ستكون السعودية على موعد، مع حدث رياضي وموسيقي عالمي ضخم على أرض الدرعية التاريخية، عاصمة الدولة السعودية الأولى، وبحضور ما يقارب 40 ألف متفرج من مختلف الجنسيات، سيكون بإمكانهم مشاهدة سباق السيارات الكهربائية "فورميلا إي" لمدة 3 أيام مباشرة لأول مرة في الشرق الأوسط.
ومن قلب الدرعية التاريخية ستطلق إشارة بدء السباق المحموم، وعلى امتداد 2495 كم و21 لفة ودورانًا سيجوب 22 سائقًا حول جدران المدينة العريقة، منطلقين نحو هدف الفوز بالسباق الذي سينطلق اليوم 13 حتى 15 ديسمبر الجاري.
وعبر شاشات التلفزيون والبث المباشر سيكون هناك أكثر من 80 مليون مشاهد حول العالم يتابعون تفاصيل الحدث الدقيقة، ويتعرفون – ربما للمرة الأولى – على الثقافة السعودية الغنية، وهو ما يضع المملكة تحت دائرة الضوء، ويعزز مساعي القيادة بالتعريف بالإرث الثقافي السعودي، ومناطقها الأثرية والسياحية النابضة بالحياة.
تعزيز فرص قطاع السياحة
ستمكن الشراكة طويلة الأمد التي وقعتها السعودية مع القائمين على الحدث، والتي بموجبها ستستضيف البلاد السباق لمدة 10 سنوات، من تعظيم مساعي الدولة في تعزيز فرص قطاع السياحة السعودية، خصوصًا مع إتاحة الهيئة العامة للرياضة عبر منصة (شارك) فرصة للجمهور الرياضي حول العالم لحضور الحدث الكبير بإصدار تأشيرة مرتبطة بتذكرة الحضور، وذلك في عملية لا تستغرق سوى دقائق معدودة، كما ستمكن التأشيرة حاملها من التجول في مدن المملكة الغنية بالتراث العريق ما عدا الأماكن المقدسة.
وقالت الهيئة العامة للرياضة وقت توقيع الاتفاق، إن الشراكة مع "فورميلا إي"، تعبر عن التزام الرياض بمستقبل السياحة لكونها إحدى الركائز التي تدعمها رؤية المملكة 2030.
وتعمل المملكة على قدم وساق منذ إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرؤية 2030 على تطوير قطاع السياحة والترفيه؛ لتكون السعودية جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، خصوصًا أنها تمتلك مواقع سياحية متميزة تطل على البحر الأحمر والخليج العربي، أو أخرى أثرية عريقة ترجع إلى عصور قديمة، فضلاً عن مظاهر العصرية والحداثة التي تعيشها بقية مناطق المملكة.
وأكدت رؤية المملكة 2030 العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على إرث البلاد العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.
ومنذ إطلاق الرؤية توالت إعلانات السعودية عن مشروعات ضخمة في القطاع السياحي، مثل مشروعات نيوم وأمالا والبحر الأحمر، علاوة على الفعاليات الرياضية والترفيهية البارزة مثل سباق "فورميلا إي" الذي سيخلق نحو 600 ألف فرصة عمل لأبناء المملكة لامتداده لعشر سنوات على أرض البلاد.
إقبال كبير على الحضور
الطلب الكبير على التذاكر كان محل انتباه؛ حيث بلغ الطلب 3 أضعاف التذاكر المتاحة (40 ألف تذكرة)، وكان من اللافت أن أغلب عمليات الشراء تمت من قِبل سعوديين يريدون أن يشاهدوا الفعالية الرياضية والموسيقية والتي تُقام للمرة الأولى في بلادهم، وهي دلالة مهمة على الرغبة الكبيرة في حضور مثل هذه الفعاليات.
ويسرت اللجنة المنظمة للحدث الأمر على الراغبين في الحضور؛ وذلك باستحداثها لتذاكر اليوم الواحد لحضور فعاليات اليومين الأول والثاني من الأنشطة المرافقة للسباق، التي تتيح للزوار خيارات أوسع للمشاركة في أكبر فعالية رياضية وموسيقية وثقافية تنظَّم في السعودية، حيث يمكن للجماهير الاستمتاع بالحفلات الموسيقية التي ستُقام في أيام السباق لأشهر المطربين والفرق الغنائية العربية والعالمية، فضلاً عن مجريات السباق التنافسي.