جدَّد المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، العقيد ركن تركي المالكي، تحذيره للمليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران من اختبار حدود صبر التحالف، وذلك في مؤتمر صحفي، عقده مساء اليوم الجمعة للتعليق على محاولة المليشيات إلصاق جريمة استهدافهم أمس المدنيين عبر مستشفى الثورة وسوق السمك في مدينة الحديد بالتحالف.
وأكد العقيد المالكي في ردوده على أسئلة الإعلاميين أن المليشيات الحوثية وإعلامها ومَن يقف وراءهم من قنوات مغرضة ينتهجون الكذب والتزييف والسقوط المهني، في إشارة إلى تورط قناة المسيرة الحوثية بسبب فيديو عرضته على شاشتها لضحايا المجزرة التي سقط ضحيتها أكثر من خمسين قتيلاً من اليمنيين، وعشرات الجرحى من جراء استهدافهم سوق السمك بمدينة الحديدة يوم أمس.
وأشار في هذا الصدد إلى أن محاولتهم إلصاق الجريمة بالتحالف هدفه تأليب الرأي العام العالمي، وخصوصًا مع قرب موعد إحاطة المبعوث الأممي الخاص في اليمن. مضيفًا: ليس علينا في الجانب الإعلامي للتحالف إلا أن نقدم المصداقية والشفافية وأعلى درجات التواصل مع الرأي العام اليمني والإقليمي والدولي.
كما أكد المالكي أن تحرير مدينة الحديدة مسألة وقت، والتحالف هو من يقرر ذلك. محذرًا المليشيات من أنه عند وصول التحالف لأهداف عملياتية معينة قد لا يجد الحوثي وقتها المجال للجلوس على طاولة الحوار.
وقال: أعطى التحالف للمبعوث الأممي مساحة من الوقت لإيجاد حل ومخرج للأزمة اليمنية بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث: القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، والحوار الوطني اليمني. وتابع: أعطينا التسهيلات والوقت والفرص كافة للمليشيات الحوثية، ولكن يبقى تحرير الحديدة مسألة وقت، وهو بيد الحكومة الشرعية اليمنية - بإذن الله -.
وزاد: قرار تحرير مدينة الحديدة ومينائها والساحل الغربي كافة هو حقٌّ أصيل للحكومة الشرعية، اليمنية وقيادة التحالف هي الخط العسكري، وندعم القرارات والإجراءات كافة التي اتخذتها الحكومة في هذا الشأن.
وقال المالكي في رده على سؤال إعلامية يمنية عن فضح جرائم وانتهاكات المليشيات ضد الشعب اليمني: أنا لست هنا لأبرئ التحالف، وإذا كان هناك أي خطأ من التحالف فسوف نتحمل المسؤولية أمام الشعب اليمني والأشخاص الذين فقدوا حياتهم وأقاربهم وعائلاتهم، وأمام المجتمع الدولي.
وأضاف: في مناسبات عدة أصدر التحالف عددًا من البيانات قبل فريق التحقيق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن. نحن نؤكد دائمًا أن التحالف يعترف بالمسؤولية القانونية والأخلاقية أمام المجتمع الدولي والشعب اليمني والضحايا.
ورأى المالكي أن توقيت استهداف المدنيين بمستشفى الثورة وسوق السمك بمدينة الحديدة أمس من قِبل المليشيات الحوثية يتزامن مع موعد إحاطة المبعوث الأممي الخاص في اليمن، وكذلك غيرها من الحوادث والاعتداءات السابقة؛ لاستثارة الرأي العام الدولي ضد التحالف، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي والإنساني.
ولفت إلى أن أهداف التحالف واضحة، وعند تحقيق النصر - بإذن الله - بتحرير الأراضي اليمنية ستتم إعادتها للحكومة الشرعية اليمنية والشعب اليمني.
ووجَّه المالكي رسالة إلى منسق الشؤون الإنسانية في اليمن والأمم المتحدة قائلاً: هناك مسؤولية قانونية وأخلاقية؛ فنحن غير موجودين على الأرض.. التحالف موجود حتى مطار الحديدة، ولكن غير موجود داخل المدينة.
وخص المالكي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي بالقول: نحن نريد الحقائق للشعب اليمني فيما يخص استهداف المواطنين والمدنيين الأبرياء بدلاً من البيانات التي تحمل الكثير من الكلام الفضفاض.. نريد أن نعلم ماذا حدث يوم الخميس في مدينة الحديدة.
وأعلن المالكي استعداد قيادة التحالف لتقديم الدعم والمساعدة كافة بالخبراء والمعلومات؛ ليتم كشف الحقائق، وإطلاع الشعب اليمني وذوي الضحايا والمجتمع الدولي.
وكان موقع المشهد اليمني قد أكد تورُّط قناة المسيرة الحوثية في عرض فيديو، يورط المليشيا في جريمة استهداف سوق السمك بالحديدة، مشيرًا إلى أن ناشطين كانوا قد أبدوا في وقت مبكر من يوم أمس روايات مثيرة نقلاً عن شهود عيان، قالوا إنهم شاهدوا قذائف مدفعية قادمة من معسكر للحوثيين بالقرب من المكان، أصابت سوق السمك (المحوات)، بالتزامن مع تحليق جوي لمقاتلات التحالف العربي بالمكان.
غير أن أكثر ما أثار الشكوك حول تورط جماعة الحوثي بشكل مباشر في دماء اليمنيين في مجزرة سوق السمك ما كتبه مراسل قناة المسيرة نجيب الأشموري، الذي أكد أن ما أسماه بـ "أدوات العدوان في الحديدة" أمطروا سوق السمك، وكذا بوابة مستشفى الثورة بالقذائف. كما أكد أن القذائف التي أصابت المكان مداها يصل إلى تسعة كيلوات ومائتي متر.
