشهر بعد الانتهاء من الدورة، يشارك في مركز الملك سلمان عبر الشريك المحلي المنفذ مؤسسة "وثاق" للتوجه المدني، وأسرة الطفل، وإدارة المدرسة؛ حيث يتم عبر هذا البرنامج متابعة الطفل وتطورات حالته ووضعه في المدرسة ومستواه الدراسي.

وفق معايير عالمية

يشار إلى أنه تم إعداد وتنفيذ المشروع وفق المعايير العالمية لإعادة تأهيل الأطفال المجندين، وقد تم ذلك عبر أكاديميين من ذوي الاختصاص في المجال النفسي والاجتماعي، ومراعاة للوضع الخاص بالأطفال المجندين، وحتى لا تفوت عليهم الدراسة في المناهج أثناء الدورات التدريبية تم توفير مدرسين مختصين، وبالتنسيق مع مكاتب التربية والتعليم في المحافظات المستهدفة يقومون بتدريس الأطفال المواد الدراسية التي يدرسها قرنائهم في المدارس الحكومية؛ من أجل التسهيل على الأطفال الالتحاق بالمدارس بعد الدورة.

دراسة تحليلية واقعية

ويُعد هذا المشروع، المشروعَ الأولَ الذي يهتم بإعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن، وبطريقة تأهيل مستمرة لمدة شهر عبر برنامج تأهيلي مكثف للأطفال وأولياء أمورهم، كما سيكون من مخرجات المشروع دراسةٌ تحليليةٌ واقعيةٌ تدرس أسباب تجنيد الأطفال من وجهة نظر الطفل والأسرة والمجتمع، وأيضاً الجهة التي قامت بتجنيد الأطفال، وسبل معالجة هذه الظاهرة، وتكون هذه الدراسة على أساس علمي لمواجهة عملية تجنيد الأطفال وإعادة تأهيلهم في جميع محافظات اليمن.

على مراحل متعددة

ومن جانب التنسيق مع القسم الإغاثي في مركز الملك سلمان؛ تم توزيع سلال غذائية على أسر الأطفال المجندين كجزء من الحل لظاهرة تجنيد الأطفال؛ حيث اتضح أن كثيراً من الأسر تزج بالأطفال في التجنيد بحثاً عن الراتب لتغطية تكاليف المصاريف.

وكانت المرحلة الأولى للمشروع قد استهدفت أربع محافظات وهي: (مأرب، الجوف، تعز، عمران) والمرحلة الثانية تَضَمّنت خمس محافظات: (مأرب، الجوف، تعز، صنعاء، عمران)، وسيتم في هذه المرحلة إعاده تأهيل الفتيات المتأثرات في الحرب.

ويستفيد من هذا المشروع 2000 مستفيد، ما بين أطفال مجندين وأولياء أمورهم وأفراد الأسرة؛ حيث يتلقى الآن 20 طفلاً في مأرب، إضافة إلى 20 آخرين من المتأثرين بالحرب في تعز.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org