واشنطن تصعد لهجتها ضد "الأسد" بعد استخدامه "الكيماوي" مجدداً.. هل تمهد لضربات عسكرية؟

​القصف استهدف المناطق الآهلة بالسكان.. وغاز الكلور السام هو المستخدم
واشنطن تصعد لهجتها ضد "الأسد" بعد استخدامه "الكيماوي" مجدداً.. هل تمهد لضربات عسكرية؟

شفت تقارير صحفية أمريكية عن تصعيد أمريكي محتمل ضد نظام بشار الأسد بعد هجومه الأخير على دوما يوم الاثنين بالغاز الكيماوي وتسببه في إصابة العشرات من الأطفال والمدنيين.

ونشرت صحف: واشنطن بوست ونيويورك تايمز وبوليتيكو، تقارير مفصلة عن الهجمات الكيماوية الأخيرة، وقالت "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة ردت عسكرياً على هجوم خان شيخون بعمل عسكري محدود، وتساءلت ما إذا كانت سترد عسكرياً بعد مواصلة النظام السوري استخدامه للسلاح الكيماوي.

وعرضت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية هجوم وزير الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون على روسيا، واتهمها بالمسؤولية عن الهجوم الأخير في دوما، قائلاً خلال توقيع شراكة ضد الأسلحة الكيميائية: "بالأمس كان أكثر من 20 مدنياً، معظمهم من الأطفال، ضحايا هجوم مفترض بالكلور".

وأضاف تيلرسون للصحافيين في باريس: "بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن الهجمات؛ تتحمل روسيا في النهاية مسؤولية سقوط الضحايا في الغوطة الشرقية؛ كونها انخرطت في النزاع في سوريا".

وأكد وزير الخارجية الأمريكي: "لا يمكن نفي أن روسيا عبر حماية حليفها السوري انتهكت التزاماتها للولايات المتحدة كضامن في اتفاقية الإطار".

وتابع: "على روسيا في الحد الأدنى التوقف عن استخدام الفيتو، أو على الأقل الامتناع عن التصويت في الجلسات المستقبلية في مجلس الأمن بشأن هذه القضية".

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي في وقت التقى دبلوماسيون من 29 دولة في باريس للدفع من أجل فرض عقوبات وتوجيه اتهامات جنائية بحق مرتكبي الهجمات الكيميائية في سوريا.

وخلال جلسة مجلس الأمن يوم أمس، أعاد السفير الروسي إطلاق فكرة إنشاء هيئة تحقيق دولية جديدة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا؛ من أجل أن تحل مكان الخبراء الدوليين العاملين في إطار آلية التحقيق المشتركة التي لم يتم تجديد ولايتها بسبب استخدام روسيا حقها في النقض الفيتو في مجلس الأمن.

وأنشئت آلية التحقيق المشتركة في العام 2015 لكن روسيا أفشلتها، ووزعت روسيا خلال الجلسة مشروع قرار يدعو إلى إنشاء آلية تحقيق جديدة حول السلاح الكيميائي تكون محايدة حقاً ومستقلة ومهنية وذات صدقية على حد تعبيرها، غير أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، لمّحت على الفور إلى أن الاقتراح الروسي بإنشاء آلية تحقيق جديدة لا يمكن تبنيه.

وقالت هايلي: "لن نقبل أيّ اقتراح روسي يُقوض قدرتنا على إثبات الحقيقة أو يسيّس تحقيقاً مستقلّاً ونزيهاً".

واعتبرت السفيرة الأمريكية أن موسكو كانت عبّرت عن دعمها لآلية التحقيق المشتركة عندما كان المحققون يوجهون الاتهام إلى تنظيم الدولة ولكنّ موسكو عارضت استنتاجاتهم عندما حملوا المسؤولية لنظام الأسد، على حد تعبيرها.

وللمرة الثانية خلال تسعة أيام، تتعرض مدينة دوما للاعتداء باستخدام غازات سامة حيث أصيب عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء بحالات اختناق جراء قصف قوات النظام السوري على مدينة دوما بريف دمشق مستخدماً غاز الكلور السام للمرة الثانية خلال عام 2018.

وتوجه الدفاع المدني الخوذ البيضاء لمكان سقوط القذائف وعمل على إجلاء أكثر من 20 مصاباً إلى المراكز الطبية القريبة كما ساهم في إخلاء الكثير من العائلات من المكان المستهدف حفاظاً على سلامتهم علماً أن تأثير الغازات السامة يبقى حتى بعد القصف بساعات.

وأشار إلى أن الضربة المذكورة تركزت على أجزاء مأهولة بالسكان من المدينة، مؤكداً أن الجريمة المتعمدة بالاستهداف المباشر من قبل آلة نظام الأسد العسكرية للمدنيين في الغوطة الشرقية.

ومع صباح يوم الاثنين جدد طيران النظام السوري قصفه على الأحياء السكنية في مدينة عربين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق؛ ما أدى لمقتل شاب وإصابة عدد آخر بجروح، فيما عملت فرق الدفاع المدني على انتشال الشهيد وإسعاف المصابين إلى النقاط الطبية وتأمين المكان بالكامل.

وكان نشطاء أكدوا استهداف دوما بالغازات السامة، وهو ما يعد تصعيداً خطيراً يستوجب رداً دولياً صارماً هذه المرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org