بالصور.. "سبق" تزور قصر "تاج محل" وتكشف أسرار أعجوبة العالم السابعة

بناه إمبراطور الهند وفاءً لزوجته واستغرق إنشاؤه 22 عاماً.. ومهدد حالياً بالانهيار
بالصور.. "سبق" تزور قصر "تاج محل" وتكشف أسرار أعجوبة العالم السابعة
- أجمل القصور في العالم يتميز بتصميم معماري يتوهج عند إطلالة الشمس فجراً ويتألق في المغيب.
- "تاج محل" مدينة تضم المساجد والقصور والحدائق والنوافير والمقابر الملكية والغرف المزخرفة بالآيات القرآنية.
- هذه حكاية الرخام الأبيض وضوء ليلة البدر المكتمل والمساجد المتقابلة و"بحيرة الكوثر" والقِباب.
- زهور القصر تظهر عند الفجر بلون وردي وفي الظهيرة بالأبيض الناصع وتتحول للرمادي في المساء.
- زواره أكثر من 5 ملايين زائر سنوياً معظمهم من السياح الأجانب.
 
خالد خليل- سبق- مدينة أجرا "الهند"، (تصوير/ عبدالملك سرور): قصر "تاج محل" في مدينة أجرا الهندية هو حكاية من حكايات المحبة، ورمز الوفاء بين الإمبراطور "شاه جهان" الذي هام في حب زوجته "ممتاز محل"، وتعلق بها؛ ولكن خطفها منه الموت فجأة؛ فحزن عليها كثيراً، وأنشأ "تاج محل" رمزاً للحب الخالد الذي أشعل المشاعر، وأعاد كتابة القصص الإنسانية لتبقى ذكرى زوجته عبر التاريخ.
 
دمعة على خد الخلود
زارت "سبق" مدينة "أجرا" ضمن جولتها في الهند، ورصدت بالصور أسرار قصر "تاج محل"، أحد أجمل القصور في العالم، وأعجوبة من عجائب الدنيا السبع، الذي يتميز بتصميم معماري خلاب يتوهج عند إطلالة الشمس فجراً، ويتألق أكثر حين المغيب. والذي قال عنه الشاعر الهندي ذائع الصيت "طاغور": إنه "دمعة على خد الخلود"، ويُعرف أن هذا القصر المهيب الذي بني على مكان مرتفع تكريماً لزوجة الإمبراطور لكي تطل من قبرها على الشعب والإمبراطورية.
 
رحلة الاستكشاف
وتبدأ رحلة "سبق" لاستكشاف هذا القصر الأعجوبة الذي تتجاوز مساحته 4 كم2 بشراء تذكرة بقيمة 750 روبية للأجنبي (في حدود 43 ريالاً سعودياً)، و50 روبية للمواطن الهندي، والوقوف وسط زحام شديد، وسياح أتوا من مختلف الجنسيات، ويكون الدخول أولاً عبر بوابة المهندس الأعظم، وهي أول بوابة بناها المهندس عيسى شيرازي الذي صمم القصر ومحيطه، طوال عامين، وراجعه الإمبراطور أكثر من 100 مرة، وعدل عليه 40 مرة، ثم دلف لغرفة واسعة؛ فبوابة أكبر يسميها الهنود بوابة المعجزات؛ لجمال النقوش وروعتها، وكأن مَن رسمها وبناها مخلوقات أخرى غير بشرية.. بعدها يظهر "تاج محل" بهيبته، وفخامة البناء، ودقته كمعجزة عمرانية جمالية تحيط به حدائق ملونة جميلة شاسعة، ونوافير مياه رقيقة التصميم.
 
مدينة متكاملة ورخام أبيض
ولكي تصل للقصر الذي يتوسط المكان تسير بعد تجاوز بوابة المعجزات لمدة 25 دقيقة، وسط مدينة متكاملة تضم المساجد، والقصور المتعددة، والحدائق، والنوافير، والمطابخ الملكية، والمقابر.. وما يلفت الأنظار وجود قصرين صغيرين متماثلين بدقة متناهية يشبهان القصر الكبير "تاج محل" يقعان على جانبيه، وعلى يمين البوابة الكبرى المزدحمة يوجد متحف مدينة "تاج محل" الرائعة، وبه مخطوطات قديمة، ووثائق، وأسرار لا يعلمها الكثيرون عن هذا القصر الأعجوبة.
 
ويضم القصر من الداخل غرفاً مزينة بأروع الزخارف والنقوش، وقد تم اختيار الرخام الأبيض لبناء "تاج محل" من الداخل والخارج؛ لأن زوجة الإمبراطور كانت تفضل هذا اللون، بالإضافة إلى أن الإمبراطور كان يريد للرخام أن يعكس ضوء القمر، وأشعة الشمس خاصة أوقات الفجر والظهيرة والغروب وعند المساء. وما يلفت الأنظار أنه في ليلة اكتمال البدر يضيء القصر الكبير بسبب انعكاس ضوء القمر، وكأنه يشع نوراً. وقد أمر الإمبراطور المهندسين بأن تكون المدينة متماثلة في كل شيء؛ لذا بني مسجدين عن اليمين وعن اليسار، وصُممت النوافير الأمامية والخلفية أمام البوابة الرئيسة، ورسمت النقوش ثنائية غير مكررة، والقباب المتعددة، ومن عجائب هذا المبنى أيضاً بناؤه على خاصية النظير التام؛ فكل جزء من نقش أو قبة أو مئذنة على اليمين يوجد لها نظيرها المماثل على اليسار.
 
بحيرة الكوثر وحدائق ملونة
وبمقاييس هندسية غاية في الدقة، وُضعت بحيرة الورود "بحر الكوثر" -تيمناً بنهر الكوثر بالجنة- أمام قصر "تاج محل"؛ بحيث تنعكس صورة القصر على الماء؛ أسوة بعرش سيدنا سليمان عليه السلام. كذلك تتغير ألوان حدائق "تاج محل" بتغير زاوية الضوء من الشمس اليومية، أو خلال فصول العام؛ فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي، وفي الظهيرة بلون أبيض ناصع، ثم تتحول إلى اللون الرمادي قبل الغروب.
 
المساجد
وما يلفت الأنظار وجود مبنيين متساويين تماماً يحيطان بالقصر، وكل واحد منهما مقسم إلى قسمين (مسجد، وقصر)، ويسميان مسجد، وقصر اللؤلؤة، وقبلته تتجه للشرق وعن اليمين مسجد، وقصر الضيافة، وقبلته تتجه نحو الغرب؛ بمعنى أن القبلتين متقابلتين وهذا من أغرب ما وجدناه. إضافة إلى أن المبنى الرئيس يضم 50 بئراً مطعّمة بالخشب من البنجاب، وهو مميز بقوته، وتحمله إذا وضع في الماء.. ومع جفاف نهر "جامنا" المجاور للقصر يحدق الخطر بقصر "تاج محل"، والخوف من انهياره بسبب التلوث المحيط به، والذي أعلن دخوله الحماية الأممية كتراث عالمي في عام 1983م. وبهذا انتهت زيارتنا إلى أعظم بناء في الـ500 عام الماضية، وقصة جديدة من قصص الهند الغريبة التي لا تصدق!!
 
أرقام "تاج محل"
بقي القول أن الأرقام تشير إلى أنه قد ساهم في بناء هذه التحفة المعمارية 20 ألف عامل من مختلف أنحاء الهند، و500 نحّات من بخارى، و150 خطاطاً عربياً من سوريا، وبلاد فارس، و2000 فني زخرفة، وتطعيم أحجار من جنوب الهند، و1500 حجار من بلوشستان، واستمر العمل 22 عاماً لإتمام البناء، ورمزوا لتلك السنوات بعدد 22 قبة تزن جميعاً 26 ألف طن من المرمر. وكُتبت 16 سورة من القرآن الكريم على الجدران من أول البوابات حتى الأسوار الخلفية بجوار نهر "جامنا"، وتوجد لوحة تذكر أن هناك 1000 فيل قاموا بنقل أحجار البناء. ويزور "تاج محل" يومياً أيام الشتاء 22 ألف سائح، وفي الصيف يتقلص العدد إلى 6 آلاف بمتوسط سنوي 5 ملايين زائر؛ منهم مليون من السياح الأجانب غير الهنود.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org