ولي العهد أيقونة القيادة بعيون العالم

ولي العهد أيقونة القيادة بعيون العالم

مع كل إشراقة شمس يثبت سمو ولي العهد أنه رجل دولة من الطراز الرفيع. وهذه سمة لا تكاد تخطئها أي عين في كل خطوة يخطوها، وكل قرار يتخذه، وأي تصريح يدلي به.. فدائمًا ما يثبت سموه أنه رغم سنواته الثلاث والثلاثين فإنه يتمتع بحنكة سياسية، لا تتأتى إلا للساسة المخضرمين الذين جربهم الزمان.. فضلاً عن أنه يمتاز برباطة جأش، لا تتهيأ إلا لأولي الدربة من جنرالات الحروب، ويتمتع بحس أمني لا يضاهيه فيه أحد من جهابذة الأمن السعودي، فضلاً عما يتميز به من نفاذ البصيرة، وسرعة البديهة، وتدفق السليقة، والقدرة على حسم القرارات، دون أن يرتجف له طرف، فضلاً عما حباه به الله من إمكانات هائلة في التخطيط الاستراتيجي، والتدبير الاقتصادي، حتى صار سموه قدوة تحتذى لجيل الشبان كافة في السعودية.

ولقد جاءت تصريحات سموه الأخيرة لوكالة "بلومبيرغ" خير شاهد على ما يتمتع به من قوة شكيمة، وقدرة عالية على المناورة دون تقديم أي تنازلات؛ فهو بوصفه رجل دولة جُلّ ما يهمه هو أمن بلاده وحمايتها، ولا يجرمنه شنآن أي شيء على أن يصونه وينافح دونه؛ فهو لا يعبأ بأي حسابات سياسية، ولا أجندات خارجية، ولا رأي عام مضلل، ولا وسائل إعلام مأجورة، ولا تصريحات جوفاء إذا كان ذلك على حساب الأمن السعودي، الذي وضعه سموه خطًّا أحمر، لا يسمح لكائن من كان بأن يتجاوزه، ولا يتساهل في ذلك، ولا يساوم عليه.

لقد عبَّر سموه عن قوة السعودية الحقيقية، وثقلها الاقتصادي والجيوسياسي الإقليمي والدولي، ورد على جميع القضايا الشائكة بجُمل مقتضبة، توزن بمثقال من ذهب، وأخرس جميع الألسنة التي تتوهم أنها قادرة على النَّيْل من السعودية، واستقلال قرارها السياسي، وأكد بما لا يدع مثقال ذرة للشك أن أمن السعودية غير منوط بأحد سوى أبناء السعودية أنفسهم، وأن السعودية أعرق وأقوى من أن تخضع لأي نوع من أنواع الابتزاز السياسي، مستشهدًا بالتاريخ بين الفينة والأخرى؛ فالسعودية أقدم من أقوى دولة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وما تجشمته السعودية في سبيل حفظ أمنها وحفظ أمن الشعب اليمني الشقيق أقل بما لا يسمح للمقارنة من الثمن الذي دفعته أمريكا في سبيل تحرير العبيد في الحرب الأهلية الأمريكية. ملوحًا بالتفاهم السعودي الألماني الجديد، وبقوة السعودية الذاتية على جميع الأصعدة، وأن السعودية قادرة على حماية مصالحها بنفسها مصداقًا للمثل القائل (لا يحك جلدك مثل ظفرك). ولم يفُتْه أن يؤكد من حين لآخر أنه لا يتهاون ولا يتساهل في سبيل الأمن السعودي مهما كاد الحاقدون، ومهما نعق الناعقون.

برزت القوة الدبلوماسية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، منذ الانطلاقة الأولى التي سعى خلالها إلى وضع المملكة العربية السعودية على مصاف الدول ذات القوة الاقتصادية والإقليمية الكبرى، وهو ما جسده من خلال رؤية 2030 التي تؤطر لوقف اعتماد السعودية في اقتصادها على الموارد النفطية، والتوجه نحو الاستثمارات بمختلف أشكالها.

واستطاع الأمير محمد بن سلمان الذي تولى ولاية العهد في 21 يونيو (حزيران) 2017 أن ينقل السعودية من تطوُّر إلى تطوُّر أكبر في وقت قياسي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، من خلال منظومة إصلاحات وقرارات، شملت تغييرات كبيرة في العديد من المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، والمناصب القيادية الفاعلة، بما حقق التقدم المتوازن والإصلاح في اقتصاد البلاد.

وعلى المستوى الإقليمي أشرف صاحب السمو الملكي بعد شهرين فقط من توليه وزارة الدفاع على إدارة عملية (عاصفة الحزم) التي انطلقت في 26 آذار 2015 بالتحالف مع 10 دول عربية وإسلامية لمساعدة القوات الحكومية اليمنية في حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن الممولين من النظام الإيراني، وهي المرة الأولى التي تقود فيها السعودية حربًا بتحالف دولي.

وفي نوفمبر العام الماضي أعلن ولى العهد أن "ضلوع النظام الإيراني في تزويد المليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدوانًا عسكريًّا ومباشرًا من قِبل النظام الإيراني".

وبرز دور سمو الأمير محمد بن سلمان في الأزمة الحادة مع قطر التي قاطعتها العديد من الدول العربية لضلوعها في دعم الجماعات الإرهابية، والتقرب من النظام الإيراني، كما برز دوره في استراتيجية التصدي للنظام الإيراني وتدخلاته السافرة بالمنطقة العربية.

وعلى المستوى الدولي عمل ولي العهد خلال جولاته وزياراته لعدد من دول العالم في شرق آسيا وأوروبا وأمريكا على إبرام عقود واتفاقيات مشتركة، تفتح آفاقًا أرحب للتعاون مع الخبرات الدولية للاستفادة منها في تطوير العمل في السعودية، وإتاحة الفرصة للاستثمار الأجنبي للنهوض بحجم المنافسة في السوق المحلية.

وشملت الزيارات التي قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان العديد من الدول، منها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين. وشهدت زياراته لأمريكا سلسلة تفاهمات مهمة، منها إطلاق استثمارات سعودية كبيرة في الولايات المتحدة، فضلاً عن فتح فرص للشركات الأمريكية للدخول إلى السوق السعودية وفق رؤية السعودية. وتصدرت ملفات محاربة تنظيم داعش والتصدي لأنشطة إيران والتعاون الدفاعي

2030.

ويبرز التأثير العالمي لسمو ولي العهد، الذي وضعته مجلة (بلومبيرغ) في المرتبة الثالثة بقائمة الـ50 شخصية عالمية ذات تأثير في مجال الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا والفكر لعام 2017.

وربطت المجلة اختيار صاحب السمو الملكي بالتغييرات الكبيرة في الإصلاح الاقتصادي للمملكة، وكذلك تأثيره على الاقتصاد العالمي من خلال فكرة طرح (أرامكو) للاكتتاب العالمي؛ باعتباره أكبر اكتتاب في التاريخ. كما بيَّنت أن اختيار الشخصيات جاء من خلال مساهمات وجهود كبيرة من قِبل 2700 صحفي ومحلل حول العالم؛ للبحث عن أقوى الشخصيات المؤثرة في مجال الاقتصاد، والثقافة، والتكنولوجيا، والفكر، والعلوم، والسياسة، والترفيه.

وحصل ولي العهد على لقب (السياسي الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط) في استطلاع أجراه راديو (سوا)، وشارك به أكثر من 5 ملايين شخص. ويصف مَن قابلوا الأمير الشاب إياه بأنه يمتلك شخصية قيادية "ويستطيع التأثير على الآخرين بحضوره الطاغي"، بل يصفه البعض بأنه "يمتلك صفات الكاريزما القيادية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org