صحيفة إيرانية: نفوذنا ينهار في العراق بسبب هذا الرجل.. هتافات مناوئة ومستقبل قاتم

"واشنطن بوست": إنها أزمة حقيقية.. والمتظاهرون رفعوا شعارات مناهضة لطهران
صحيفة إيرانية: نفوذنا ينهار في العراق بسبب هذا الرجل.. هتافات مناوئة ومستقبل قاتم

كشفت مصادر إعلامية وسياسية عراقية عن انتشار كثيف لمليشيات الحشد الشعبي والفصائل المدعومة من إيران في جنوب العراق للسيطرة على الاحتجاجات الضخمة التي اندلعت في جنوب البلاد.

وتحدث ناشطون عن حملة اعتقالات تنفذها كتائب إيرانية بلباس مدني ضد المحتجين، وهو الأمر الذي أسهم في انخفاض مستوى الاحتجاجات ضد الحكومة العراقية والأحزاب الموالية لإيران.

المليشيات الإيرانية

واستخدمت المليشيات الإيرانية سلاح الترويع والترهيب، وقتلت أحد الأطباء العراقيين الشرفاء في البصرة؛ بسبب تعهّده بعلاج المحتجين الذين يتعرضون لإصابات في التظاهرات؛ وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة "بغداد بوست" العراقية.

وكانت "واشنطن بوست" قد أكدت في تقرير لها أن الاحتجاجات التي اندلعت في جنوب العراق كانت بسبب تردي الخدمات، وانهيار القطاع الكهربائي وانقطاع المياه عن المحافظات الجنوبية.

هتافات ضد إيران

وأشارت إلى أن المحتجين أضرموا النيران في مقارّ الأحزاب المدعومة إيرانياً كما هتف المحتجون بهتافات مناوئة ضد إيران، وهو ما وصفته الصحيفة بالتطور اللافت، ورسمت الصحيفة في تقريرها مستقبلاً قاتماً للأوضاع في العراق، حيث ما زال تنظيم "داعش" ينشط في بعض المحافظات والانتخابات العراقية عززت انقسام النخب بعد التشكيك في مصداقيتها، بينما انتهت فترة صلاحية البرلمان والحكومة، كما هناك انهيار واضح للخدمات على مستوى العراق، واعترفت الصحيفة بأن المواطن العراقي بات ناقماً على الكتل السياسية التي يعتبرها سبباً في تدهور البلاد.

منابع النفط

إلى ذلك حذر مراقبون بأن إيران قد تستغل حالة الفوضى السائدة في جنوب العراق، وتعمد إلى السيطرة على منابع النفط في الجنوب، والتي تصدر ما يقارب ٤ ملايين برميل عبر أذرعها المليشياوية التي تنتشر فعلياً هناك، وهو هدف لطالما سعت إيران إلى تحقيقه، خصوصاً بعد الضغوط الدولية على إيران، وتوقف معظم الأسواق عن شراء النفط الإيراني، وهو ما تحاول إيران تعويضه بالحصول على مصادر تمويل جديدة، أو قد تعرقل إنتاج النفط العراقي؛ من أجل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وإيقاف مخطط عزل النفط الإيراني عن الأسواق.

استياء شعبي

ولا تبدو إيران بأحسن حال من الأحزاب المدعومة منها في العراق، فقد اعترفت صحيفة "اعتماد" الإيرانية بأن النفوذ الإيراني وصل إلى نهايته في العراق، وبحسب التقرير الذي نشره المعهد الدولي للدراسات الإيرانية أكدت فيه تغير نظرة المواطن العراقي إلى إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن الرأي العامّ العراقي ينظر بسلبية إلى الدور الذي تلعبه إيران في العراق، وتعزو ذلك إلى عدة أسباب.

وتضيف: "إذا ذهبنا اليوم إلى جنوب العراق، وسألنا سكان هذه المنطقة عن إيران، فكثيرون منهم سوف يبدون استياءهم، وسيقولون إن إيران تتدخّل في شؤون العراق".

شعارات مناهضة

وخلال الأيام الأخيرة، وبالتزامن مع اشتداد الاحتجاجات الشعبية في جنوب العراق تتحدث وسائل الإعلام العراقية عن إطلاق الشعارات وإظهار المشاعر المناهضة لإيران بين أبناء المناطق الجنوبية الذين غالبيتهم من الشيعة، لكن ما الذي حدث بحيث تغيرت نظرة العراقيين إلى إيران؟

ويشير التقرير في معرض حديثه عن العلاقات بين إيران والعراق إلى أن العراق منطقة نفوذ تاريخية لإيران، وتؤكّد نفوذ التيَّارات السياسية والعسكرية في هذه الدولة، أما بخصوص تراجع أداء إيران في العراق، وتغيّر نظرة العراقيين إلى إيران فتقول: "لم تتمكّن إيران من استغلال علاقاتها مع العراق بشكل جيد بعد مارس 2003، وأدَّى هذا إلى أن نشاهد اليوم انتشار الشائعات والأفكار المناهضة لإيران بين العراقيين، وقد يكون السبب الأساسي هو عدم التنسيق وانعدام الاستراتيجية الموحّدة بين المسؤولين الإيرانيّين المعنيين بالشأن العراقي وبشكل محدَّد لا وجود للتنسيق مثلاً بين سياسات جهاز السياسة الخارجية في الحكومة مع القوات الإيرانيَّة خارج الحدود مثل فيلق القدس وغير ذلك من المؤسَّسات مثل قناة "العالَم" الناطقة بالعربية وغيرها من وسائل الإعلام".

سياسات خاطئة

ومن الأسباب الأخرى التي تشير إليها الصحيفة توقف كثير من مشروعات البنية التحتية التي بدأتها إيران في العراق، وفي المقابل النجاح الاقتصادي الذي حقَّقته بعض الدول في العراق مثل تركيا والصين، وتضيف: لقد أدَّى تَخلّف إيران عن منافسة الدول الأخرى في تأمين مصالح ومطالب الشعب العراقي إلى أن تتغير نظرة هذا الشعب إلى إيران، فالدول المنافسة لإيران تسعى لتقوية حضورها في جنوب العراق، وفي مركزه من خلال المشروعات الاجتماعية والصحية والعلاجية وتطوير المراكز التعليمية والجامعات".

أما العامل السياسي الذي لعب دوراً كبيراً في تشويه صورة إيران أمام الرأي العام العراقي فهو نوري المالكي، وتضيف: "لقد التصق اسم نوري المالكي بإيران، وقد سجّلت سياساته الخاطئة أيضاً باسم إيران".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org