أدباء يبحثون تهديد الكتاب الرقمي للكتاب المطبوع

في أمسية نظمها النادي الأدبي بأبها
أدباء يبحثون تهديد الكتاب الرقمي للكتاب المطبوع

أثنى رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله العسيلان، على التقنية الجديدة التي سمحت بتوفير مكتبات إلكترونية متنوعة، أسهمت في وضع أرشيف ثقافي يفيد الباحثين والمهتمين في العودة لها متى دعت الحاجة.

واعتبر أنه أصبح من اليسير أن يجد الباحث مرجعاً دون الحاجة للسفر أو تكوين مكتبة ضخمة تحوي مَراجعه، لكنه انتقد تدني المستوى الثقافي.

ودعا "العسيلان" لحملة توعوية للشباب تشجّع على استثمار هذه التقنيات وتفعيل جمعيات وأندية للقراءة تعمل على تشجيعها والجذب لها.

جاء ذلك في أمسية نظمها نادي أبها الأدبي في معرض جامعة الملك خالد للكتاب الخامس عشر بعنوان: "قصة تكوين مكتبة" أدارها الدكتور عبدالرحمن البارقي.

واستعرض د. عبدالله العسيلان، بداية تعلقه بالكتب منذ قراءته لألف ليلة وليلة، واعتبر أن سبع جنيهات مصرية شكلت تحولاً في اهتماماته وخبراته بعد أن باع ساعة من نوع "جفيال"، واشترى بثمنها كتباً متنوعة من سور الأزبكية.

وتناول "العسيلان" بعضاً من محاور كتابه في تكوين مكتبته، والتي أنتجت كتاباً في 570 صفحة، أجاب فيه عن تساؤلات ومحاور تثير المتابعين، كاشفاً أنه لم يقرأ كل ما في مكتبته من كتب، لكنه تصفحها واستفاد منها في أبحاثه.

وأشار إلى الدور الكبير لسور الأزبكية ومكتبة خربوش في تكوين ثقافة متنوعة.

وأضاف: كان "خربوش" يشتري الكتب من ورثة العلماء المتوفين ويبيعها للمهتمين في لفائف مع ما مثلته المدافن في مصر من مصدر مهم للكتب اشتريت بعض الكتب منها، والتي تركها أصحابها بعد موتهم، مؤكداً أن مكتبات العلماء ثروة كبيرة.

وبيّن "العسيلان" أنه جمع أهم مصادر اللغة العربية، وكذلك الأدب الأندلسي بعد أن حقق كتاب "البديع في وصف الربيع"، ثم كتب كتاب "أبوالوليد الإشبيلي ومواهبه الأدبية".

عقب ذلك بدأت المداخلات، حيث تساءل عميد شؤون المكتبات في جامعة الباحة، د. عبدالرحمن الشرفي، عن تهديد الكتاب الرقمي للكتاب المطبوع وتأثير المكتبة الرقمية على المكتبات.

وأشار الأستاذ في جامعة نايف العربية د. محمود شاكر سعيد، إلى عزوف من الشباب عن القراءة ليشير "العسيلان" إلى أن هذا واقع مؤلم وغائب عن التعامل مع الكتاب الورقي؛ بسبب تدني المستوى الثقافي على كل الأصعدة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي مما فتح مجالاً لتداول أشياء تافهة.

وقال رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع: سألت بشار عواد عن تحقيق كتب الأدب والتراث، فاجأني أن كتب الأدب في عصر النهضة كانت أفضل من كتب الحديث، وهناك كتب حُققت، وأثنِي عليها لكن بعضها لها إصدارات سابقة في حيدر آباد ولم يشِر لها أحد.

وأوضح الدكتور عبدالله العسيلان أنه كان هناك جيل من العلماء الأفذاذ يقرؤون الكتب، ومطبعة بولاق تصدر كتباً دون أن يُكتب عليها تحقيق، لكنه يشرف عليها علماء يحققونها ويصححونها بما يليق، واستشهد بكتاب "الأغاني"، فكان في دار الكتب المصرية أو في دار الثقافة فشتان بين الطبعتين ففرق شاسع وتميز للدار الأولى.

وأضاف أن دار المعارف العثمانية أصدرت كتباً مهمة كتهذيب التهذيب، ووقفت عليها وزرتها ولو رأيتموها لاستغربتم كيف يمكن أن تحقق هذه الدار والمطابع القديمة، وتخرج هذه الأعمال المميزة حتى قيض الله لهم من تبرع بمطبعة.

وانتقد المهندس صالح الأحمد عزوف الباحثين عن العودة للكتب، واكتفاءهم بوسائل البحث الإلكترونية، مما يخرج أبحاثاً وكتباً مشوهة.

وتعجّب الأستاذ الدكتور في جامعة الملك خالد صالح أبوعراد، من الحملة التي يتكرر طرحها حول التعامل مع التقنية، وتجعل العمل نوعاً من المخاطرة، رغم أن تطورات العصر تفرض علينا التغير بدلاً من عدم الرضا يكون هناك حل توفيقي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org