"الركف" يكشف لـ"سبق" تفاصيل بحث السنوات الثماني.. وأسرار علم الدماغ وعلاقته بالأرقام.. والسعودي خبير المركبات الفضائية في "ناسا"

تحدَّث عن مشروع "كود الأمير محمد بن سلمان لامتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية".. وأسباب فشل السعوديين في الرياضيات
"الركف" يكشف لـ"سبق" تفاصيل بحث السنوات الثماني.. وأسرار علم الدماغ وعلاقته بالأرقام.. والسعودي خبير المركبات الفضائية في "ناسا"

- تطورات التكنولوجيا الحالية أسرع من تعلمها.. وهذا ما قصده محمد بن سلمان بـ"الحالمين المبدعين"

- تدبَّرتُ الآية الكريمة { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا} فأدركت أن كل شيء في الوجود محصى ومعدود

- "الأتمتة" والتحوُّل الرقمي في الأعمال والمهن لن يستوليا على وظائف السعوديين

- ترتيب السعودية في دول العشرين سيكون الأول.. وأقترح تبنى "مسك" مبادرات "نيوم" الإبداعية

- الإنفاق العالمي على التكنولوجيا يتعدى 15 تريليون دولار.. والمستقبل مرعبٌ جدًّا

- المخترعون السعوديون ثروة وطنية لا بد من فتح مكاتب لهم في كل مدرسة وجامعة وشركة ووزارة

- في الدولة 3 موارد لا تنضب: العقول المنتجة والإرادة الوطنية القوية والقيادة الحكيمة المستشرفة للمستقبل

- أطالب بحصة أسبوعية في المدارس لكي يسأل الطلبة أي سؤال يدور في أذهانهم

- بلادنا ستأخذ نصيب الأسد من امتلاك التكنولوجيا القادمة وستكون منصة ريادية في إنتاج الاستراتيجية

- عقود مليارات الدولارات التي وقَّعتها السعودية ستجلب الشركات العالمية وستخلق وظائف للشباب والشابات

أجرى الحوار: شقران الرشيدي-سبق-الرياض (تصوير: وليد النغيثر): يقول الدكتور علي بن محمد الركف، الباحث في التكنولوجيا الحديثة مؤسس مشروع "كود الأمير محمد بن سلمان لامتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية: "امتلاك السعودية التكنولوجيا الاستراتيجية، بوصفها موردًا استراتيجيًّا بديلاً، يضمن بقاءها في الريادة في ظل الأحداث الاقتصادية المتسارعة".

موضحًا في حواره مع "سبق" أن "الأتمتة" والتحوُّل الرقمي في الأعمال والمهن لن يستوليا على وظائف السعوديين، بل سوف يعطيانهم مزيدًا من المعرفة من خلال التعامل المباشر وغير المباشر معهما.

ويرى أن مستقبل التكنولوجيا القادم سيكون واعدًا جدًّا ومرعبًا في الوقت نفسه؛ لأننا سنرى تحالفات دولية لإحداث تكاملات تكنولوجية في المجالات كافة، وعلى جميع الأصعدة؛ فالإنفاق العالمي على التكنولوجيا القادمة سيتعدى 15 تريليون دولار، وهو أعلى من إنتاج العالم كافة من النفط والتعاملات المالية.

مطالبًا بأن يحظى المخترع السعودي بالاهتمام بوصفه ثروة من ثروات البلد؛ لذا يجب التعامل معه بحساسية كبيرة، ودعمه من جميع النواحي، وتخصيص مكاتب في كل مدرسة وجامعة وشركة ووزارة للمخترعين.

وتناول الحوار العديد من المحاور المهمة.. فإلى التفاصيل:

** يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "مدينة نيوم هي موقع ومكان الحالمين الذين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم". والسؤال: كيف يمكن للمهتمين والراغبين في هذا الجانب تجسيد أحلامهم في "نيوم"؟

أولاً: يجب تعريف المعنى العميق لكلمة مهندس التنمية والاقتصاد السعودي الحديث، الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -: "الحالمون فقط الذين يريدون خلق شيء جديد في العالم بأسره". فيجب أن يكون حلمهم بدون حدود زمنية ولا مكانية، وقابلاً للتطبيق على أرض الواقع.. والأهم من ذلك يجب أن يكون التطبيق قابلاً للتطور المستمر؛ فالتقادم المتسارع للتكنولوجيا أصبح أسرع من تعلمها. ومعنى الحالمين المبدعين هم الذين يريدون خلق منظور إبداعي جديد، يشمل جانبًا أو جوانب عدة من الحياة البشرية.. فسقف الإبداع البشري لا ينتهي عند نقطة معينة. وأقترح أن تؤسَّس جهة، تتبنى مبادرات "نيوم" السعودية والعالمية الإبداعية الخلاقة، أو أن تتولاها مؤسسة مسك الخيرية.

** تضع عبارة فلسفية على حسابك في "تويتر" تقول: "المهارة تصيب هدفًا لا يمكن لأحد أن يصيبه، أما العبقرية فتصيب هدفًا لا يمكن لأحد أن يراه". والسؤال: كيف يمكن أن نجمع المهارة والعبقرية في رأس واحد؟

سؤالك عبقري جدًّا. بالفعل لا يوجد للعبقرية شكل أو مهنة أو هوية.. بل هي ميزة، وضعها الله - عز وجل – للجميع، وأعني جميع البشر؛ فكونك إنسانًا فأنت عبقري. ولا يكون الشخص عبقريًّا إلا عندما يكتشف عبقريته بنفسه، وأمر اكتشافها أو الحد منها أو إهمالها متروك له وحده. كما أن للعبقرية أوجهًا عديدة ومختلفة، تظهر ملامحها بشكل بسيط - إذا لم يكتشفها - على جانب من جوانب حياته العملية أو العلمية أو الاجتماعية.. على شكل إبداع وتميز. أما المهارة فتأتي بالممارسة والإتقان للجانب الذي يظهر فيه الإبداع والتميز. ومن هنا يمكنني أن أجاوب عن سؤالك أخي الفاضل بالآتي: تجتمع العبقرية بالمهارة في رأس من يتعرف على الأولى، ويلتزم بالثانية.

** لك مبادرة باسم "كود محمد بن سلمان لامتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية". حدثنا عن أهم محاورها وأبعادها.. وبماذا تمتاز؟ وهل لها هوية سعودية خاصة؟

عندما كنت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2006م بالتحديد كان يراودني تساؤلان مهمان: الأول: ما حال بلادي السعودية بعد حقبة النفط؟ والثاني: ما مقدرة السعودية على امتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية بوصفها موردًا بديلاً استراتيجيًّا، يضمن بقاءها في الريادة في ظل الأحداث الاقتصادية المتسارعة التي تشكل هوية العصر الحديث، والمسماة بعصر الإدراك، وهو العصر الذي يعتمد على الذكاء الإبداعي في رسم الخارطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعالم بأسره؟.. ومن هنا بدأت فكرة البحث العلمي بيني وبين الدكتور نيوتن هاورد، خبير أبحاث حساب الدماغ في جامعة إم أي تي وأكسفورد. ولا أخفى مدى تقديري له بوصفه شخصًا محبًّا جدًّا للمملكة العربية السعودية. وتكمن فكرة البحث في تخيل السعودية عقلاً بشريًّا، خلاياه الدماغية عبارة عن المنصات الحسابية، والمعادلات الموجودة في مشروع كود، إضافة إلى البنية التحتية القوية للسعودية، التي تخيلتها عبارة عن خلايا دماغية متجددة ومتفاعلة مع بعضها، ومتكاملة مع منصات مشروع كود. والهدف منه هو الوصول إلى الإدراك التكنولوجي العالمي لكي نكون قادرين على تتبُّع وتحليل وتنميط جميع أشكال وأنواع التكنولوجيا الاستراتيجية، وامتلاكها، وتطويرها، إضافة إلى معرفة مستقبلها، ومدى سرعة التقادم. كما يشمل المشروع حساب القيمة التكنولوجية المضافة لأي مدخلات تكنولوجية. واستمر البحث لمدة 8 سنوات إلى أن أحدث تفاعلاً دوليًّا - ولله الحمد -. وهنا أشكر الدكتور السعودي نصر عبد الحميد الصحاف، خبير مركبات الفضاء في وكالة ناسا، على مشاركته الفعّالة، وتوضيحه بتباهٍ كبير مقدرة بلاده السعودية على امتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية. والشكر لكل من تفاءل من بعيد أو قريب، وأخص الزميل المستشار خالد الحارثي على جهوده الكبيرة. أما أهم محاور تلك المبادرة فهو تحليل التدفق التكنولوجي المحلي والدولي الحالي والمستقبلي، وتفكيكها إلى صياغة تكاملية، تقود إلى الخروج بتكنولوجيا استراتيجية سعودية متقدمة وعالية التعقيد - بإذن الله -. وعندما شاهدت رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز 2030م، التي تسعى إلى تحقيق امتلاك السعودية التكنولوجيا الاستراتيجية في ظل الاقتصاد المعرفي، ومدى تحقيق الريادة المرجوة للوطن الغالي، وكلمة سموه الكريم التي قالها لتبيين الفرق بين الرؤية بحد ذاتها وبينه بوصفه أحد أبناء هذا الوطن، عندما قال: "أنا من دون أبناء الوطن ولا شيء".. أدركتُ أنني بوصفي مواطنًا سعوديًّا أشكِّل لبنة من لبنات تلك الرؤية التي حددت الدور الريادي للمواطن السعودي؛ فتشرفت بتسمية المبادرة باسم "كود الأمير محمد بن سلمان لامتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية"، وأرجو أن تليق برؤية الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -. ولا أخفيك أنه ينتابني في كل مرة بعض الشعور بالإنجاز، لكنني أكرر سماع كلمة سموه التي تعبِّر عن ثقته بالسعوديين والسعوديات؛ فأدرك مجددًا أنني لم أقدم أي شيء يُذكر للوطن الغالي.

** ما ردُّك على مَن يرى أن "الأتمتة" والتحوُّل الرقمي في الأعمال والمهن سيستوليان على نسبة كبيرة من وظائف السعوديين؟

الواقع عكس ذلك تمامًا؛ فالأتمتة سوف تعطي للموظف السعودي مزيدًا من المعرفة من خلال التعامل المباشر وغير المباشر معها، وسوف تحقق مزيدًا من الوفرة في الوقت والجهد، وتفتح آفاقًا كبيرة للأعمال التي تحتاج إلى إبداع؛ فهي بحد ذاتها إثراء. وأنا أقدر هاجس البعض ممن يظن أن الأتمتة سوف تستولي على الوظائف التي تحتاج إلى عنصر بشري.. ولكن يعود هذا الهاجس إلى عدم إدراكه بمقدرته العقلية على الإبداع، التي تتعدى الأتمتة بحد ذاتها. فالأتمتة تأتي لتحل محل الوظائف التي لا تحتاج إلى إبداع بشري.

** لديك عدد من المشاريع البحثية التكنولوجية مع العديد من المؤسسات والجامعات الدولية.. ما هو أبرز تلك المشاريع حاليًا؟ وما الهدف منها؟

مشروع كود محمد بن سلمان لامتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية.

** تشهد السعودية حاليًا نهضة جديدة في مختلف محاور التنمية، فهل يرافق ذلك ثورة تقنية على مستوى يشمل التعليم والنقل والتجارة والصناعة والأمن والطب والدفاع؟

السعودية دولة ريادية، ولها ثقلها في العالم، وقد تفاعلت تفاعلاً رياديًّا وسبَّاقًا مع الثورات بجميع مراحلها الصناعية والمعلوماتية.. ونحن الآن في عصر يسمى بعصر الإدراك، وهو عصر جديد، ومختلف تمامًا من جميع المفاهيم والجوانب التكنولوجية، وعلى الأصعدة كافة.. وما يميزه أن دورة حياة التقنية فيه قصيرة جدًّا بالمقارنة مع التقنيات القديمة؛ وبالتالي تحتاج إلى خلق منصات تكنولوجية عالية السرعة في التحليل والاستنباط والتقييم والتطوير.. فنحن سنشهد ثورة تقنية داخل السعودية، سوف تجعل المفارقات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية الدولية تتشكل في غضون أيام وأسابيع، وليست بالسنوات، وذلك في المجالات كافة. فعلى قدر تلك السرعة التكنولوجية التي سوف تشهدها بلادنا يجب أن تكون هناك بالتوازي مسرعات الإدراك التكنولوجي، وإلا سوف يكون مستقبل التكنولوجيا لدينا ضبابيًّا؛ ما يؤدي إلى التأخر الإبداعي لدينا.

** ما سبب شغفك بالعلوم والتكنولوجيا في سن مبكرة؟ ولماذا اهتممت بدراسة الأعداد؟ وما علاقتها بعلم الدماغ؟

أنا أُعَدُّ واحدًا من ضمن الكثير من أبناء وطني الشغوفين بالتكنولوجيا، ولكني كنت معروفًا بكثرة التساؤلات حول طريقة عمل أي تقنية جديدة أكثر من كيفية استخدمها، وكيفية الاستفادة منها في مجالات أخرى في حالة تطويرها أو تكاملها مع تكنولوجيا أخرى. وقد اهتممتُ بدراسة علم الأعداد عندما اكتشفتُ أني أستطيع حفظ الأرقام المتسلسلة إلى 20 رقمًا تقريبًا، واستطاعتي أن أربط بينها. وزاد شغفي بالأعداد عندما تدبرت الآية الكريمة { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}. أدركت أن كل شيء في الوجود محصى ومعدود، وأن أساس الحضارات البشرية أتى من أول اكتشاف علَّمه الله للإنسان، وهو علم العدد.. وسر علاقته بالدماغ يكمن في التحليل النمطي لحسابات الدماغ التي تتجانس مع علم الأرقام بطريقة تبعث على الدهشة.

** تشير إحصائية حديثة إلى أن السعودية تنفق أكثر من 20 مليارًا سنويًّا على مشاريع التكنولوجيا.. هل هذا مؤشر إيجابي أم أن المطلوب الصرف أكثر؟

المقصود من ذلك تقنية البرمجيات، أو ما يسمى التكنولوجيا اللينة. وأنا أرى أن هذا المبلغ مناسب جدًّا، وأتمنى أن يكون من ضمنه للتطوير التقني أو المحافظة على القيمة التكنولوجية لما أنفق؛ لأن القيمة التكنولوجية المضافة سوف تنخفض بشكل سريع جدًّا؛ فمهما أنفت الدولة على التقنية سوف تنفق أكثر لمواجهة التقادم السريع.

** إلى أي مدى سيكون القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال له أثر مهم في تغيير خارطة الاقتصاد العالمي؟ وهل سيصبح بالإمكان اختزال المدة الزمنية إلى ساعات بعد أن كانت تستغرق عقودًا وسنوات في الإنجاز؟

مستقبل التكنولوجيا القادم سيكون واعدًا جدًّا ومرعبًا في الوقت نفسه؛ فسوف نرى تحالفات دولية لإحداث تكاملات تكنولوجية في المجالات كافة، وعلى جميع الأصعدة؛ فالإنفاق العالمي على التكنولوجيا القادمة سيتعدى 15 تريليون دولار، وهو أعلى من إنتاج العالم كافة من النفط والتعاملات المالية. ويكمن الرعب عند الدول التي لن تستوعب ما نحن مقبلون عليه مستقبلاً؛ لأن المفارقات بين الدول ستحدث في غضون أيام وأسابيع.. فكلما زادت السرعة في التطور زادت المفارقات بين الدول بشكل أسرع. وإن شاء لله سوف نأخذ نصيب الأسد من امتلاك التكنولوجيا القادمة، ونصبح منصة ريادية في إنتاج التكنولوجيا الاستراتيجية؛ فالأمير محمد بن سلمان لم يعتمد في رؤيته 2030 إلا على شباب الوطن، ونحن على قدر المسؤولية.

** هل جذب الاستثمارات وامتلاك التقنيات العلمية المتطورة بمنزلة أسلحة جديدة فعّالة، تستخدمها الدول في مجال الأمن القومي والغذائي والطاقة البديلة ومصادر المياه؟

في عصر الإدراك الذي نحن فيه الآن أصبح الإنسان هو المحور الأوحد المحرك للمجالات كافة، وهو السلاح الفعّال لتحقيق الأمن القومي والغذائي والطاقة البديلة ومصادر المياه أيضًا، بالرغم من أنها كلها من المصادر الطبيعية. وما يميزنا في السعودية أننا نتمتع بكل تلك المزايا، التي تعد واعدة للمستثمرين الأجانب، ليس لغرض الدخول للسوق السعودي بوصفهم مستثمرين فحسب بل شركاء استراتيجيين معنا في التقنية وتطويرها. وكما قال الأمير محمد بن سلمان، فإن المملكة العربية السعودية ستكون أرض الفرص للشركات العالمية المبدعة كافة.

** وكيف يمكن الاهتمام بالمخترعين ودعمهم وتوثيق براءات الاختراع وعلاماتهم التجارية ومؤلفاتهم في ظل تحديات الفضاء المفتوح؟

المخترع شخص يعد بحد ذاته ثروة من ثروات البلد، ويجب التعامل معه بحساسية كبيرة، ودعمه من جميع النواحي.. وما يميزه أنه ثروة حية، له احتياجات معنوية أكثر من احتياجاته المادية، بدون التقليل من أهمية الاحتياجات المادية. فمن وجهة نظري، يجب أن تُشكل جهة، تقوم بدعم المخترع من ناحية التبني، وتكون مرتبطة بجميع مراكز الأبحاث الداخلية والخارجية، أي تكون مركز أبحاث كبيرًا، يمنح براءات الابتكار، ويسوِّق لها تجاريًّا، ويمنح حقوق التأليف.. كما يتم تخصيص مكاتب في كل مدرسة وجامعة وشركة ووزارة، تهتم بالمخترعين، وتكون ذات صلة مع الجهة التي اقترحتها، كما تكون من ضمن مهامها تصنيف الاختراعات، وتقييمها، وإيجاد الطرق التكاملية مع براءات الاختراعات الأخرى، سواء المحلية أو العالمية، وتكون المشاركة في التقنية الناتجة بنسبة مساهمة براءات الاختراع المحلية إلى الدولية. وهناك اقتراح يتمثل في أن يتم الربط بين الشركات والمصانع والوزارات على أساس القيمة التكنولوجية المضافة للشركات المحلية أو المستثمر الأجنبي، أي يتم تقييم القيمة التكنولوجية للشركات، وترتفع تلك القيمة في حالة تبنيها براءات اختراع محلية، أو عن طريق تلك الجهة التي اقترحتها.

** مكانة السعودية، وضخامة اقتصادها، وكونها إحدى دول مجموعة العشرين، والأكبر إقليميًّا وعربيًّا.. ماذا يتطلب ذلك من المجتمع السعودي؟

الذي يتطلبه ذلك من المجتمع السعودي هو أن يُنظر إلى تلك المزايا التي حبانا بها الله على أنها فرص، وأدوات داعمة لتحقيق القوة المستدامة. وما أعنيه أن كل الموارد الطبيعية مهما بلغت ضخامتها فإنها سوف يأتي عليها يوم من الأيام إما تنضب فيه، أو يُستغنى عن استخدامها، ولكن الذي لا ينضب أبدًا في أي دولة ثلاثة موارد: العقول المنتجة، الإرادة الوطنية القوية والقيادة الحكيمة المستشرفة للمستقبل. وما أقوله وأعنيه هو أن الترتيب الحالي للسعودية في دول العشرين نريده أن يصبح الأول، وأن يستمر بقاؤها في الصدارة في ظل سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله -. وهذه ليست أمنية بل واجبًا وطنيًّا، وعهدًا مقطوعًا على كل سعودي وسعودية.

** وقَّعت السعودية عقودًا ضخمة بمليارات الدولارات لجلب الشركات العالمية العملاقة في مجالات التقنية.. ما انعكاس ذلك على المجتمع السعودي؟

تلك العقود الجبارة ستخلق فرص عمل واعدة للشباب والشابات، وخصوصًا فرص التعامل المباشر مع التكنولوجيا القادمة عبر الشركات المستثمرة، وتوطينها محليًّا، والمشاركة المعرفية والعلمية لتطويرها وإخراجها بهوية سعودية عالمية مشتركة.. كما أنها ستُحدث فارقًا كبيرًا في الخبرات التكنولوجية المحلية والعالمية. وهذا ما تتوجه إليه الدولة - حفظها الله -.

** ما أبرز التحديات التي تواجه مجتمعنا حاليًا؟

المجتمع السعودي - ولله الحمد - منفتح على كل جديد في عالم التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، ولكن هناك تحديات يجب ألا نغفلها، هي الإلمام التام بالمفاهيم الحقيقية للمساهمة الوطنية، وقلة احترام البعض أفكارهم الطموحة، والحيرة التي تنتاب من لديهم أفكار حول طريقة تطبيقها وكيفية بنائها.

** لماذا لا يحب الطلاب السعوديون الرياضيات؟

هذا السؤال مضحك ومؤلم في الوقت نفسه؛ لأن المشكلة تكمن في ثلاثة أطراف: الأول هو بعض المدرسين الذين يحتاجون لدروس توعوية عن مدى حساسية مادة الرياضيات، ومدى تأثيرها في الدول والشعوب، وأيضًا يحتاجون إلى تعلُّم الطرق التي تعد مثلى في تعليم الرياضيات. والطرف الثاني هو الطالب الذي لا يوجد لديه استعداد لتعلم المادة نظرًا لكونها - على حد فهمه - ليست شيقة، وغير قابلة للتطبيق. والطرف الثالث هو المنزل الذي يجب عليه تعريف أبنائه بعلم الرياضيات، ومدى أهميتها، وأنها ليست مادة فحسب، بل علمًا أساسيًّا، ومفتاحًا لكل العلوم المتقدمة. والأهم من ذلك ترك فرص لكل الطلبة لكل التساؤلات الرياضية والعلمية.. ولو تكون هناك حصة كل أسبوع، تُخصص فقط لكي يسأل الطالب أي سؤال يدور في ذهنه، لكان هذا مفيدًا جدًّا.. ويجب احترام هذا السؤال مهما كانت درجة سطحيته.. فقط نريد أن نجعل الطالب يسأل ليتعلم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org