بين شغف سعودي وتحذير مختصين.. "سبق" ترصد تجاوزات مطاعم "التميس"

قيل عنه طعام الفقراء فبات وجبة للجميع صباح مساء لا تخلو منه مائدة رمضان
بين شغف سعودي وتحذير مختصين.. "سبق" ترصد تجاوزات مطاعم "التميس"

"التميس" كما قيل عنه طعام الفقراء، ولكنه لم يعد خاصاً بتلك الفئة؛ فجميع فئات المجتمع تجد فيه مذاقاً خاصاً حصرياً وفريداً لا يوجد في غيره، قد يختلفون في وقت تناوله ولكنهم يُجمعون على أنه ضمن الوجبات التي يترددون عليها، وهو في بعض المناطق الوجبة الأولى للإفطار الصباحي أو العشاء، وفِي مناطق أخرى أساسي على مائدة الإفطار في رمضان.
ومع ذلك كله وبرغم تأكيدات وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمتابعة؛ إلا أنه يبقى تحضيره في كثيرٍ من المناطق دون أية قيود صحية من حيث النظافة الشخصية للطهاة أو ارتداء قفازات الأيدي وأغطية الرأس أثناء فرد العجين وتجهيزه بالرغم من تأكيدات المختصين الصحيين بضرر ذلك على صحة المستهلك.
ورصدت "سبق" عدداً من مطاعم التميس في مناطق مختلفة؛ حيث لم تجد اختلافاً في مجملها، فإهمال الجوانب الصحية متقارب.
يقول المواطن منصور الغامدي من الباحة: "نادر أن نجد مطعماً شعبياً للتميس أو مخبز للخبز بأنواعه ويكون العمالة متقيدين بالاشتراطات الصحية أو ضمن اهتماماتهم، وذلك يثير تساؤلاً عريضاً حول جولات فِرَق الأمانات".
وأوضح المواطن محمد أحمد القرني من عسير قائلاً: "للأسف أصبحت قذارة عمالة تجهيز التميس مألوفة فقد يكون البديل النظيف مستحيلاً في ظل غياب الرقابة"، مناشداً المسؤول الذي قد يأكل من تلك المطاعم التشديد على الاشتراطات الصحية.
فيما يقول زياد أحمد عمر من مكة: "أصبحت هذه الوجبات ضمن ثقافتنا اليومية، ومع ذلك نجد كل هذا الإهمال الكارثي دون مراعاة للأنظمة المحددة لتلك النشاطات، رسالتي لصاحب العمل: راقب الله في رزقك، ورسالتي للمسؤول: لا تأخذك في تطبيق النظام لومة لائم".
وعرضت "سبق" تساؤولات المواطنين على العلاقات العامة لوزارة الشؤون البلدية والقروية؛ حيث قالت: "نفيدكم بشأن الوزارة قامت بإصدار لائحة المطاعم كما تقوم الأجهزة الرقابية في الأمانات والبلديات بعمل جولات رقابية دورية على المطاعم للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية وتوقيع الغرامات بحق المخالفين وفق لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية، كما يمكن لمرتادي المطاعم وغيرها من المحلات التي تشرف عليها الوزارة الاتصال على هاتف بلاغات الأمانة الموحد (940) عند وجود أي ملاحظات لتقوم الأمانة باتخاذ ما يلزم حيال الموضوع".
ومن جانبٍ صحي، قال الدكتور ماجد الشمراني استشاري الأمراض المعدية بوزارة الحرس الوطني لـ"سبق": إن ارتداء غطاء الرأس ومريلة نظيفة من الإجراءات التي تمنع تلوث الطعام ببقايا الشعر أو ملابس محضّر الطعام، مما يحدَّ من تلوث الطعام جرثومياً أو بجسم صلب كخيوط الملابس أو بقايا شعر.
وأضاف: "من الملاحظات المتكررة عند تحضير الطعام في بعض المطاعم ارتداء محضّر الطعام لنفس القفّاز خلال تحضير الطعام وخلال محاسبة العميل أو القيام بأعمال التنظيف، مما يعتبر أسوأ بمراحل من عدم ارتدائه نهائياً، فمن المفترض لبس القفاز عند تحضير الطعام فقط مع مراعاة غسل اليدين باستمرار قبل التغيير".
وتابع: "الالتزام بالاشتراطات الوقائية والصحية من أهم العوامل التي تضمن سلامة الأطعمة، فالأطعمة المحضرة تعتبر عرضة للتلوث ومن ثم نقل الأمراض المعدية إلى الإنسان، مما ينتج عنه تسمم غذائي، ومِن أهم اشتراطات تحضير الطعام غسل اليدين جيداً، وغسل الخضار والفواكه، وعدم خلط الطعام النيئ مع الطعام المطبوخ عند التحضير، وأيضاً حفظ الطعام في درجات الحرارة المعتمدة بحسب نوع الطعام، كما يُعدّ تناول الطعام غير المطبوخ كالسلطات والعصائر أو اللحوم غير المحفوظة أو غير المطبوخة جيداً من أكثر طرق التسمم الغذائي شيوعاً".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org