الظنون الكندية تتحطم على صخرة القرارات السعودية بطرد السفير "فوراً"

من غير المُستبعد أن تلبي أوتاوا رغبة الحوثيين وتدشن سفارة لها في صنعاء
الظنون الكندية تتحطم على صخرة القرارات السعودية بطرد السفير "فوراً"

للحظة ما، ظنت الحكومة الكندية أنها دولة كبرى من دول العالم الأول، بإمكانها أن تنصح وتوجه وربما "تهدد" دول العالم الثالث بما يجب فعله، وإلا كان عليها أن تتحمل تبعات ذلك.

وللحظة ما، اعتقدت وزارة الخارجية الكندية أن البيان "الوقح" الذي تأمر فيه المملكة بأن عليها أن تفرج عن النشطاء السعوديين "فوراً"، سيمر مرور الكرام على قادة البلاد وشعبها، بل والأمتين العربية والإسلامية.

الرد السعودي كان سريعاً وحاسماً وحازماً، بطرد السفير الكندي من الرياض، واستدعاء السفير السعودي من "أوتاوا"، في رسالة واضحة المعالم والمضمون، بأن المملكة وقيادتها وشعبها وشأنها الداخلي خط أحمر، ممنوع المساس به، وإلا كانت العواقب وخيمة على الجميع.

فالمملكة وإن كانت دولة هادئة وحليمة، تلتزم الصمت في مواقف عديدة، وتنأى بنفسها عن التدخل في الشأن الداخلي لدول العالم أجمع، فهي بالتالي، لا تسمح ـ مطلقاً ـ أن يتدخل أحد في شأنها الداخلي، ولو بالنصيحة العابرة، أو إسداء النصح والإرشاد، خاصة لو كان الأمر على الملأ، وفيه غطرسة سياسية، للتغطية على المشكلات الداخلية، أو لتصفية حسابات قديمة مع الرياض، كما هو في الحالة الكندية.

إملاءات العالم الغربي على العالم الثالث، لا شك أنها كثيرة ومتواصلة على مر التاريخ، لم يكن الهدف منها تقويم المعوج، ودفع المسيرة، بقدر ما هو استعراض عضلات سياسية، وإيهام العالم بأن الغرب يتمتع بالديمقراطية والحرية، وتفعيل حقوق الإنسان وما إلى ذلك من "أكليشهات" سابقة الصب، يتشدق بها العالم الغربي صباح مساء.

حقوق الإنسان الكندية تحطمت على صوت استغاثة وجهه الشاب السوري "حسان القنطار"، الذي ظل عالقاً في قسم الترانزيت في مطار ماليزيا منذ أكثر من 108 أيام، نداء لوزير الهجرة الكندي أحمد حسين ناشده فيه مساعدته في إجراءات الهجرة إلى كندا، دون أن يمد له أحد في هذا البلد يد المساعدة.

وكان من الأجدى لوزيرة الخارجية الكندية أن توفر نصائحها وتوجيهاتها إلى قطر، التي ترتكب جملة من الاعتقالات بحق نشطاء المجتمع المدني، المؤيدين لوجهة نظر الدول الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، في مقاطعة الدوحة.

وكان من الأجدى أيضاً أن يكون لكندا دور أكثر وضوحاً وشفافية من الحرب في اليمن، خاصة أن هناك تلميحات بأن كندا تقوم بدور مشبوه في الحرب اليمنية، ويؤكد ذلك الدعوة التي أطلقتها جماعة الحوثي لكندا، بفتح سفارة لها في صنعاء بدلاً من الرياض، وهذه الدعوة لم تكن تحدث لولا العلاقات "الخفية" الطيبة التي تربط الجانبين، وبالتالي لا نستبعد أن تلبي أوتاوا رغبة الحوثيين، وتدشن سفارة لها في صنعاء المحتلة من قبل الانقلابيين.

التصرف الكندي تجاه المملكة جانبه الصواب بشهادة العالم، فلا توجد دولة دعمت كندا، حيث ساندت الدول العربية والإسلامية السعودية، في إشارة إلى أن ما فعلته وزيرة الخارجية الكندية غير مدروس بالمرة، وخطوة لا تستند على أقل قدر من الدبلوماسية والحكمة، خاصة إذا عرفنا أن صياغة البيان الكندي فيه تكبر وغطرسة عمياء، عندما طُلب من السلطات السعودية الإفراج "الفوري" عن نشطاء المجتمع المدني، فكان نصيبها الطرد "الفوري" لسفيرها في الرياض، واستدعاء السفير السعودي في أتاوا، وقطع العلاقات التجارية معها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org