تفاوت أسعار الدواء..!!

تفاوت أسعار الدواء..!!

الحيرة، والقلق، والتفكير، والتوتر.. أمور تصاحب المرض، وتسيطر على المريض؛ فتجده في أغلب الأحيان أسيرًا لبعضها إن لم تكن كلها..!!

ويختلف تأثير هذه العوامل من شخص إلى آخر، على حسب قوة الشخص، وإيمانه، وتوكله على الله عز وجل؛ فمنهم من تؤثر عليه سلبًا؛ فتزيد من آلامه آلامًا، ومنهم من يكون قويًّا، لا يستسلم لها، ويقاومها بإذن ربه.

تلك العوامل يتصامد الإنسان في مقاومتها بعد الاتكال على ربه، ولكن هناك عوامل أخرى يقف الإنسان أمامها حائرًا مندهشًا متسائلاً: هل يعقل أن يحدث هذا في بلد يعج بمؤسسات الرقابة، والمتابعة..؟!! أيعقل أن يصل جشع الناس وطمعهم إلى هذا الحد؟!! أيعقل أن يصل الجشع والطمع إلى الدواء؟!!

نعم، لقد وصل.. وهذه هي العوامل التي لا يمتلك المريض أمامها إلا الحيرة، والحسرة.. عوامل تتمثل في التلاعب في أسعار الدواء، وتفاوته من صيدلية إلى صيدلية..!!! فكثير من الأدوية تتفاوت أسعارها تفاوتًا كبيرًا بين الصيدليات، تفاوتًا قد يصل إلى أقل من الضعف بقليل..!!! فخذ على سبيل المثال لا الحصر أشرطة تحليل السكر؛ فإنك تجدها في بعض الصيدليات بخمسة وسبعين ريالاً، بينما تجدها في صيدليات أخرى قد تجاوزت المئة والعشرين. وبين هذين السعرين تتأرجح قيمتها من مكان إلى آخر..!!الله أكبر.. اختلاف يكاد يصل إلى الضعف..!! أيعقل هذا..؟!!! والمشكلة أن بعض المرضى يستهلكون كميات كبيرة منها.

وليست المسألة حصرًا على الدواء فقط؛ فكثير من السلع تتفاوت أسعارها تفاوتًا عجيبًا، ولكن المشكلة في الدواء؛ لأن المريض لا يستطيع الاستغناء عنه أولاً، وثانيًا ألا يكفيه همّ الألم كي نزيده همًّا بغلاء أسعارالدواء، ونكمل همومه بتفاوت هذه الأسعار..؟!!!!

والمأساة ليست في هذا التفاوت وهذا التلاعب فحسب، بل المأساة في صمت المؤسسات والوزارات المسؤولة عن محاربة هذا التلاعب؛ فأين هيئة الغذاء والدواء؟!!وأين وزارة الصحة؟!! وأين وزارة التجارة؟!! هل يعقل أنهم لا يعلمون عنه؟!!! إن كان الأمر كذلك فهذه مصيبة..!! وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم..!!

والناس في مثل هذا الموقف تتملكهم الدهشة؛ فهل هذه الوزارات والهيئات بالفعل لا تعلم عن هذه الكارثة؟!!وهل يعقل ذلك..؟!! إن كان الأمر كذلك فلِمَ لا تعلم..؟!!أين هي؟!! أين مسؤولوها؟!!

وإن لم يكن الأمر كذلك، وهم يعلمون عن هذا التفاوت، ويعرفونه تمامًا، فلِمَ هذا الصمت المطبق؟!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org