قدم أحد قراء "سبق" رواية شعبية سعودية لحكاية "الثعلب الذي فقد ذيله"، وذلك تعليقاً على قصة مشابهة من كتاب "حكايات أيسوب" نشرت ضمن فقرة "سل صيامك".
وحسب دراسات الأدب الشعبي، فإن شعوب العالم المختلفة ربما تقدم روايات عديدة لنفس الحكاية أو لفكرة واحدة، والفكرة هنا هي "الثعلب الذي فقد ذيله".
وفي "حكايات أيسوب"، حاول الثعلب مقطوع الذيل إقناع بقية الثعالب بقطع ذيولهم، لكنهم رفضوا، معتبرين أنه يقدم النصيحة بدافع مصلحته الشخصية.
وفي تعليقه على الحكاية، يقول قارئ "سبق" الذي لقب نفسه باسم "مبسوط"، "قصة الثعلب اللي فقد ذيله غير كذا.. كانوا يحكوها لنا الطيبين زمان وحنا صغار"، ثم بدأ القارئ يحكي الرواية أو النسخة السعودية من الحكاية، وفيها نفس فكرة "قطع الذيل"، مع اختلاف في الكثير من التفاصيل، ولكن الثعلب هنا تمكّن من إقناع الثعالب بقطع ذيولها لينجو من مطارديه.
الحكاية السعودية
يقول القارئ "مبسوط": "كان فيه ثعلب أنقذ بنتاً وأعطته نعجة وقام يرعاها، حتى جاءه الذئب يوماً وقال له: أبي وأبوك صديقان وجدي وجدك صديقان، واحنا خلينا نصير زيهم، قال تم (وافق الثعلب على صداقة الذئب).
وبعد أيام جاء الذئب وقال للثعلب: أنت صديقي وأريدك أن تستريح اليوم من رعي نعجتك.
قال الثعلب: أوافق ولكن دون خيانة.
قال الذئب: لا تخف، جدك وجدي كانوا إخوة.
المهم أن الذئب أكل النعجة وجمع عظامها وربطها معا بالشجرة حتى جاء الثعلب.
قال الذئب للثعلب: أبشر نعجتك أنجبت طليان صغيراً.
عرف الثعلب أن الذئب خانه وأكل النعجة، لكنه قرر أن يصمت؛ لأنه لا يستطيع قتال الذئب، وجلس الثعلب يمسح على العظام ويقول: يا حليل نعيجتي جابت طليان بيض، بينما الذئب يضحك.
وجلس الثعلب يملؤه الغيظ وهو يفكر كيف ينتقم من الذئب، ثم خطرت على رأسه فكرة وقرر أن ينفذها، في اليوم التالي جاء الثعلب إلى الذئب وقال له: ما رأيك يا ذئب أن نلعب لعبة أبي وأبوك وجدي وجدك؟
قال الذئب: ما هي لعبة أبي وأبوك وجدي وجدك؟
قال الثعلب: نحفر حفرة وأنزل فيها ثم تدفنني، وتقول: "سبيت إنت حي ولا ميت؟ إذا قلت حي خلني في الحفرة، وإذا قلت ميت طلعني منها"، وافق الذئب على اللعب مع الثعلب.
المهم حفرا الحفرة ونزل الثعلب في الحفرة أولاً كي يطمئن الذئب، وقال الثعلب، الحين ادفني، ودفنه الذئب بالتراب تكرمون، وقال الذئب: سبيت إنت حي ولا ميت؟
قال الثعلب: حي.
وجلس شوي قال الذئب: سبيت إنت حي ولا ميت؟
قال الثعلب: ميت طلعني، حفر الذئب وطلعه.
قال الثعلب: الحين دورك انزل بالحفرة يا صديقي، ونزل الذئب وجلس الثعلب يدفنه بالتراب ويرص ويدفن.
ونادى الثعلب الذئب: سبيت إنت حي ولا ميت؟
قال الذئب: ميت طلعني.
قال الثعلب: لا ماني مطلعك خليك تموت.
قال الذئب: اف.. أبي وأبوك إخوة.
قال الثعلب: هذا من أجل نعجتي جابت طليان بيض هاه، وبقى الذئب في الحفرة لمدة شهر.
بعد شهر فتح الثعلب الحفرة، إلا أنه رأى جثة الذئب يسعى فيها الدود، ويحط الثعلب جثة الذئب بخيشة ويروح يبيعها لعجوز ما تشوف، تحسبه تمر وبعد ما رجع ولد العجوز لبيتهم، قالت له العجوز، اليوم ضحكت على الثعلب، واشتريت منه خيشة التمر برخص، وجاء الولد يفتح الخيشة ليجد جثة ذئب مروح يسعى فيها الدود، قال ولد العجوز: منين اشتريتيها؟ قالت: من الثعلب.
الحين الديرة كلها مستنفرة يدورون الثعلب، مسلحين بسيوفهم، وشافوه وبدت المطاردة في الأسواق ودواعيس الديرة، وهم يلحقونه قاطهم (متعديهم) بمسافة وقف يلتقط الأنفاس عند عجوز ترق مرقوق.. وهم من بعيد يقولون امسكيه امسكيه.. قالت وش يقولون؟ قال: يقولون رقي والهميه. وترق وتلهمه ،يوم قربوا قالت: هم وش يقولون؟ ويأخذ الثعلب العصا اللي ترق فيه ويمغطها مع رأسها قال: يقولون امسكيه.. وتطيح العجوز ميته وينحاش أبو علي ( الثعلب ) وهم وراه طرد.
المهم مالكم بالطويلة، اجتمعوا أهل القرية قالوا: هذا الثعلب ذبح عجوزنا نبغى حل وفكروا قالوا نحط شمع مكان ما يجلس تحت الشجرة، وإذا مسكه الشمع نيجي ونخلص عليه قالوا أوكيه، المهم حطوا شمع ونجحت الخطة وجو يبون ينتقمون منه لكن اول واحد ضرب كان حول وجت في ذيل الثعلب انقطع، وهج أبو علي (جرى الثعلب) لديرة كلها ثعالب، وكانت الثعالب تضحك على ذيل الثعلب المقطوع، قال الثعلب لأقرانه: لازم تتطهروا بقطع الذيول، المهم مادري كيف أقنعهم وبيطهرهم واحد واحد حاط له حجر وكل ثعلب يضع ذيله على الحجر، وأبو علي الثعلب صاحبنا يقطع ذيله بالحجر.. وصارت كل الثعالب بدون ذيل، ولما دخل أهل القرية يطاردون الثعلب، وجدوا جميع الثعالب بلا ذيول، أبو علي كذا فك عمره (هكذا نجا الثعلب من الموت). وسلامتكم!".