الروايات الإباحية.. كيف نتعامل معها؟

الروايات الإباحية.. كيف نتعامل معها؟

كثر الحديث هذه الأيام عن إحدى الروايات الإباحية، وما تضمنته من عبارات خادشة للحياء، وضرورة سحبها وإتلافها، وما تبع ذلك من ردود أفعال العديد من جهات التوزيع بسحبها من مواقعها، وانتشار الكثير من الهاشتاقات للتحذير من هذه الرواية، وخطرها على المجتمع.

للحق أنا لم أقرأ هذه الرواية، إنما اطلعت على بعض مقتطفات منها بعدما تم الحديث عنها بكثرة ــ ولست ممن يفضل قراءة الروايات ــ ولاحظت بعض العبارات التي لا تليق بمجتمع محافظ من أي ملة، فضلاً عن كونه إسلاميًّا، ولكن ليس هذا بيت القصيد، إنما طريقة استنكار هذا العمل والتشهير به هي ما أعطاه فرصة الظهور والانتشار حتى أصبح بين عشية وضحاها مطلب الجميع، وقبل ذلك لم يكن يعلم به أحد.. وأنا متأكد أنه لو كان قراء هذا العمل قبل حملة التحريض خمسة فمن المؤكد أن من يقرؤه حاليًا المئات أو الآلاف!

لدينا أمثلة كثيرة في عالمنا العربي قديمًا وحديثًا ممن يعرضون للإيحاءات الجنسية لتسويق أعمالهم، أو البحث عن الشهرة، أو لخلل بداخلهم من باب "خالِف تُعرف".. وقد تعدى هذا الأمر الكتابة إلى الصوت والصورة، وربما ينظر إليها البعض على أنها ثقافة وواقع في المجتمع، لا بد من التعريض له، ومن لا يرغب لا يقرأ ولا يشاهد؟! وأنا ضد هذا الأمر؛ فما دمت أعيش في مجتمع لا بد من مسايرة قوانينه، وعدم تجاوز ثوابته الدينية.

مشكلتنا في التعاطي الإعلامي مع الكثير من القضايا أننا نريد تحقيق شيء معين، بينما في واقع الأمر نحن ندعمه بدون قصد، ونعطيه فوق ما يأمل بسبب جهلنا وتسرعنا.. ولو تم التعامل معه بهدوء لانتهت المشكلة بدون أن يعلم أحد.. وأتذكر أحد كتّاب الروايات أنه كان يتمنى في جلساته الخاصة أن تثار حول رواياته مثل هذه الحملات؛ لأنها السبيل الوحيد لكي تنتشر!

في الأمثال المحلية إذا أردت التقليل من شأن شخص تقول (أحقره)، بمعنى لا تعطيه اهتمامًا؛ لأنك لو جادلته لحققت له مبتغاه.. ولو طبَّقنا هذا المثل على الكثير من القضايا لانتهت قبل أن تبدأ.. و(الحقران يقطع المصران).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org