"جدة التاريخية" متحف مفتوح يحكي التاريخ.. دعم ولي العهد يُبقي الذاكرة الحضارية للسعودية متقدة

يعكس الاهتمام بها حرص سموه على ثقافة وتراث المملكة
"جدة التاريخية" متحف مفتوح يحكي التاريخ.. دعم ولي العهد يُبقي الذاكرة الحضارية للسعودية متقدة

جدة التاريخية.. عنوان للأصالة، واختصار للحضارة؛ فشوارعها وأزقتها وحاراتها تحمل رائحة الماضي، وعبق التاريخ.. هناك حيث عاش الأجداد، وسُجلت الملاحم والأحداث التاريخية، وبإلهام المكان روى لنا الأدباء أروع القصص والحكايات الحجازية؛ فهي امتداد لحضارة سعودية عريقة، وتراث غني، ينبغي المحافظة عليه، وجعله قِبلة للسياح.

وهو ما يدركه جيدًا ولي العهد؛ ومن هذا المنطلق وجَّه سموه بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، بمبلغ 50 مليون ريال (كمرحلة أولى). ويأتي دعم الأمير في إطار خطة سعودية متكاملة، بدأت أولى مراحلها في يونيو 2018، عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرًا بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية، ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها؛ وذلك بناء على ما عرضه الأمير محمد بن سلمان حينذاك من أهمية إعطاء تطويرها والمحافظة عليها عناية خاصة.

كما يأتي الدعم استجابة لمتطلبات منظمة "اليونسكو" بتسجيل جدة التاريخية بوصفها ثاني المعالم الحضارية السعودية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي بعد مدائن صالح؛ إذ يتطلب التسجيل ضمن "اليونسكو" مزيدًا من جهود الحفظ والحماية والتأهيل لهذا التراث، والمشاركة المحلية والدولية في إدارته وحمايته، بما في ذلك الالتزام بخطة الحماية والإدارة التي قدمت لتسجيل الموقع، والالتزام بتأهيله، وإتاحته للزوار.

ويعكس اهتمام الأمير الشاب بجدة التاريخية حرص القيادة، واهتمامها بالثقافة والتاريخ، بوصفهما من مستهدفات رؤية 2030، وكونهما جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية والحضارية للشعب السعودي.

لمحة عن "جدة التاريخية"

تُعتبر جدة التاريخية متحفًا مفتوحًا؛ فهي تحوي التراث الذي يحكي تاريخ جدة بصورة حية؛ وبفضل ذلك حجزت لها مكانة مهمة ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو. وتضم مجموعة كبيرة من المواقع التاريخية، من أبرزها: سور جدة، والحارات التي تحكي قصة سالفة من الزمن الغابر، والمساجد التاريخية، والأسواق التي ما زال أهل المدينة وزوارها يتوافدون عليها بأعداد كبيرة من الزوار والمصطافين للاستمتاع بالمنطقة التاريخية بمدينة جدة ووسط سوق البلد.

وتمثل البيوت البلدية في جدة القديمة فنًّا معماريًّا وهندسيًّا متميزًا، وهي تندرج ضمن النمط المعماري السائد في منطقة الحجاز، الذي يتسم بالقوة والمتانة والصلابة؛ إذ يعود بعضها إلى 500 عام أو أكثر، ويتخذ شكلاً يدل على الهيبة والشموخ والصمود.. والناظر إلى هذه البيوت يرى واقع التراث السعودي الأصيل المتوزع في حواريها الأربع العتيقة. ومن أشهر تلك البيوت دار آل نصيف ودار آل جمجوم فـي حارة اليمن، ودار آل باعشن وآل قابل ومسجد الشافعي فـي حارة المظلوم، ودار آل باناجة وآل الزاهد فـي حارة الشام.. كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org